
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَنَّــتْ فَــأَذْكتْ لَوْعَـتي حَنينـا
أَشـْكُو من البَيْن وتشكو البِينا
قد عاثَ في أشخاصِها طُولُ السُّرى
بقَـدرِ مـا عـاثَ الفِـراقُ فِينا
فخَلِّهـا تَمْشـِي الهُوَيْنـا طالما
أَضْحَتْ تُباري الريح في البُرِينا
فكيـف لا نَـأْوِي لهـا وهي التي
بهـا قَطَعْنـا السـَّهْل والحُزونا
ها قد وَجَدْنا البَرّ بَحْرَاً زاخِراً
فهــل وجــدتُم غيرَهـا سـَفِينا
إنْ كُـنّ لا يُفصـِحْنَ بالشَّكوى لنا
فهُـــنَّ بـــالإرزامِ يَشــْتَكينا
قــد أَقْرَحَــتْ بمـا تَئِنُّ كَبِـدي
إنّ الحزيــن يَرْحَــمُ الحزينـا
لـو عَـذُبَتْ لهـا دموعي لم تَبِتْ
هِيمـاً عِطاشـاً وتـرى المَعينـا
وقــد تياســرتَ بهِــنّ جـائراً
عـن الحِمـى فاعْـدِل بها يَمينا
نُحَـــيِّ أطلالاً عفـــا آياتِهــا
تَعـــاقُبُ الأيــام والســِّنينا
يقــولُ صــَحْبِي أَتَـرَى آثـارَهم
نعــم ولكــن لا أرى القَطينـا
لـو لـم تَجِـدْ رُبـوعُهم كَوَجْدِنا
للبَيْـنِ لـم تَبْـلَ كمـا بَلينـا
ومـن رأى قَبْـلَ اللِّحـاظِ أَنْصُلاً
أَرْدَتْ ومــا فــارقَتِ الجُفونـا
أكُلَّمـــا لاحَ لعَيْنـــي بــارِقٌ
بَكَــتْ فَأَبْــدتْ سـِرِّيَ المَصـونا
لا تأخـذوا قلـبي بـذَنبِ مُقلَتي
وعــاقِبوا الخـائنَ لا الأمينـا
ما اسْتَتَرتْ بالورَقِ الوَرْقاءُ كي
تَصــْدُقَ لمّــا علَــتِ الغُصـونا
كــم وَكَلَــتْ بكـلّ بـاكٍ شـَجْوَهُ
يُعينُـــه إنْ عَــدِمَ المُعينــا
هــذا بُكاهـا والقَريـنُ حاضـرٌ
فكيـف مَـن قـد فـارَق القَرينا
أقسـمتُ ما الرَّوض إذا ما بَعَثَتْ
أرجــاؤُه الخِيـرِيَّ والنِّسـْرينا
وعَـــذُبَتْ أنهـــارُه وأدركــتْ
ثِمـــارُه وأبــدَتِ المَكْنونــا
أَشـْهَى ولا أَبْهَـى ولا أَوْفَـى ولا
أَحْلَــــى بعَيْنــــي لينــــا
مِــن قَــدِّها ووجههـا وثَغرِهـا
وشــَعرِها فاســتمِع اليَقينــا
يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب الحصكفي الطنزي. شاعر من شعراء الخريدة بالغ العماد في الثناء عليه قال: كان علامة الزمان في علمه ومعري العصر في نثره ونظمه، له الترصيع البديع والتجنيس النفيس، والتطبيق والتحقيق، واللفظ الجزل الرقيق، والمعنى السهل العميق، والتقسيم المستقيم، والفضل السائر المقيم. (إلى أن قال): وكنت أحب لقاءه، وأحدث نفسي عند وصولي إلى الموصل به، وأنا شغف بالاستفادة، كلف بمجالسة الفضلاء للاستزادة، فعاق دون لقائه بعد الشقة، وضعفي عن تحمل المشقة (ثم أورد منتخبا من شعره)قال ابن خلكان: ولد بطنزة (في ديار بكر) ونشأ بحصن كيفا، وتأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي في بغداد، وتفقه على مذهب الشافعي، وسكن ميافارقين فتولى الخطابة وصار إليه أمر الفتوى وتوفي فيها.)انظر في ديوانه كلام السمعاني في ترجمته في القصيدة التي مطلعهاوخليــــع بــــت أعـــذله ويــرى عــذلي مــن العبــثوالدالية التي مطلعها:أقـوت مغـانيهم فأقوى الجلد ...وهو من شعراء الحافظ السلفي في كتابه "معجم السفر" انظر فيه الفقرة 1180