
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رضـينا مـن وصـالك بالوعودِ
علـى مـا أنت ناسيةُ العهود
ترَكـتِ مـدامِعي طوفـانَ نـوحٍ
ونـارَ جـوانِحي ذاتَ الوقـودِ
صـرَمتِ حبـالَ ميثـاقي صدوداً
والزمُهُــنَّ كالحَبـلِ الوَريـدِ
نفَـرتِ تجانُبـاً فاصـفَرَّ وردى
فعــودي ربّمـا يخضـَرُّ عـودي
متى امتلأَت كؤوسُ الشوقِ يغنى
أنيـنُ الوجـدِ من نغماتِ عودِ
وأصـبحَ نـومُ أجفـاني شريداً
لعلّـكِ أي مليحَـةِ أن تـرودي
أليـس الصـدرُ أنعمَ من حريرٍ
فكَيـفَ القلـبُ أصلَبُ من حديدِ
وكـم تنحَـلُّ عقـدَةُ سلكِ دمعي
لرَبّــاتِ الأســاورِ والعقـودِ
أكادُ أطيرُ في الجوّ اشتياقاً
إذا مـا اهتَزَّ باناتُ القدودِ
لقَــد فتّنتنـي بسـوادِ شـعرٍ
وحمــرَةِ عـارِضٍ وبيـاضِ جيـدِ
وأسـفَرَت الـبراقِعُ عـن خدودٍ
أقـولُ تحمّـرت بـدَمِ الكبـودِ
وغربيــبُ العقـائص مرسـلاتس
يَطُلـنَ كليلَـةِ الدَنفِ الوحيدِ
غــدائرُ كالصــوالجٍ لاويـاتٌ
قـد التفّـت على أُكَرِ النهودِ
ليـالي بعـدِهِنَّ مسـاءث مـوتٍ
ويــومُ وصـالهِنَّ صـباحُ عيـدِ
ألا إنّــي شــغِفتُ بهِـنَّ حقـاً
وكيـفَ الحـق أسـترُ بالجحودِ
ولـو أنكرتُ ما بي ليسَ يخفى
تغَيُّـرُ ظـاهري أدنـى شـهودي
تشـابَه بالقيامـةِ سوءُ حالي
وإلّا لـم تكُـن شـهِدَت جلـودي
لقـد حمَلَت صروفُ الدهر عزمي
علـى جـوبِ القِفارِ وقطعِ بيدِ
نهَضتُ أسيرُ في الدُنيا نطلاقاً
فـأوثَقَني المـودَةُ بـالقُيودِ
ولازَمَنـي لـزامَ الصـبرِ حتّـى
سـعدتُ بطَلعـةِ الملك السعيدِ
مـن اسـتحمى بجاه جليل قدرٍ
لقَــد آوى إلـى رُكـنٍ شـديدِ
مشرف بن مصلح السعدي الفارسي، أبو عبد الله.شاعر وناثر فارسي كبير، ولد في شيراز وتلقى علومه الأولية فيها، ثم تابع دراسته في المدرسة النظامية ببغداد، وكان من مريدي الإمام الصوفي عبد القادر الجيلاني، والتقى علماء بغداد وحصل علوم العربية وآدابها والقرآن والحديث وبلغ في ذلك شأواً، حيث يعتبر من كبار شعراء القرن السابع الهجري وأفصحهم وأعذبهم نطقاً، وقد عده بعض أساتذة الشعر أحد الأركان الأربعة للشعر الفارسي إضافة إلى الفردوسي والأنوري والنظامي.له: (بوستان)، و(غلستان)، و(الديوان)، وله شعر جميل بالعربية.