
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقــول علـي وهـو ابـن سـودون حيـن
تــوالت بــه الأحــزان يـا رب عيـن
لقـد ضـاق بـي للـبين مُتّسـع الفضـا
ولا خيـــر ممـــن يـــروح ويجيـــن
ومُـذ لاح نجـم الهجـر في مشرق الحشا
لأقمـــار وصــلي يــا أخَــيّ خفيــن
وكــل حزيــن حزنــه ســوف ينقضــي
وفاقــد مضــن يهــوى يظــل حزيــن
ولقـد خـانني حُسـن الصبر بعد وفائه
وغيـــر اكـــتئابي لا أراه يقيـــن
سـألت زمـاني هـل مُعيـن علـى النوى
فقــال معيــن الــدمع خيــر مُعيـن
وإذا شــحّ صـبر راعنـي قلـت للضـنى
رعــى اللــه دمعـاً سـحّ غيـر ضـنين
جفـا الجفـن طـول الليـل طيب منامه
يراقــب نجــم الفجــر علــى يـبين
ومــا ضـرهم أن يسـمحوا لـي بنومـة
يــرى طيفهــم طرفــي بهــا ويزيـن
وكـم شـاقني فـي الـدوح نـوح حمايم
علـــى فقــد إلــفٍ غــرّدت بحنيــن
تُــذكّرني بــالنَّوح مــا قـد نسـيته
وتـــترك بالأحشـــا صـــعود أنيــن
وأكمنــت ســرّ الوَجــد لمّـا وجـدته
فــأظهر فقــدَ الصــبر كــل كميــن
وإنـــي بجـــاه المصــطفى متوســّل
لينقــــذني ممــــا أراه يهيــــن
حــبيب أبــان الجــذع عنـد فراقـه
حنينــاً كثكليــى حــال فقـد بنيـن
وكـم مُقلـة بعـد العمـى قـد أعادها
لأحســـن مــا كــانت بلمــس يميــن
بـه يسـتغيث النـاس طُـراً إذا أتـوا
وكــل امــرئ فيمــا اجتنـاه رهيـن
هو الروة الوثقى به الغوث في اللِّقا
كريــــم عظيـــم قـــدره ومكيـــن
شـــكوت لــه كســري وإنــي جــازم
إذا شــئت نصــب الحــال أن سـيَلين
وإنــي لأرجــوه إن رادنــي الخطــا
فظنــي بــه يــوم المعــاد يقيــن
وهــذا مقــال لابــن سـودون يرتجـي
أمانــاً لمــن يخشــى بجــاه أميـن
عليـــه صـــلاة اللَــه ثــم ســلامه
مـــع الآل والأصـــحاب طــول ســنين
علي بن سودون الجركسي البشبغاوي (أو اليشبغاوي) القاهري، ثم الدمشقي، أبو الحسن. أديب، فكه، ولد وتعلم بالقاهرة، ونعته ابن العماد بالإمام العلامة، وقال السخاوي: شارك مشاركة جيدة في فنون، وحج مراراً، وسافر في بعض الغزوات، وأمّ ببعض المساجد، ولكنه سلك في أكثر شعره طريقة هي غاية في المجون والهزل والخلاعة، فراج أمره فيها جداً، ورحل إلى دمشق، فتعاطى فيها (خيال الظل) وتوفي بها.له كتب منها (نزهة النفوس ومضحك العبوس- ط)، و(قرة الناظر ونزهة الخاطر- خ)، (مقامتان- خ).