
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفــاطِمُ قَبْـلَ بَيْنِـكِ مَتِّعِينـي
وَمَنْعُـكِ مـا سـَأَلْتُكِ أَنْ تَبِيني
فَلا تَعِــدِي مَواعِــدَ كاذِبــاتٍ
تَمُـرُّ بِهـا رِيـاحُ الصَّيْفِ دُونِي
فَــإِنِّي لَـو تُخـالِفُني شـِمالي
خِلافَـكِ مـا وَصـَلتُ بِهـا يَميني
إِذاً لَقَطَعْتُهــا وَلَقُلْـتُ بِينِـي
كَــذَلِكَ أَجْتَـوِي مَـنْ يَجْتَـوِينِي
لِمَــنْ ظُعُـنٌ تَطَلَّـعُ مِـنْ ضـُبَيْبٍ
فَمـا خَرَجَـتْ مِـنَ الْوادِي لِحِينِ
مَـرَرْنَ عَلـى شـَرافِ فَـذاتِ هَجْلٍ
وَنَكَّبْــنَ الذَّرانِــحَ بِـالْيَمِينِ
وَهُـنَّ كَـذاكَ حِيـنَ قَطَعْـنَ فَلْجاً
كَــأَنَّ حُــدُوجَهُنَّ عَلــى سـَفِينِ
يُشــَبَّهْنَ الســَّفِينَ وَهُـنَّ بُخْـتٌ
عُراضــاتُ الْأَبــاهِرِ وَالشـُّؤُونِ
وَهُـنَّ عَلـى الرَّجـائِزِ واكِنـاتٌ
قَواتِــلُ كُــلَّ أَشـْجَعَ مُسـْتَكِينِ
كَغِــزْلانٍ خَــذَلْنَ بِــذاتِ ضـالٍ
تَنُـوشُ الـدَّانِياتِ مِـنَ الْغُصُونِ
ظَهَــرْنَ بِكِلَّــةٍ وَسـَدَلْنَ رَقْمـاً
وَثَقَّبْــنَ الْوَصــاوِصَ لِلْعُيُــونِ
وَهُــنَّ عَلــى الظَّلام مُطَلَّبــاتٌ
طَــويلاتُ الــذَّوائِبِ وَالْقُـرُونِ
أَرَيْــنَ مَحاسـِناً وَكَنَـنَّ أُخْـرى
مِـنَ الْأَجْيـادِ وَالْبَشـَرِ الْمَصُونِ
وَمِـنْ ذَهَـبٍ يَلُـوحُ عَلـى تَرِيـبٍ
كَلَـوْنِ الْعـاجِ لَيْـسَ بِذِي غُضُونِ
إِذا مــا فُتْنَـهُ يَوْمـاً بِرَهْـنٍ
يَعِـزُّ عَلَيْـهِ لَـمْ يَرْجِـعْ بِحِيـنِ
بِتَلْهِيَــةٍ أَرِيـشُ بِهـا سـِهامِي
تَبُـذُّ الْمُرْشـِقاتِ مِـنَ الْقَطِيـنِ
عَلَــوْنَ رَبـاوَةً وَهَبَطْـنَ غَيْبـاً
فَلَــمْ يَرْجِعْــنَ قائِلَـةً لِحِيـنِ
فَقُلْــتُ لِبَعْضــِهِنَّ وَشـُدَّ رَحْلِـي
لِهــاجِرَةٍ نَصـَبْتُ لَهـا جَبِينِـي
لَعَلَّـكِ إِنْ صـَرَمْتِ الْحَبْـلَ مِنِّـي
أَكُـونُ كَـذاكَ مُصـْحِبَتِي قَرُونِـي
فَسـَلِّ الْهَـمَّ عَنْـكَ بِـذاتِ لَـوْثٍ
عُــذافِرَةٍ كَمِطْرَقَــةِ الْقُيُــونِ
بِصــادِقَةِ الْوَجِيـفِ كَـأَنَّ هِـرّاً
يُبارِيهــا وَيَأْخُــذُ بِالْوَضـِينِ
كَسـاها تامِكـاً قَـرِداً عَلَيْهـا
سـَوادِيُّ الرَّضـِيحِ مَـعَ اللَّجِيـنِ
إِذا قَلِقَـتْ أَشـُدُّ لَهـا سـِنافاً
أَمـامَ الـزَّوْرِ مِنْ قَلَقِ الْوَضِينِ
كَـأَنَّ مَواقِـعَ الثَّفِنـاتِ مِنْهـا
مُعَــرَّسُ بـاكِراتِ الْـوِرْدِ جُـونِ
يَجُــدُّ تَنَفُّـسُ الصـُّعَداءِ مِنْهـا
قُوَى النِّسْعِ الْمُحَرَّمِ ذِي الْمُتُونِ
تَصـــُكُّ الْحــالِبَيْنِ بِمُشــْفَتِرٍّ
لَــهُ صـَوْتٌ أَبَـحُّ مِـنَ الرَّنِيـنِ
كَـأَنَّ نَفِـيَّ مـا تَنْفِـي يَـداها
قِــذافُ غَرِيبَــةٍ بِيَـدَيْ مُعِيـنِ
تَســُدُّ بِـدائِمِ الْخَطَـرانِ جَثْـلٍ
خَوايَـــةَ فَــرْجِ مِقْلاتٍ دَهِيــنِ
وَتَســْمَعُ لِلــذُّبابِ إِذا تَغَنَّـى
كَتَغْرِيـدِ الْحَمـامِ عَلى الْوُكونِ
فَـأَلْقَيْتُ الزِّمـامَ لَهـا فَنامَتْ
لِعادَتِهـا مِـنَ السـَّدَفِ الْمُبِينِ
كَــأَنَّ مُناخَهــا مُلْقَـى لِجـامٍ
عَلـى مَعْزائِهـا وَعَلـى الْوَجِينِ
كَـأَنَّ الْكُـورَ وَالْأَنْسـاعَ مِنْهـا
عَلــى قَــرْواءَ مـاهِرَةٍ دَهِيـنِ
يَشـُقُّ الْمـاءَ جُؤْجُؤُهـا وَتَعْلُـو
غَــوارِبَ كُــلِّ ذِي حَـدَبٍ بَطِيـنِ
غَــدَتْ قَـوْداءَ مُنْشـَقّاً نَسـاها
تَجاســَرُ بِالنُّخـاعِ وَبِـالْوَتِينِ
إِذا مـا قُمْـتُ أَرحَلُهـا بِلَيْـلٍ
تَــأَوَّهُ آهَـةَ الرَّجُـلِ الْحَزِيـنِ
تَقُـولُ إِذا دَرَأْتُ لَهـا وَضـِينِي
أَهَــذا دِينُــهُ أَبَـداً وَدِينِـي
أَكُــلَّ الــدَّهْرِ حِـلٌّ وَارْتِحـالٌ
أَمـا يُبْقِـي عَلَـيَّ وَمـا يَقِينِي
فَـأَبْقَى بـاطِلِي وَالْجِـدُّ مِنْهـا
كَــدُكَّانِ الدَّرابِنَــةِ الْمَطِيـنِ
ثَنَيْـتُ زِمامَهـا وَوَضـَعْتُ رَحْلِـي
وَنُمْرُقَــةً رَفَـدْتُ بِهـا يَمِينِـي
فَرُحْــتُ بِهـا تُعـارِضُ مُسـْبَكِرّاً
عَلـى صَحْصـاحِهِ وَعَلـى الْمُتُـونِ
إِلـى عَمْـرٍو وَمِـنْ عَمْرٍو أَتَتْنِي
أَخِـي النَّجَداتِ وَالْحِلْمِ الرَّصِينِ
فَإِمَّــا أَنْ تَكُــونَ أَخِـي بِحَـقٍّ
فَـأَعْرِفَ مِنْـكَ غَثِّـي مِـنْ سَمِينِي
وَإِلَّا فَــــاطَّرِحْنِي وَاتَّخِـــذْنِي
عَـــدُوّاً أَتَّقِيـــكَ وَتَتَّقِينِــي
وَمــا أَدْري إِذا يَمَّمْـتُ وَجْهـاً
أُرِيـدُ الْخَيْـرَ أَيُّهُمـا يَلِينِـي
أَأَلْخَيْـرُ الَّـذي أَنـا أَبْتَغِيـهِ
أَمِ الشـَّرُّ الَّـذِي هُـوَ يَبْتَغِينِي
دَعِــي مــاذا عَلِمْـتِ سـَأَتَّقِيهِ
وَلَكِـــنْ بِــالْمُغَيَّبِ نَبِّئِينِــي
المثقِّب العبديّ هو عائذ بن مِحصَن بن ثعلبة بن واثلة، من قبيلةِ عبد القيس المنحدرة من القبائل النزارية العدنانيّة. كُنيتُهُ أَبو عديّ، والمثقِّب لقبٌ غلبَ عليه لبيتٍ من الشّعر يقول فيه "وثقّبن الوصاوصَ للعيون". شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 36ق.ه/587م. مدحَ ملكَ المناذرة الشّهير عمرو بن هند بمجموعة من القصائد، اشتُهِرَت منها قصيدتُهُ النّونيّة "أفاطم قبل بينك متّعيني" الّتي أبانت عن توتّر بين المثقِّب والملك، وله شعرٌ في مدح النّعمانِ بن المنذر الّذي يُرجَّح أنّ المثقّب توفّي في فترةِ حكمه. يغلبُ على شعرِهِ وصفُ النّاقةِ والرّحلة، والمدح والفخر، إضافةً إلى الحكمةِ السّائرة.