
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما دامَ ينسَرِحُ الغزلانُ في الوادي
إحـذَر يفوتُـكَ صـيدٌ يـابنَ صـيّاد
واعلـم بـأنّ أمـامَ المرءِ باديَةً
وقـاطعُ الـبرّ محتـاجٌ إلى الزادِ
يـا مـن تملّكَ مألوفَ الذين غدَوا
هـل يطمئنُّ صـحيحُ العقلِ بالغادي
وإنّمــا مثـلُ الـدنيا وزينتِهـا
ريـــحٌ تمــرُّ بآكــام وأطــوادِ
إذ لا محالـةَ ثـوبُ العُمـر منتزَعٌ
لا فـــرقَ بيــن ســقُلّاطٍ وَلُبّــادِ
مـا لابـنِ آدمَ عنـدَ اللّـه منزِلَةٌ
إلّا ومنزلُــــهُ رحـــبٌ لقُصـــّادِ
طـوبى لمَـن جمـعَ الدنيا وفَرَّقَها
فـي مصـرفِ الخيـرِ لا باغٍ ولا عادِ
كمــا تيَقَّــنُ أنّ الـوقتَ منصـَرِفٌ
أيقِــن بأنّــك محشــورٌ لميعـاد
ورُبّمــا بلَغَــت نفــسٌ بجودَتِهـا
مــالا يُبَلِّغُهــا تهليــلُ عبّــاد
ركـبُ الحجـازِ تجوبُ البرَ في طمَعٍ
والبِــرُّ أحســَنُ طاعــاتٍ وأوراد
جُـد وابتسِم وتواضَع واعفُ عن زَلَل
وانفَـع خليلَك وانقَع غُلَّةَ الصادي
ولا تضــِرك عيــونٌ منــك طامِحَـةٌ
إن الثعــالِبَ ترجـو فضـلَ آسـادِ
وهــل تكــادُ تُـؤَدّى حَـقَّ نعمتِـهِ
والشـكرُ يقصُرُ عن إنعامِهِ البادي
إن كُنـتَ يا ولدي بالحقِّ منتَفِعاص
هــــذي نصـــيحةُ آبـــاءٍ لأولادِ
ولـم أخُصـّك مـن بيـنِ الأنامِ بها
إلّا وأنــتَ رشــيدٌ قبـلَ إرشـادي
هـذي طريقـةُ مهـديينَ مـن سـلفس
هــذي طويّــةُ ســاداتٍ وأمجــادِ
لا تعتبـنّ علـى مـا فيـه من عظَةٍ
إنّ النصــيحةَ مـألوفي ومعتـادي
قَرَعـتُ بابـك والإقبـالُ يهتِـفُ بي
شــرَعتُ فــي منهَـلٍ عـذبٍ لـورّادِ
غنّيـتُ باسـمك والجـدرانُ من طرَبٍ
تكـادُ ترقُـصُ كـالبعرانِ للحـادي
يـا دولَـةً جمعَـت شـملي برؤيتِـه
بلّغتنـــي أمَلاً رغمــاً لحُســّادي
يا أسعدَ الناس جداً ما سعى قدَمي
إليــكَ إلّا ارادَ اللّــه إسـعادي
إنـي اصـطفَيتُك دون الناس قاطبَةً
إذ لا يُشـــَبّهُ أعيـــانٌ بآحــاد
دم يـا سـحابُ لجوِّ الفرسِ منبَسِطاً
وامطُر نداك على الحُضّارِ والبادي
خيــرٌ أريـدُ بشـيرازٍ حلَلـتَ بـهِ
يا نعمَةَ اللَهِ دومي فيه وازدادي
لا زلـتَ فـي سعَةِ الدنيا ونعمَتِها
مـا اهتَزَّ روضٌ وغَنّى طيرُهُ الشادي
تـمّ القصـيدةُ أبقى اللَهُ شانِئَكُم
بقــاءَ سمســِمَةٍ فـي كيـرِ حـدّادِ
مشرف بن مصلح السعدي الفارسي، أبو عبد الله.شاعر وناثر فارسي كبير، ولد في شيراز وتلقى علومه الأولية فيها، ثم تابع دراسته في المدرسة النظامية ببغداد، وكان من مريدي الإمام الصوفي عبد القادر الجيلاني، والتقى علماء بغداد وحصل علوم العربية وآدابها والقرآن والحديث وبلغ في ذلك شأواً، حيث يعتبر من كبار شعراء القرن السابع الهجري وأفصحهم وأعذبهم نطقاً، وقد عده بعض أساتذة الشعر أحد الأركان الأربعة للشعر الفارسي إضافة إلى الفردوسي والأنوري والنظامي.له: (بوستان)، و(غلستان)، و(الديوان)، وله شعر جميل بالعربية.