
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـاذلي فـي الحب أو خطرِه
لسـتَ مـن ليلـي ولا سـمرِه
أنــا فـي وادٍ أظنـك مـا
قِلـتَ فـي الأفياء من شجرِه
لا تطــل فيـه الملام إلـى
أن تـذوق الحلـو من ثمره
إن سـمعي اليـوم فـي صمم
عـن عـذول زاد فـي هـدرِه
صــادني أحــوى بـه حـورُ
مــا رأت عينـي حلا حـورِه
ريقــه المعسـول يسـكرني
لا خلـوت الـدهر مـن سكرِه
مُـذ ثنـى عطفيـه لي ولوى
لـم أزل أصـبو إِلـى خفرِه
هـام بـي قـدما فهمـت به
وقطعـت البيـد فـي أثـرِه
أرق الإنســان مــن مقلـي
وســلا الإنسـان عـن سـهره
مــن لصــبٍّ بـات منتظـراً
عــزَّ عنــه وصـل منتظـره
عيـــده إقبــال فــاتنه
والجفـــــا يـــــدنميه
لا رعـى اللـه الصدود فكم
ذابــت الأرواح مـن كـدرِه
يـا نـداماي الهـوى خطـرٌ
غيـر أن الرمـح فـي خطرِه
فانهضـوا يا معشر الندما
ودعـوا المحجـوب في سقرِه
ســاعدونى فـي هـوى رشـأٍ
أخـذُ روحـي منتهـى وطـرِه
حربـي مـن ذا الرشا حربي
لـو يشـا أمسـيت في حجرِه
فــارحموا صــبّاً بقـاتله
واعجبـوا يا قوم من خبرِه
قمــر المحجــوب مهجتــه
آه للمقمــور مــن قمـره
يـا حبيبـا زارنـي سـحراً
مهـدياً للسـحر فـي سـحرِه
مــا لعشـقي فيـك مبتـدأ
فـاترك الإطنـاب فـي خبرِه
ذو الفقار اللحظ فيه وقد
صـرت عَمراً في اقتفا أثرِه
لا تلـم قلبـاً إليـه صـبا
عـز ديـن الحـب فـي عمرِه
من رأى الحسن البديع لها
وصــبا كــلٌّ علــى قـدرِه
كـم فـؤادٍ منـك فـي دهـشٍ
لـم يـزل حيـران في فكرِه
أنـت طـول الـدهر قِبلتـهُ
قــط لا تنفــك عـن نظـره
وســـويداه حللــت بهــا
فهــو مسـرور مـدى عمـرِه
كــل قلــب أنــت سـاكنهُ
حُـقَّ أن يلقـي عصـا سـفرِه
ليـس بعـد العيـن من أثرٍ
ويــح محصـور علـى أثـرِه
كيـف عـن وادي الأراك يرى
وارد يرغــب فــي صــدرِه
يـا حويدي العيس فيه أنخ
واحـذر التعريـج عن نهره
إنــه عيـن الحيـاة فـرِد
لا تغـب بـالله عـن خَضـَرِه
واقطـع الظلمـات تحـظ بهِ
وبعـالي القـدر مـن بذرِه
لا تقــل مــن دونـه لجـجّ
فوقهـا المعلـوم من خطرِه
طـاب عيـش الـواردين لـهُ
ليتنـي في البين من زمرِه
يـا حلـول الشـعب من إظمٍ
ِأنشـقوني النَّشـرَ من زهرِه
أو فقولـوا للعبيـد يصـل
يـأتكم سـعياً علـى بصـرِه
أنتُـــم أقصـــى طــالبهُ
ضــاق عنكـم ذرع مصـطبرِه
بجفــاكم صــار منكســراً
قلبُــهُ فـارثوا لمنكسـرِه
وانظمـوا فـي عَقـدِ قربكُم
يــا منــاه دُرَّ مُنتَثَــرِه
محمد بن علي بن محمد السودي، أبو عبد الله الشهير بالهادي اليمني.متصوف شاعر، من أهل تعز (باليمن) ووفاته فيها.له (ديوان شعر) أسماه (بلبل الأفراح وراحة الأرواح) وفي شعره جودة وطلاوة، وأكثره على طريقة أهل التصوف، وأورد صاحب النور السافر طائفة كبيرة منه، والسودي نسبة إلى قرية (سودة مشضب) على ثلاث مراحل من صنعاء، ونسبه يرجع إلى بني شمر وهم من أولاد كندة.