
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا مـا جفـا دهـري فلسـت أعاتبه
علــى أننــي بالاصــطبار أحـاربه
تــولى شــبابي فــاحتملت لفقـده
أمـوراً بهـا يغتـصّ بالمـاء شاربه
فلمـا رآنـي ثـابت الجـأش صـابراً
علـى جـوره انهـالت علـيَّ مصـائبه
وأبعــد عنــي خيــر خــلٍ عرفتـه
تطيــب مزايــاه ويحســد صــاحبه
وكـالزّهر أخلاقـاً وكالبـدر منظـراً
وكـالزُّهر فـي أفق المعالي مناقبه
فريــد كمــال زيّـن الـدهرُ مجـده
فاقبــل راجيــه وأجفــل راهبــه
فيا دهريَ المعتاد طبعاً على الجفا
ومـن عُرفـت فـي الخـافقين معايبه
لئن كنــتَ أَصـميت الفـؤاد ببعـده
وخلّيــت دمعــي تســتهلّ ســواكبه
فلـم يحلُ لي من بعده البدر سافراً
ولا الـروض إن جـادت عليـه سحائبه
أقضـيِّ نهـاري ذاهـل الفكـر حائراً
وليلــي قـد اسـودّت علـيّ جـوانبه
فنصــبَ عيــوني لا يــزال خيــاله
وفــي فكرتـي حـتى كـأني أخـاطبه
فيـا دهـرُ سـالم أو فحـارب فانني
رأيـت مريـر الصـبر تحلـو عواقبه
ومــا دام قلـبي للوفـاء محالفـاً
فســيان عنــدي بعــده وتقــاربه
فعـج يـا صـَباب لطفـاً بغـزة هاشم
وفيـك مـن النفـح الـذكيّ أطـايبه
وحــيّ حمــى قــد حلّـه جـد أحمـد
نـبيٍّ علـت فـي المكرمـات مراتبـه
وخــصّ فريــد الــود عنـي بنفحـة
تعرّفــه أنـي علـى البعـد صـاحبه
وإن فـاتني مـرآه أو شـطت النـوى
فقـد نـاب عنـي فيه ما أنا كاتبه
وإنــي برغــم الــدهر عاشـق ودّه
وفـي كـل حـالٍ بالوفـا أنا خاطبه
فحيّــاه عنـي باسـم الـروض بكـرةً
ودمعـي الـذي ينهـلّ للـبين ساكبه
ليبقـى علـى الـود المصون محافظاً
كمـا حـافظت بعـد البعـاد حبائبه
وخــذها علــى بعــدٍ عجالـة آسـفٍ
لبعــدك قـد ضـاقت عليـه مـذاهبه
يئن لبعـد الـدار مـن فـرط لوعـةٍ
وأوصــافك الغــرّا بشـوقٍ تجـاوبه
ودم تتهــاداك المعــالي وأهلهـا
بعــزٍ مـن الأكـدار تصـفو مشـاربه
ويخــدمك الإقبــال خدمــة صــادقٍ
لتبقـى علـى طـول الزمـان تناسبه
سعيد بن علي بن منصور الكرمي.فقيه، من علماء الأدباء، له شعر، ولد في طولكرم (بفلسطين) وتفقه في الأزهر (بمصر) وتولى الإفتاء في بلده، شارك في الحركة القومية، فحكم عليه المجلس العرفي (بعاليه) سنة 1915 بالإعدام، واكتفى بسجنه في قلعة دمشق لكبر سنه، وبعد انقضاء الحرب العامة، عمل في (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف) بدمشق وهي الشعبة التي كانت نواة المجمع العلمي العربي، ثم كان من أعضاء هذا المجمع، وناب عن رئيسه مدة، وسافر إلى عمان سنة 1922 فكان فيها (قاضي القضاة) إلى 1926 وعاد إلى طولكرم، فتوفي بها.له: (واضح البرهان في الرد على أهل البهتان- ط) رسالة في التصوف نشرها سنة 1292هـ، و(الإعلام بمعاني الأعلام- ط) نشر متسلسلاً في مجلة المجمع المجلدين الأول والثاني.