
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألاح وجهـك أم ذا البـدر فـي غسق
أم بــارق أم لآلـي ثغـرك النَّسـق
يا جارح القلب رشقاً باللحاظ لقد
أثخنتـه بـالقوام الأهيـف الرّشـف
بالقـدّ والخـدّ كَلَمـتَ المُتَيَّـم أو
باللفظ واللحظ أو بالحذق والحِدَق
رعـاك ربـي مـا أبهـاك مـن بشـر
تفـوق حُسـناً بدور التَّمِّ في الأفقث
بالســّحب تسـتتر الأقمـار م خجـل
إذا تبــدّيت والأغصــان بــالورق
خُصصـتَ بالحُسـن والإحسـان مرتفعـاً
أوجَ المراتـب فـي خَلـق وفـي خُلُق
فجـوهر اللفـظ منظومـاً ومنتشـراً
بغيـر مـدحك يا ذا الفضل لم يَلِق
وفـي بيـان معانيـك البديعـة لو
نحـوتُ بـالمنطق الإحصـاء لـم أطق
كَسـَرات جفنـك نـوم الصبّ قد رفعت
لمــا جزمــت بنصـب العيـن للأرق
من رقة الخصر أو لين المعاطف لو
علّمـتَ قلبـك مـا أمسـيت ذا قلـق
سلسـلت مطلـق دمعـي في هواك ومن
وثَــاق أسـرك قلـبي غيـر مُنطلـق
حـذّرت قلـبي إذ أغـراه طرفـك من
وصـف الغـرام فلـم يعطف ولم يفق
فـدتك روحـي مَـن في الحب عذّبتني
هـل ذاك حـل نعـم فيما مضى وبقي
يـا حبـذا منك ما ترضاه يا أملي
مـن ذاك أحلـى رعاك اللَه لم أذُق
مـا دون هجـرك لا أشـكو لـه ألماً
ولسـت منـه مـدى الأيـام ذا فَـرق
تبّـت يـد الهجر قد أضحى أبا لَهَب
أعـوذ منـه بـرب النـاس والفلـق
علي بن سودون الجركسي البشبغاوي (أو اليشبغاوي) القاهري، ثم الدمشقي، أبو الحسن. أديب، فكه، ولد وتعلم بالقاهرة، ونعته ابن العماد بالإمام العلامة، وقال السخاوي: شارك مشاركة جيدة في فنون، وحج مراراً، وسافر في بعض الغزوات، وأمّ ببعض المساجد، ولكنه سلك في أكثر شعره طريقة هي غاية في المجون والهزل والخلاعة، فراج أمره فيها جداً، ورحل إلى دمشق، فتعاطى فيها (خيال الظل) وتوفي بها.له كتب منها (نزهة النفوس ومضحك العبوس- ط)، و(قرة الناظر ونزهة الخاطر- خ)، (مقامتان- خ).