
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نسـيم نجـدٍ سـرى وهنـأ فأشجاني
وبـات يبعـث لـي همـي وأشـجاني
ومـن لطـافته اهـدى اللطافة لي
كــأن لميــاء نـالته بـأرداني
لكنـه أظهـر المكنـون مـن ولهي
وجـار في الحكم حتى قلت أرداني
وفـي حواشـيه رمـز ليـس يفهمـه
إِلا أســير غــرام شــأنه شـأني
قـد راق طبعـاً ورقـت منه أعظمه
لمـوته فـي هـواه ليـس بالشاني
وملـتُ ميـل غصـون البان في كثب
لا بـل تمايـل من في أوسط الحان
فهمـتُ لمـا فهمـت الرمز من طرب
كــأنني ســامع تلــوين ألحـان
وكـان جسـمي عليلاً فاشـتفت عللي
وطـاب وقـتي وأنفاسـي وأحيـاني
ومـا رأيـت عليلاً قـد شـفى سقماً
إِلا النســيم عليلاً فهـو أحيـاني
لأنــه جــاء قصـداً كـي يبشـرني
بوصـلِ مـن صـدُّهم قد كان أفناني
فارتـد طرفـي بصـيراً عند نفحته
وأورقـت مـن سرور القلب أفناني
هـذا سـروري ببشـراهم فكيف بهم
فـالله يجلـو بهـم همّي وأحزاني
إنـي لأفـرح بالبشـرى وإن بعـدت
منهـم وفـي ذكرهم تسهيل أحزاني
علــيَّ للــه نــذرٌ لا أخــلُّ بـه
إِلا لعــذر إِلــى الإخلال ألجـاني
إن شـاهدت مقلـتي سلمى بذي سلمٍ
تعفيـر خـدي بذاك الحي كالجاني
فبـذل روحـي قليـلٌ فـي محبتهـا
دع عنـك بـذلَ عـروض ثـم أعيـانِ
يـا لائمـاً لامنـي فـي حبها سفهاً
خـلِّ الملامَ فـتركُ الحـب أعيـاني
وقـل إذا كنـت مزكوماً وقد نفحت
ريـحٌ ممسـَّكةٌ ذا الـداء ألهـاني
لا يعـرف الشـوق إِلا مـن يكابـده
وأنـت في غفلة عن عيشنا الهاني
فلـو بـدا وجه من أهوى سجدت له
لكــن حُجِبـتَ وفضـلاً منـه أدنـانِ
فالصـحو من شربها دائي وأكؤسها
هـي هي الدواء ومنها ريٌّ أعطاني
والرشد عندي مقال الناسكين غوى
فكيـف لا ومـدير الـراح أعطـاني
يا ساقي القوم هات الكأس مدهقة
وعـاطني صـرفها وامـزج لأقرانـي
وغنــــي بأحـــاديث مُسلســـَلَةٍ
عمَّـن لفـنِّ الهوى العذري أقراني
حـتى ترانـي صـريعاً ليس بي رمق
فلـذَّتي يـا حويـدي خلـعُ أرساني
ومـا علـيَّ إذا مـا همـت من حرج
فلـو أراد مـراد القلـب أرساني
محمد بن علي بن محمد السودي، أبو عبد الله الشهير بالهادي اليمني.متصوف شاعر، من أهل تعز (باليمن) ووفاته فيها.له (ديوان شعر) أسماه (بلبل الأفراح وراحة الأرواح) وفي شعره جودة وطلاوة، وأكثره على طريقة أهل التصوف، وأورد صاحب النور السافر طائفة كبيرة منه، والسودي نسبة إلى قرية (سودة مشضب) على ثلاث مراحل من صنعاء، ونسبه يرجع إلى بني شمر وهم من أولاد كندة.