
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا حَيِّيـا الـدَّارَ الْمُحِيـلَ رُسُومُها
تَهِيـجُ عَلَيْنـا مـا يَهِيـجُ قَـدِيمُها
سـَقى تِلْـكَ مِـنْ دارٍ وَمَنْ حَلَّ رَبْعَها
ذِهـابُ الْغَـوادِي: وَبْلُهـا وَمُدِيمُها
ظَلِلْــتُ أَرُدُّ الْعَيْـنَ عَـنْ عَبَراتِهـا
إِذا نَزَفَـتْ كـانَتْ سـَرِيعاً جُمُومُهـا
كَــأَنِّي أُقاسـِي مِـنْ سـَوابِقِ عَبْـرَةٍ
وَمِـنْ لَيْلَـةٍ قَـدْ ضافَ صَدْرِي هُمومُها
تُـــرَدُّ بِأَثْنــاءٍ كَــأَنَّ نُجُومَهــا
حَيـارى إِذا مـا قُلْـتُ غابَ نُجُومُها
فَبِـتُّ أَضـُمُّ الرُّكْبَتَيْـنِ إِلـى الْحَشا
كَــأَنِّيَ راقِــي حَيَّــةٍ أَوْ سـَلِيمُها
سـَيَكْفِيكَ أَمْـرَ الْهَـمِّ عَزْمُـكَ صـَرْمَهُ
وَيَكْفِيــكَ مَخْلُـوجَ الْأُمُـورِ صـَرِيمُها
وَيَعْمَلَةٍ أَرْمِي بِها الْبِيدَ فِي السُّرى
يُقَطَّـــعُ أَجْــوازَ الْفَلاةِ رَســِيمُها
رَجُــومٍ بِأَثْقــالٍ شــِدادٍ رَجِيلَــةٍ
إِذا الْآلُ فِي التِّيهِ اسْتَقَلَّتْ حُزومُها
كَـأَنِّي وَأَقْتـادِي عَلـى حَمْشَةِ الشَّوى
يَجُــورُ صــَرارِيٌّ بِهــا وَيُقِيمُهــا
أُمَضـِّي بِهـا الْأَهْـوالَ فِـي كُلِّ قَفْرَةٍ
يُنـادِي صـَداها آخِـرَ اللَّيْلِ بُومُها
أَنُــصُّ السـُّرى فِيهـا بِكُـلِّ هَجِيـرَةٍ
تُغَيِّــرُ أَلْــوانَ الرِّجـالِ سـَمُومُها
أَرى بِــدَعاً مُســْتَحْدَثاتٍ تُرِيبُنِــي
يَجُــوزُ بِهــا مُسْتَضــْعَفٌ وَحَلِيمُهـا
فَــإِنْ تَـكُ أَمْـوالٌ أُصـِيبَتْ وَحُـوِّلَتْ
دِيــارٌ فَقَـدْ كُنَّـا بِـدارٍ نُقِيمُهـا
وَنَحْمِـي عَـنِ الثَّغْـرِ الْمَخُوفِ وَيُتَّقَى
بِغارَتِنــا كَيْـدُ الْعِـدى وَضـُيُومُها
صــَبَرْنا لَهـا حَتَّـى تَفَـرَّجَ بَأْسـُنا
وَفِئْنــا لَنــا أَسـْلابُها وَعَظِيمُهـا
نَعُــدُّ لِأَيّــامِ الْحِفــاظِ مَكارِمــاً
فِعــالاً وَأَعْراضـاً صـَحِيحاً أَدِيمُهـا
أَبِـي أَصـْلَحَ الْحَيَّيْـنِ بَكْراً وَتَغْلِِباً
وَقَــدْ أُرْعِشـَتْ بَكْـرٌ وَخَـفَّ حُلُومُهـا
وَقــامَ بِصــُلْحٍ بَيْـنَ عَـوْفٍ وَعـامِرٍ
وَخُطَّــةِ فَصــْلٍ مـا يُعـابُ زَعِيمُهـا
المثقِّب العبديّ هو عائذ بن مِحصَن بن ثعلبة بن واثلة، من قبيلةِ عبد القيس المنحدرة من القبائل النزارية العدنانيّة. كُنيتُهُ أَبو عديّ، والمثقِّب لقبٌ غلبَ عليه لبيتٍ من الشّعر يقول فيه "وثقّبن الوصاوصَ للعيون". شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 36ق.ه/587م. مدحَ ملكَ المناذرة الشّهير عمرو بن هند بمجموعة من القصائد، اشتُهِرَت منها قصيدتُهُ النّونيّة "أفاطم قبل بينك متّعيني" الّتي أبانت عن توتّر بين المثقِّب والملك، وله شعرٌ في مدح النّعمانِ بن المنذر الّذي يُرجَّح أنّ المثقّب توفّي في فترةِ حكمه. يغلبُ على شعرِهِ وصفُ النّاقةِ والرّحلة، والمدح والفخر، إضافةً إلى الحكمةِ السّائرة.