
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذادَ عَنِّـي النَّـوْمَ هَـمٌّ بَعْـدَ هَمّْ
وَمِـــنَ الْهَــمِّ عَنــاءٌ وَســَقَمْ
طَرَقَــتْ طَلْحَــةُ رَحْلِــي بَعْـدَما
نـامَ أَصـْحابِي وَلَيْلِـي لَـمْ أَنَمْ
طَرَقَتْنــا ثُــمَّ قُلْنـا إِذْ أَتَـتْ
مَرْحَبـاً بِـالزَّوْرِ لَمَّـا أَنْ أَلَـمّْ
ضـــَرَبَتْ لَمَّــا اســْتَقَلَّتْ مَثَلاً
قـالَهُ الْقُـوَّالُ عَـنْ غَيْـرِ وَهَـمْ
مَثَلاً يَضــــــْرِبُهُ حُكَّامُنـــــا
قَوْلُهُمْ: "فِي بَيْتِهِ يُؤْتَى الْحَكَمْ"
فَأَجـــابَتْ بِصـــَوابٍ قَوْلَهــا:
مَـنْ يَجُـدْ يُحْمَدْ، وَمَنْ يَبْخَلْ يُذَمّْ
إِنَّمـــا جــادَ بِشــَأْسٍ خالِــدٌ
بَعْـدَما حـاقَتْ بِـهِ إِحْدى الْعُظَمْ
مِــنْ مَنايــا يَتَخاســَيْنَ بِــهِ
يَبْتَـدِرْنَ الـزَّوْلَ مِـنْ لَحْـمٍ وَدَمْ
بــاكِرُ الْجَفْنَـةِ رِبْعِـيُّ النَّـدى
حَســـَنٌ مَجْلِســـُهُ غَيْــرُ لُطَــمْ
يَجْعَــلُ الْمــالَ عَطايــا جَمَّـةً
إِنَّ بَـذْلَ الْمـالِ فِي الْعِرْضِ أَمَمْ
لا يُبــالِي طَيِّــبُ النَّفْــسِ بِـهِ
عَطَـبَ الْمـالِ إِذا الْعِـرْضُ سـَلِمْ
لا تَقُــولَنَّ إِذا مــا لَـمْ تُـرِدْ
أَنْ تُتِـمَّ الْوَعْـدَ فِـي شَيْءٍ: نَعَمْ
حَسـَنٌ قَـوْلُ "نَعَمْ" مِـنْ بَعْدِ "لا"
وَقَبِيــحٌ قَـوْلُ "لا" بَعْـدَ "نَعَمْ"
إِنَّ "لا" بَعْـــدَ "نَعَمْ" فاحِشــَةٌ
فَبِــ"لا" فَابْدَأْ إِذا خِفْتَ النَّدَمْ
فَـإِذا قُلْـتَ "نَعَمْ" فَاصـْبِرْ لَها
بِنَجــاحِ الْوَعْـدِ إِنَّ الْخُلْـفَ ذَمّْ
وَاعْلَـمَ اْنَّ الـذَّمَّ نَقْـصٌ لِلْفَـتى
وَمَــتى لا يَتَّــقِ الــذَّمَّ يُــذَمّْ
أُكْــرِمُ الْجــارَ وَأَرْعَــى حَقَّـهُ
إِنَّ عِرْفـانَ الْفَـتى الْحَـقَّ كَـرَمْ
أَنـا بَيْتِـي مِـنْ مَعَدٍّ فِي الذُّرى
وَلِــيَ الْهامَـةُ وَالْفَـرْعُ الْأَشـَمّْ
لا تَرانِــي راتِعــاً فِـي مَجْلِـسٍ
فِـي لُحُومِ النَّاسِ كَالسَّبْعِ الضَّرِم
إِنَّ شـَرَّ النَّـاسِ مَـنْ يَكْشـِرُ لِـي
حِيــنَ يَلْقـانِي وَإِنْ غِبْـتُ شـَتَمْ
وَكَلامٍ ســــَيِّئٍ قَــــدْ وَقَـــرَتْ
عَنْـهُ أُذْنـايَ وَمـا بِـي مِنْ صَمَمْ
فَتَعَزَّيْـــتُ خَشـــاةً أَنْ يَـــرى
جاهِــلٌ أَنِّــي كَمـا كـانَ زَعَـمْ
وَلَبَعْــضُ الصـَّفْحِ وَالْإِعْـراضِ عَـنْ
ذِي الْخَنـا أَبْقَـى وَإِنْ كانَ ظَلَمْ
أَجْعَــلُ الْمــالَ لِعِرْضــِي جُنَّـةً
إِنَّ خَيْـرَ الْمـالِ ما أَدَّى الذِّمَمْ
المثقِّب العبديّ هو عائذ بن مِحصَن بن ثعلبة بن واثلة، من قبيلةِ عبد القيس المنحدرة من القبائل النزارية العدنانيّة. كُنيتُهُ أَبو عديّ، والمثقِّب لقبٌ غلبَ عليه لبيتٍ من الشّعر يقول فيه "وثقّبن الوصاوصَ للعيون". شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 36ق.ه/587م. مدحَ ملكَ المناذرة الشّهير عمرو بن هند بمجموعة من القصائد، اشتُهِرَت منها قصيدتُهُ النّونيّة "أفاطم قبل بينك متّعيني" الّتي أبانت عن توتّر بين المثقِّب والملك، وله شعرٌ في مدح النّعمانِ بن المنذر الّذي يُرجَّح أنّ المثقّب توفّي في فترةِ حكمه. يغلبُ على شعرِهِ وصفُ النّاقةِ والرّحلة، والمدح والفخر، إضافةً إلى الحكمةِ السّائرة.