
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـتى جمعُ شملي بالحبيبِ المغاضِبِ
وكيـفَ خلاصُ القلـبِ مـن يـدِ سالبِ
أظُـنُّ الذي لم يرحَمِ الصبّ إذ بَكى
يقــايِسُ مســلوبَ الفُـؤادِ بِلاعـبِ
فقَـدت زمـانَ الوصلِ والمرءُ جاهِلُ
بقَـدرِ لذيـذ العيش قبلَ المصائبِ
تجــانبَ خلّــى والـودادُ ملازِمـي
وفـارقَ إلفـى والخيـالُ مواظـبي
ولـم أر بعـد اليـوم خلّاً يلومُني
علــى حبّكُــم إلا نـأيتُ بجـانبي
إليـك بتعنيـفِ اللـوائمِ عن فتىً
سـَبَتهُ لحـاظٌ الغانيـاتِ الكواعبِ
لقـد هلَكَـت نفسـي بتدليةِ الهوى
وكم قلتُ فيما قبلُ يا نفسُ راقبي
أشــبّهُ مـا ألقـى بيـوم قيـامه
وسـبلَ دمـوعي بانتثـار الكواكبِ
وإن سـجعَ القمـريّ صـبحاً أهمّنـي
لفقــدِ أحبّــائي كصــرخةِ نـاعبِ
أرى سـحُباً فـي الجوّ تمطِرُ لؤلُؤاً
علـى الـروضِ لكنّـا علَـيَّ كحاصـبِ
إلامَ رجـائي فيـه والبعـدُ مانِعي
وكيفَ اصطباري عنهُ والشوقُ جاذِبي
ومـن ذا الـذي يشـتاقُ دونكَ جنّةً
دعِ النـارَ مثـوايَ وأنـتَ معاقبي
عزيـزٌ علـى السـعدي فرقـةُ صاحبِ
وطـوبى لمـن يختـارُ عزلـةً راهِبِ
وهــذا كتــابٌ لا رســالةَ بعـدَهُ
لقـد ضـجَّ مـن شرحِ الموَدَّةِ كاتِبي
مشرف بن مصلح السعدي الفارسي، أبو عبد الله.شاعر وناثر فارسي كبير، ولد في شيراز وتلقى علومه الأولية فيها، ثم تابع دراسته في المدرسة النظامية ببغداد، وكان من مريدي الإمام الصوفي عبد القادر الجيلاني، والتقى علماء بغداد وحصل علوم العربية وآدابها والقرآن والحديث وبلغ في ذلك شأواً، حيث يعتبر من كبار شعراء القرن السابع الهجري وأفصحهم وأعذبهم نطقاً، وقد عده بعض أساتذة الشعر أحد الأركان الأربعة للشعر الفارسي إضافة إلى الفردوسي والأنوري والنظامي.له: (بوستان)، و(غلستان)، و(الديوان)، وله شعر جميل بالعربية.