
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـداً يُعاكسـُني القريـبُ ويَعتدي
وأراهُ يــدأبُ فـي وِفـاقِ الحُسـَّدِ
عبثــاً يُعرقلُنــي ببَهـرَجِ قـولِه
ليَســوقني سـوقَ المهـا لِلمـوردِ
ويَعُــدُّني سـقطَ المتـاعِ ومـادرى
أنـي امـرؤٌ سـبرَ الزمـانَ بِمرودِ
وعَجمـتُ عـودَ الـدّهر عَجـمَ مُعلِّـمٍ
وعُنيــتُ تاريـخَ الزمـانِ الأبعَـد
وركبــتُ بحـرَ الحادثـاتِ وخُضـتُه
مـا بيـن ريـحِ رُخـا ومـوجٍ مُزيد
ونظـرتُ فـي شـرقِ البلاد وغربهـا
فعجِبـتُ مِـن فعـل الزَّمـان الأنكدِ
ووقفــتُ وِفقــةَ مُنصــِفٍ مُتأمِّــلٍ
حُـرِّ الضـميرِ عـنِ الجمـود مُجـرَّد
حــتى انثنيــتُ بِمعجِــبٍ ومُكـدِّرٍ
وملأتُ منــه حقيبـتي مـع مِـزودي
ذهـبَ الرجـالُ ومـا إخالكَ ناكراً
أيـن الألى اجتازوا نجومَ الفرقدِ
مـا ردَّهـم عـن عزمهـم أو عاقَهم
دون العُلا مِــن مُــبرِقٍ أو مُرعِـدِ
سـادوا الأنـامَ بجِـدِّهم وبحزمهـم
وتَخيّــروا للنَّــزل أشـرفَ مَقعَـدِ
قـومٌ تَسـاووا فـي الفضيلة جُملةً
لا فــرقَ بيــن شـيوخِهم والأمـرُدِ
لا يوصــــَفون بشــــائِنٍ كلاّ ولا
أزروا بمن نَصحوا لهم في المشهدِ
نَشـروا العلـومَ وفكَّكوا أرصادَها
فهــمُ الشــيوخُ لســيِّدٍ ومُســوَّدِ
بهـمُ اقتـدى فـي العدل كلُّ مُفوَّهٍ
لا ميــزَ بيــن شـريفهم والأسـودِ
درجــوا كِرامـاً خلّفـوا آثـارَهم
فـي الصـالحينَ طريقـةً لِلمُقتـدي
نبغــت رؤوسٌ قَوضــّت ذاك البِنـا
غُمــرٌ يــدافعُ أعـورٌ عـن أرمـدِ
أوَ مـا تَـرى الأقـوامَ بيـن مُضلَّلٍ
عشـــِقَ الخلافَ ولِلوفــاقِ مُبــدِّدِ
ومُــداهنٍ ضــاعت نتيجــةُ سـعيِه
ومُكــابرٍ يســطو بفعـل المفسـِدِ
ومُغفَّـــلٍ ملأ الجمـــودُ فــؤادَه
ومُهــــذبٍ مُتضــــائلٍ ومُهـــدَّدِ
ومُــؤخَّرٍ رضــَي الخمــولَ لغايـةٍ
ومُوفَّــــقٍ لِمعــــادِهِ بتَزهُّـــدِ
أفَبعـدما بـرحَ الخفـا أصبو على
قـولِ الغُـواة التـائهين بفَدفـدِ
لهَفــي علـى مَـن لا يُميـزُ نفعَـه
مِــن ضـُرّه والـدّهرُ منـه بمرصـَدِ
إيـهٍ بنـي وطني ارعَووا وتذكّروا
هــل مـن حكيـمٍ مُسـعِدٍ أو مُنجـدِ
فــالحُرُّ يــدابُ عــاملاً لنتيجـةٍ
تُـدني أخـاهُ مِـن المقـرِّ الأسـعدِ
هـل نهضـةٌ لِلعلـمِ يظهـرُ فضـلُها
فـي غربنـا فـالعلمُ أصـدقُ مُرشِدِ
مـا العلـمُ إلا آلـةٌ يسـمو بهـا
شـــهمٌ تعشـــَّقَ لِلعُلا والســؤدد
لـولا المعـارفُ ما ارتقت وتفوَّقت
هِمَـمٌ تجـافت عـن وعيـد الهُدهـدِ
إن الحيــاةَ مـع الجهالـةِ ضـلَّةٌ
تُـردي الفتى إن لم يكن فكأن قَدِ
لا تعجَبـوا مـن جاهـلٍ كلِـف بمـا
جمعـت يـداهُ مِـن الحطام العَسجدِ
فهـو الفقيـرُ وإن تعـاظمَ وَفـرُه
ليـس الجهـولُ مِـن الضّلال بمفتَدي
إن عـاشَ لم يُحمَد ولو بلغ السُّها
وإنِ اشــتكى لا يُستضــافُ بِعــوَّدِ
أو مـاتَ لا يُرثـى ولـم يُحفَـل به
أو غـابَ يومـاً كـان ضـمنَ مُشـرَّدِ
إنَّ الكريـمَ الـى الكرامةِ يَنتمي
أكـرِِم بـه فـي الصـالحات وجُـوَّدِ
طبعــاً يُســابقُ لإكتسـابِ مَفـاخِرٍ
في المجدِ أو نفع المهيضِ المقعَدِ
أو يَبتَنــي مــأوىً يُخلِّـد ذكـره
فـي اللاّحقيـن وإن أقـامَ بملحَـدِ
فهــو الســريُّ وغيـرُه لا يُرتَجـى
منـه النَّوالُ وإن زها في المربِدِ
قـومي اسمَعوا وتَسابقوا لِرشادكم
لا تُنكـروا ضربَ السّفيهِ على اليدِ
عـودوا لمـا كـانت عليه أصولكم
فــالحرُّ يلحـقُ بالأصـولِ وَيقتـدي
وتَســابقوا لِلمكرُمــاتِ ويمِّمـوا
نهــجَ العلــوم بهِمَّـةٍ المتزيِّـدِ
ضــاعت معارُفنـا وأفلـح غيرُنـا
بوقوفِنــا مِـن خلـفِ بـابٍ موصـَدِ
ليـس الوقـوفُ بناشـىءٍ عن عجزِنا
لكنــــه مِـــن يَعمُلاتِ الأوغـــدِ
لا تقنَطــوا فـالعِلمُ صـرحٌ مُغلَـقٌ
والبـاب يُفتَـحُ للوَلـوع المنشـِدِ
يـا راميـاً صـوبَ السّلامة عُج إلى
بـابِ الهدايـة والسـعادة تَسـعَد
لُـذ بالإمـام أبـي المحاسن يوسفٍ
فخـرِ الخلافـةِ والهمـام المفـرَدِ
مَــن حاطنــا وأمَــدّنا برعايـةٍ
وعنايــةٍ تــدعو لعيــشٍ أرغَــد
وحَمـى البلادَ مِـن البغاةِ فأصبحت
فــي مــأمنٍ مِـن مـارد مُستَأسـِدِ
فتـحَ المـدارسَ للشـبيبة زانَهـا
بمعــــارفٍ وعـــوارف وتعهُّـــدِ
وعـــوائدٍ ولـــوائح وأوامـــرٍ
مَقرونــــةٍ بكــــارم وتـــودُّدَ
فتمهَّـــدت أرجاؤُنــاو وتحســّنت
بإعانـة الشـَّهم المقيـمِ الأنجـدِ
شــِيَمٌ تضــاءَلَ كـلُّ فخـرٍ دونَهـا
ويَحـــارُ كـــلُّ مُفــرِّطٍ ومقصــِّدِ
فــاقَ الملــوكَ بـدينِه وثَبـاتِه
وعطــائِه بســخاء غيــرِ محــدّدِ
أوَ مـا رأيـتَ أمـا سـمعتَ بليلةٍ
أحيـى بهـا تـذكارَ ليلـةِ مولـدِ
مــدَّ الســّماطَ لِقاصـدي إيـوانِه
وحَبــا العُفـاةَ ببِشـرِه والخُـرَّدِ
ورَأوا أبــا يعقـوبَ وهـو مُتـوَّجٌ
تـاجَ المهابـةِ والهناء السَّرمدي
ورأوا ولـيَّ العهـدِ سـيفاً مُنتَضى
أعظِــم بســيفٍ للخطــوب مُهنَّــدِ
وبـدا لهـم نـورُ النبوةِ في سنا
خـــدٍّ أســيلٍ بالبهــاءِ مُــورَّدِ
فَـرعَ الرسول المجتَبى علَمِ الهدى
مــاحي الضــّلال الهاشـميِّ محمَّـد
مَـن جـاء بِالفُرقـان أعظـمِ معجِزٍ
يَهـدي الأنـامَ الى الطريق الأحمدِ
مِـن بعـدما حـادَ الخلائقُ عن هدى
والخلــقُ بيــن مُنصــَّرٍ ومهــوَّدِ
وَالعُــربُ عاكفـةٌ علـى أوثانِهـا
والنــاسُ بيــن مُعطـلٍ أو مُلحِـدِ
والسـِّندُ والهنـدوسُ تعبـدُ بودَها
والفـرسُ تسـجدُ لِلشـَّوِاظِ الموقَـدِ
فبَـــدا بمبعثِــه انقلابٌ هــائلٌ
عـــادت بِلادُ اللــه دارَ مُوحِّــدِ
وغــدت رســالتُه تســيرُ بسـرعةٍ
ســيرَ الــزُّلالِ بغُصـنِه المتَـأوِّدِ
عـمَِّ الهـدى شـرقَ البلادِ وغربَهـا
وجنوبَهــا وشـمالَ ذا المسـتَبعَدِ
لكــن خلافٌ ســادَ بيــن حُماتِهـا
وقفــت لــه حينـاً وقـوفَ مُفنِّـدِ
إنَّ الرســـولَ لَرَحمــةٌ وهدايــةٌ
يَـدعو الورى للهديِ هل مِن مُهتَدي
صـلى عليـه اللـهُ ما هطَلَ الحيا
بـــزُلالِ عــذبٍ لِلَهجيــرِ مُــبرِّدِ
والآلِ والأصــحابِ مــا هَبّـت صـباً
ســحَراً محركــة الغصـون الميَّـدَ
مـن بعـد كـدٍّ قلـتُ فيـه مؤرِّخـاً
أبـداً يُعاكسـني القريـب ويعتدي
محمد السليماني، أبو عبد الله.مؤرخ، له اشتغال بالأدب، من أهل فاس، أصله من (غريس) في أحواز تلمسان، من أسرة (أولاد محمد ابن يحيى) المنسوبة إلى (سليمان بن عبد الله الكامل) جد أكثر الشرفاء في المغرب الأوسط، ولد محمد وتوفي بفاس.له (تاريخ في (أصل البرير)، ومحاضرة في (فلسفة التاريخ).