
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعينـي مِـن أسـاليبِ العَـذابِ
وعَــدِّي عـن ثَنايـاكِ العِـذاب
وعـاطيني صـريحَ النُّصـحِ صِرفاً
فطيـبُ العيـشِ آذَانَ بانسـحابِ
وخَلّــي عنـكِ أيـامَ التَّصـابي
فتلـكَ خديعـةُ الغِـرِّ الشـّبابِ
فلا مــدحٌ يُصـيخُ إليـه سـَمعي
ولا غـــزلٌ لَـــديَّ بمســتَطابِ
ولسـتُ الـى النّسـيبِ أهُشُّ كَلاّ
فــإنَّ رُواءَه لَمــعُ الســّرابِ
ولا وصــفُ المجـالسِ يَزدهينـي
ولا جــسُّ المثــاني والرَّبـابِ
ولا الأزهــارُ يُنعِشـُني شـَذاها
فكيـف يعيـشُ مهضـومُ الجنَـابِ
ولا لـيَ في القَنا والرّمحِ رايٌ
ولا مَشـقِ الحسـامِ لَدى الضِّرابِ
ولســتُ بقــائلٍ لِلحـيِّ هُبُّـوا
علـى متـنِ المسـَوَّمَةِ العِـرابِ
يُعنِّفُنــي الأريــبُ إذا تَبـدَّت
مَســاوينا ويَصــدَعُ بالعِتـابِ
أليســَت أُمَّـتي فقـدَت حِجاهـا
وهــذا عِزُّهــا وشـكَ الـذّهابِ
وهــذا صــُبحُها يَحكـي مَسـاءً
غزالَتُــه تَــوارت بالحجــابِ
وهــذا الجهـلُ عَـمَّ ولا هُـداةٌ
مـتى النُّبهاءُ منّا في ارتيابِ
حُمـاةَ الـدّينِ هُبُّـوا مِن سُباتٍ
فمَركزُكـم يَـؤولُ الـى الخرابِ
وهــذا دينُكُــم عُضـُّوا عليـه
تَؤوبـوا بالسـّعادةِ والثَّـوابِ
تَركنا الدّينَ صوبَ الشَّرقِ يَسعى
ولـم نَـترُك لنـا غيرَ انتِسابِ
يقـولُ الشـّامِتون هـمُ أضاعوا
كتــابَهم فَيـا حسـنَ الكتـابِ
كتــابٌ جاءَنــا لِلحـقِّ يـدعو
ويُنــذِرُنا مُفاجــأةَ العـذابِ
إذا حِـدنا أتانـا مـا أتانا
وقـد حِـدنا فـذا فصلُ الخطابِ
أمـا تَـركَ الرسولُ لنا وصايا
وشـوَّقَنا الـى المنَـنِ الرِّغابِ
فطـالَ العهـدُ واخترنا فروعاً
مُنوّعــةً تَــزِلُّ عــن الصـّواب
رَضــينا العـيَّ حتّـى لا فصـيحٌ
ولا مَـن قـد يسـرّكَ في الجواب
نعيـشُ كمـا السّوائم في ذُهولٍ
عـن الغايـاتِ ذا عجَبُ العُجاب
ونحـنُ البائسـون نَـرومُ عيشاً
وهـل تُغني القشورُ عنِ اللُّباب
فلا رأيٌ يصــونُ لنــا حيــاةً
ولا عمـــلٌ يُـــدَّمُ لِلحســـاب
صــنائعُنا ألمَّـب بهـا فسـادٌ
وطيـبُ العيشِ أصبحَ في اضطراب
تجاَرتُنــا تَعاوَرَهــا كســادٌ
فـراسٌ المـال مُنخـرِمُ الحساب
فلاحَتُنـــا تَناولَهــا أنــاسٌ
جَنَـوا مِـن ريعِها عَجبَ العُجاب
زَعانِفُنــا ولا أخشــَى مَلامــاً
وغـن كثُـروا ذِئابٌ فـي ثيـابِ
يظُنُّــونَ القُبـورَ حُصـونَ صـَونٍ
وكنـزاً فـاض بـالتِّبر المذابِ
حَــوَت مـن كـلّ فضـلٍ يبتَغـون
مـنَ المـولى بواسـطة القِبابِ
أيـا شـَبَه الرّجَـال ولا رِجـالٌ
مِـنَ الألبـاب فارغـةَ الجِـرابِ
متَـى نَرنـو الى طلَبِ المعالِي
الـى الآجـالِ بل لِشيبِ الغُرابِ
رجـالَ الـدّينِ لا تألوا وجِدُّوا
فوَبــلُ اللّـومِ آذَنَ بِانسـكابِ
فهــل أعـدَدتمُ حُجُبـاً تَقيكُـم
إذا مـا جِئتُـمُ يـومَ الحِسـاب
وهــل آمَنتُــمُ مكـراً وأنتـم
رعيتُـم شـاتَكُم بيـن الـذِّئابِ
سَنشـكُر سـعيَكم مهمـا رَجعتـم
الـى حـلِّ المشـاكلِ والصـِّعاب
محمد السليماني، أبو عبد الله.مؤرخ، له اشتغال بالأدب، من أهل فاس، أصله من (غريس) في أحواز تلمسان، من أسرة (أولاد محمد ابن يحيى) المنسوبة إلى (سليمان بن عبد الله الكامل) جد أكثر الشرفاء في المغرب الأوسط، ولد محمد وتوفي بفاس.له (تاريخ في (أصل البرير)، ومحاضرة في (فلسفة التاريخ).