
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل مِــن فــتى ذكَّـرهُ طَـرقُ الحصـى
أو غافـــلٍ أيقظَـــه قَــرعُ العَصــا
أو مُــزدَةٍ بـوَفرِه قـد لَبِـسَ المكـبرَ
رداءً همُّــــــه دهــــــرٌ عـــــدا
أو أكمــــهٍ لَمـــسَ مـــا أفجَعَـــهُ
فاتَّخـــذَ العـــزمَ رفيقـــاً ونَــأى
أو مُعـــرِضٍ عـــن الهـــدى وكلُّنــا
أعـــرَضً عــن نهــج الصــلاحِ ووَنــا
أو مِــن حكيــمٍ عــارفٍ سـبُلَ الهِـدا
يَــة يقــومُ داعيــاً الــى الهــدى
يــــا مَــــن دعتـــهُ لِعلا همَّتُـــه
واتّخـــذَ الجِـــدَّ إمامـــاً ودعـــا
دع عنكَ داعي اللهو واحذَر مَن رأى ال
جهــلَ دليلاً فارتَــدى فيمــا ارتـأى
لــم يَلتفــت صــوبَ المعـارفِ ولا ار
تشـــفَ مشـــن معينِهــا ولا ارتــوى
فهــو أســيرُ الجهــل ســاهٍ طرفُــه
يَرثــي إليــه مَــن دنـا ومَـن قصـا
فلــو رأى فـي البحـر كِسـفاً سـاقطاً
لَظنَّـــه مهمــا دنَــا غيثــاً هَمــى
ولـــو أتتـــه كـــلُّ آيــةٍ لَمَــا
صــــدَّقَها ولا انثَنـــى ولا ارعَـــوى
حـــتى إذا الرُّشـــدُ بَــدا لِعينِــه
مُنبلجــــاً أعـــرَضَ عنـــه وعَـــدا
فـــاترُك ســـبيلَه ولاحِـــظ أمـــرَهُ
كـــلٌّ مُيســـَّرٌ لِمـــا بــه اعتنــى
واصـــحَب مُهـــذَّباً زكـــا عُنصـــرُه
واتخـــذَ الصـــّدقَ لجامـــاً ووُعــى
يصــــونُ دنيـــاهُ بحفـــظِ دينِـــه
ويجمـــعُ الـــوفرَ لإرغــامِ العِــدا
يجهــدُ فــي الــدنيا لنيـلِ أختِهـا
ويَرتجــي الشــأوَ البعيـدَ المرتَقـى
يَعـــدُّها جِســـراً مَجـــازاً يَبتغــي
بهــــا النجــــاةَ ومَقامـــا وعُلا
فالــدينُ والــدنيا كتَــوأمينِ فــي
جســــمٍ أرى فصــــلَهما لا يُرتَضـــى
مَـــن مُنصــِفي فــي زمَــنٍ أوصــابُه
لـــم تحـــترِم كهلاً ولا غِــرّاً فــتى
يــا عجَبــاً مــاذا دَهــى وحــدَتنا
بعــدَ التــآلُفِ فمــا معنـى الجَفـا
تمزقـــــت تشـــــتَّتت وافــــترقت
أمَــا كفـى مـا قـد جـرى أمـا كفـى
غـــاضَ الوفـــاءُ وانطــوت أعلامُــه
والأمـــرُ لِلّـــه إليـــه المشــتَكى
فــاضَ العــداءُ والبــداءُ وغـدا ال
جهـــلُ شـــِعارا أو ســلاحاً مُقتنَــى
يـــافِئةً قــد ضــحكت مِــن جهلهــا
أغمارُهـــا ومَــن لــه عقــلٌ بكــى
كــم أرشــدت فمــا عَرتهــا خِشــيةٌ
كـم أنـذرت حـتى بـدا مـا قـد خَفـى
ونَظــــرت بأنهــــا قـــد خســـِرت
صــــَفقَتَها ووقفَـــت علـــى شـــَفا
وأصـــبحَ الكاشـــح يرجــو حتفَهــا
بظلفِهـــا وســـوقَها الــى الــرَّدى
إن صـــاحَ فيهـــم صــالحٌ تَــذمَّروا
وأعلنــــوا بِــــذمِّه بيـــن الملا
ونَفـــــروا وعبَســــوا وبســــَروا
وقلَّــدوا فــي فعلِهــم وحــشَ الفلا
أو قــامَ فيهــم مُرشــدٌ حفَّــت بــه
أوباشــُهم وصــارَ صــوبَ مَــن رمــى
فلــن تجــد منهــم تَقيّـاً قـد زكـا
كلاّ ولا شـــهماً زعيمـــاً قــد عتــا
أنظـــر تَراهـــم نزلـــوا بِعرصــةٍ
قــد جــفَّ مِــن غصـنِها مـاءُ الحيـا
هـــل جـــدَّدوا لِعيشــهم مســتقبلاً
ولشـــــبيبةٍ تَهيـــــمُ كالقطــــا
وقــد أمــاتَ الجبــنُ منهــم نخـوةً
فلــن تجِــد مِـن بينهـم مـنِ انتَخـى
واصـــبحَ الخِـــلُّ لـــديهم مُعجِــزاً
فلــن تَــرى مَـن فـي مُهـمٍّ قـد سـخا
مهمــــا دعـــوتَهم لكشـــفِ غُمَّـــةٍ
تَســـلَّلوا بيـــن فُـــرادى وثُنـــى
كغنَــــمٍ تفرَّقــــت فــــي غيهـــبٍ
بيـــن أخاديـــدٍ يســوقُها الظَّمــا
حــــول ضــــباعٍ ونمـــورٍ فُرِّقـــت
والأســـدِ تـــزأرُ تـــردِّدُ الخُطـــى
والليــــلُ داجٍ والنجـــومُ أفلَـــت
والـــذيبُ يفتِـــكُ وجِـــروُه عـــوى
أنهكَهـــا طـــولُ المســيرِ بعــدَما
أدمــى الصـقيعُ مِـن إهابِهـا الشـَّوى
ضـــلّت رُعاتُهـــا الســـبيلَ وأبــت
وعــيَ دواعـي الرشـدِ رُغـم مَـن لَحـا
يــــا عجبـــاً لِفئةٍ قـــد فقـــدت
كــلَّ المزايــا وغـدت تشـكو العَنـا
أخَّرَهـــــا جُمودُهـــــا فســـــُلبت
منهــا خصــالُ الحمـدِ هـل حـرٌّ وَعـى
قـــد مســـَّها طيــفٌ ومــا تَــذكّرت
لِســُمعةٍ حُطَّــت بهــا بيــن الــورى
واســـــتظهرت بِبـــــدَعٍ فســــوَّدت
تاريخَهــا مهمــا حكــاهُ مَــن حكـى
غَشـــِيَها اليـــمُّ الـــذي صـــيَّرَها
كَلاّ علـــى الــدهرِ عديمــةَ الحِجــى
أوثقَهـــا الجهــلُ فعــادت لُعبــةً
ككـــرةِ الصــولَجِ صــوبَ مَــن دَســا
فهـــي تئنُّ تحـــت نَيـــرِ العبـــو
ديّـــةِ تخطُــرُ علــى جمــر الغَضــا
أمّـا الكـرامُ مـن ذوي الرأي المصيب
بينهــــا فحـــالُهم كمـــا تـــرى
قـد وقَفـوا وقفـةَ حيـرانٍ يرى اليأسَ
مُفوِّضــــــاً لاحكـــــام القَضـــــا
أعجِــب بهــا أمُّ العلــوم والمعــا
رفِ الجليلـــةِ وأتقـــى مَــن زكــا
أعجِــب بهــا مِـن أمّـةِ الفخـر فكَـم
أحيــت مَواتــاً وســمَت فيمَــن سـَما
بعــدَ المعــالي والســُّموِّ والرِّيــا
ســـة الأثيلــةِ دهَاهــا مــا دهــى
يــا نفحــةً هُبّــي علينــا عــاجلاً
الــى مــتى تأخيرُنــا الــى مــتى
إلــى مــتى ونحـن فـي أسـرِ الجهـا
لــةِ وقــد عــرا العقـولَ مـا عَـرا
مــــتى نُيمِّـــمُ النّجـــاحَ ويعـــو
دُ غربُنـــا لِزهـــوه كمـــا مضـــى
ونقتفــي إثــرَ الــذين اســتيقظوا
وعلَّمــوا التعميــمَ رغــم مَـن أبـى
والتـــأموا واســـتدركوا أمرَهـــم
وجـــدَّدوا وحـــدتَهم بعــدَ الشــَّتا
وعمَّـــروا الـــوقتَ بمـــا بصــَّرَهم
فانتصــروا بعِلمهــم يــومَ الــوغى
مــتى يعــودُ الــدّهرُ سـلماً مُنصـِفاً
نقضـــي لُبانـــةً ونجنــي مــا حَلا
ألـــدَّهر دولابٌ يـــدورُ عكـــسَ مــا
يُرضــي وقــد يُرغِــمُ كــلَّ مَـن بقـى
وربمـــا يُخطىـــء يومـــاً ويُصــيبُ
بيـــن أوجٍ وهبـــوطٍ فـــي الــدُّنا
يـــا غُربــةَ العلــمِ وكــلٌّ يــدَّعي
نُصــرَتَهُ مــا هكــذا ســُبلُ الهــدى
يـــا ضـــيعتاهُ عنـــدما تطلَّعـــت
مِــن أفقِــه لَمَّــا ذَوى رُسـلُ الـردّى
أمســت علــومُ الشــَّرعِ وهــي شــُرَّعٌ
ممــا اعتَراهــا مِـن حواشـيِّ العَنـا
أنظُـــر دُعـــاتَه وقـــد تَفرّقـــوا
كـــلٌّ الــى ركــنِ الخمــولِ فثَــوى
قــد زهِــدوا فــي كــلِّ علـمٍ نـافعٍ
لـــذي الحيــاةِ واكتشــاف مــاخَفى
لـــو أنصـــَفوا ونَصــحوا وبلَّغــوا
لَرَفعـــوا أمَّتَهـــم حيـــث الســُّها
لــو قرَّعـوا الأسـماعَ بالنُّصـح الـذي
هـــو شـــعارُ مُـــدَّعي دَفـــعِ الأذى
لــو أنصـفوا لشَخّصـوا الـداءَ الـذي
عــمَّ الملا أمَــا لهــم عقــلٌ صــحا
لــو بَــدأوا فــي طِبِّهــم بمـا يُلا
ئمُ عليلَهــــم لَقــــامَ وانتَشــــا
لــو أصــلَحوا شــأنَ الحيـاةِ ومبـا
دىــءَ الفضــيلةِ وشــَدّوا مــا وَهـى
لــو أرشــَدوا أمّتَهــم فــي سـَيرها
ومهَّـــدوا لهــا الهضــابَ والرُّبــا
لـــو جمعـــوا شـــتاتَها وجــدَّدوا
لهــا وِفاقــاً أحكمــوا بـه العـرا
لــو نَــدَّدوا علــى العــوائِد وقـد
أوقعـــت الأمّـــةَ فــي بحــرٍ طَمــا
لـو نظَروا في الغِشِّ والتدليس والشُّؤم
الــــذي علَّمَهـــا أكـــلَ الرُّشـــا
لــو نقَمــوا علــى الشــهادةِ ومـا
حــلَّ بهــا مـن بعـدما الـزُّورُ فَشـا
لــو تركــوا بحــثَ الكراهــةِ لمـن
مِــن أهلهـا نَعـم بهـا القـولُ أتـى
لـــو أغلَقـــوا بـــابَ المجادلَــة
والتَّمحيـل والجفـاء والقـولِ البَـذا
لــو أمســَكوا عـن سـبِّ مَـن تقـدَّموا
فالقـــذفُ ويــكَ غِبُّــه ليــلٌ ســَجا
لــو أســنَدوا شــأنَ العقـائدِ لمـن
حــــرّر للســــّلف رأيـــاً ونَجـــا
لــو ســدَّدوا ســِهامَهم نحـو الطـوا
ئِف الـــتي تفرّقـــت أيـــدي ســَبا
ونَســبت لِلــدّينِ مــا الــدّينُ بَـرا
ءُ منــه لكــن عــذرُها الجهـلُ وَحـى
وزهــدت فــي الـدّينِ والـدنيا لِـذا
أخَّرَهـــا جمودُهـــا الـــى الــوَرا
ووقفـــت فـــي وجـــه كــلِّ مُصــلَحٍ
فنُبـــذت نبـــذَ النَّــواةَ بالفِنــا
مـــا بيـــن ضـــالٍّ ومُضــلٍّ ومُعــا
نــــدٍ مُقلِّــــد يســـوقُه العَمـــى
والقـــومُ بيـــن ضـــاحكٍ ومُعجَـــب
مـــا أدركَتـــه خجلــةٌ ولا ارعَــوى
لا بُــدَّ مــن فصــل القضـاءِ والجـزا
ويُجتَــزى كــلُّ امرىــء بمــا ســَعى
رِفقــا حمــاةَ الــدّين هـذا دورُكـم
وهــــذه نـــوبَتُكم فيمَـــن حَمـــى
مـــا قَــدَّر الآخِــذُ عنكــم قــدركم
نَعـــم ولا عنكـــم أفــادَ مَــن روى
ذو اللُّــبِّ مَــن إذا التقــى بعـالمٍ
حـــلَّ الحِبــا بيــن يــديه وجَثــا
وإن رآهُ مُهمَلاً فـــــــي ســــــِربهِ
حــــنَّ إليـــه وافتـــداهُ وحَبـــا
كـــلُّ جفــاءٍ أصــلُه ســوءُ التّفــا
هُــمِ فحــاذر أن تُحــاكي مَــن طغـى
وفئةٌ تبـــــــوَّأت مقاعـــــــدَ ال
إرشــــاد قلنـــا فلعـــلَّ وعســـى
أنظـــر تَراهـــا والخطــوبُ خيَّمــت
هــل أوجَمــت الــى زمـانٍ قـد سـطا
أخّــــرت المهـــمَّ فـــي مَبرَئهـــا
وانــدفَعت تَهــذي وتَــأوي مَـن هـذى
قــــامت لجمـــعِ شـــملنا فشـــَتَّت
أفكارَنــا يَرثــي إلينــا مَـن رثـى
قـــــامت تحـــــاولُ بلا تَبصـــــُّرٍ
فــــوقَعت بيــــن صـــوابٍ وخَطـــا
إذا تصـــــدَّى لِلرّشــــادِ طــــامعٌ
دخلــتِ الــدعوةُ فــي طــيِّ الخفــا
والــــــدّاءُ عيّــــــاءٌ بُـــــرؤهُ
حــلَّ مِــن المجمــوعِ قســراً ورَســا
رُحمـــاكِ يـــا أمَّــةَ خيــرِ مُرســَلٍ
هـل مِـن طـبيب فالـدَّوا أعيـا الأسـا
يـا حبّذا الإرشادُ بالتهذيبِ والتأديب
والعلــــــم وردِّ مَـــــن صـــــَبا
فـدعوةُ القـرآنِ بالحكمـة والموعظـة
الحســــنى وعَــــذل مَــــن قســـا
ودعـوةُ الإرشـاد بـالتَّرغيبِ والترهيب
والحَـــــدِّ إذا الأمــــرُ اقتضــــى
مَـــن قَــام لِلنُّصــح بَــدا بنفســِه
ملَكَهــــا وصـــدَّها عـــنِ الهـــوى
ثــــم انبَـــرى لغيـــرِه بِحكمـــةٍ
مَـن حـادَ عـن هـدي اللُّيونـةِ اعتـدى
مِــن غيــرِ مــا جُــرحِ عواطــفٍ ولا
نقــصِ رجــالٍ دَرجــوا فيمَــن مشــى
وربمــــــا تَعلّلــــــت بِحُجـــــةٍ
ليـــس لهـــا أسٌّ وثيــقُ المبتَنــى
فانفتـــحَ البـــابُ لكـــلِّ أخـــرقٍ
ضــلَّ الســّبيلَ وهــوى فيمَــن هــوى
لــــم يتقيَّــــد دهـــرُه بِمبـــدإٍ
ولا دَرى أحســــــنَ جهلا أم أســـــا
يســعى الجَهــولنُ فـي الضـّلال جُهـدَه
حــتى إذا أيقظَــه العِلــمُ التَــوى
كـم حـاربوا الإسـلامَ باسـمِ الدّينِ لا
كــن عُــذرُهم وحـا إليهـم مَـن وحـى
مــا بَلَغــوا مِــن المعــارفِ ســوى
مـا أنـسَ المغـرورُ مـن رجـعِ الصـّدى
يـــا ثلَّـــةً تــأخرَت مِــن بعــدما
كــان المؤمَّــلُ بهــا نيــلُ المنـى
لــم تَحتفــل بمبــدإٍ تَجنــي الإفـا
دَةَ بـــه أصـــافَ وقـــتٌ أم شـــَتا
فهــــي بيــــن قــــادِحٍ ومـــادحٍ
وجامـــــدٍ نـــــدَّدَ جهلا وهَجـــــا
يــــا ثُلّـــةً تعمَّـــدت واجـــترَأت
وجَــرَّدت غصــنَ البهــا مــنَ اللِّحـا
يــا لُمعـةً سـوداءَ فـي وجـهِ الزمـا
ن خيرُهــــا ونفعُهــــا لا يُرتجـــى
أخَّرَنـــا الـــدهرُ فكـــانت عَــثرةٌ
فــي ســُبلنا ومــا لِعــاثرٍ لَعــاد
لا تســــتَمع قـــولَهمُ إن أفصـــَحوا
ففِعلُهــم يُنــبىءُ عمّــا قــد خفــى
لا تُعجبَــــن مهمـــا رأيـــتَ هيكلاً
يـــروقُ منظـــراً وفِعلُـــه الخَنــا
لا ترجُـــونَ عنـــد الســّرابِ قَطــرةً
تَــروي الظَّمـا وتَنطفـي نـارُ الحشـا
لا تَــتركِ الســعيَ إذا هــم وقَفــوا
فــالحُرُّ لا يــألو جهــادَ مَــن ونـى
لا تطلـــــبِ العِـــــزَّ بلا مَشــــقّةٍ
فـــالعِزُّ روضٌ ظِلُّـــه ســُمرُ القَنــا
مَــن جــدَّ فــي السـَّعيِ سـوادَ ليلِـه
يَحمــدُ عنــدَ صــُبحِه ليــلَ الســُّرى
وإن جنَحــــتَ لِلمعـــالي فاصـــطَبِر
ذو العَـــزم لا يهمُّـــه مَـــنِ ازدرَى
لا تجزَعَــــن فالـــدّينُ زاهٍ غَرســـُه
قـد يختفـي الجهـلُ إذا العِلـمُ بَـدا
أرى فريقــاً مــن ذوي العلــم تَـدا
عَــوا لِلــدّفاعِ عـن حقـوقِ المصـطفى
تَمَســــَّكوا بالــــذِّكرِ والســــُّنَّة
والعـــزم فهُــم مُنيَــةُ مَــن رجــا
منهـــم يهُـــبُّ المصـــلحون ويعــو
دُ غرســُنا المــأمولُ مثـلُ مـا مضـى
وتســــلُكُ الأبنــــاءُ مَســـلَكَ ذوي
الألبــابِ والإبــاء مـن أهـلِ النُّهـى
وترتـــوي مــنَ المعــارفِ كمــا ار
تَــوى بهــا فـي عصـرِنا مـنِ اعتنـى
وتَقتَنـــي حَزمـــاً وهَـــدياً وتُقــىً
حــتى تُبــاري مَــن قصـا ومَـن دنـا
وتَـــرتئي طريقــةَ الجِــدِّ فــذو ال
جِــدِّ نــبيهٌ ذِكــرُه فــي المرتَقــى
وَتقتفـــي ســـُبلَ الــذين أخلَصــوا
لربِّهـــم وقرَعـــوا بـــابَ الرِّضــى
ألرّاشـــِدينَ المرشـــِدينَ المخلـــص
يــن نَهجـوا سـُبلَ الهـدى لِمـن أتـى
هـــم نصــَحوا الــى الملا وهيَّــؤوا
مُســـــتقبَلاً مُمهَّــــداً لِمــــن تلا
هـــم ســـنَنَوا لِتـــابعِيهم ســـُنّةً
ســَما بهــا الــى العُلا مِـن اقتـدى
هـــم أوجَبـــوا حـــقَّ الأخــوَةِ فلا
فـــرقٌ لَــديهم بيــن صــِنوٍ وفــتى
لا فضــــلَ بيــــن ســـيَّدٍ وعبـــدِه
إلا بهَـــــديٍ وبعـــــزمٍ وتُقـــــى
هـم جاهَـدوا فـي اللـهِ حـتى بلَغـوا
بعزمهِـــم وحزمِهــم أعلــى الــذُّرى
هـم نشـَروا الـدعوةَ بالـدّينِ الحنيف
فاهتـــدى بِهـــديهِم مـــنِ اهتــدى
هـــم فتَحـــوا المشــرِقَ والمغــربَ
والجنــوبَ والشــَّمالَ والقفـرَ الخلا
ودوَّخــوا لَهــم تلــكَ الممالِـكُ فلا
طــرفٌ كَبــا عجــزاً ولا ســيفٌ نبــا
عمَّـــت علـــومُهم ديـــارَ الأنــدلو
سِ والمجَــــرِّ وعمــــومَ أوروبــــا
فـــــآمنَت أقطارُهـــــا ورفَلَــــت
فـــي ســُندُسِ الفخــرِ وعــزٍّ ورَخــا
هــم بــذَروا بــذرَ المعــارفِ بهـا
فـــأينَعت وبلَغـــت حـــدَّ الجَنـــا
قوَّمَهـــا الـــدّأبُ فعـــادت آيـــةً
تُعجِــزُ كــلَّ عامــلٍ مهمــا اعتنــى
أنعَشـــَها الصـــّونُ فصـــارت جَنَّــةً
يَجِــدُ فيهــا كــلُّ حــيٍّ مـا اشـتهى
زاهيـــــةٌ قُطوفُهـــــا دانيـــــةٌ
يَعــرفُ قــدرَ فضــلها مــنِ احتــذى
يــا عجَبــاً نَبــذَها الجيــلُ الـذي
هبــــطَ أوجُـــهُ وحَبلٌـــه ارتخـــى
لا يَجتنـــــي ثمارَهـــــا مُجتَــــدٍ
وأكَّــــدَ العـــزمَ وقـــامَ وســـعى
هـــمُ الرجـــالُ ســَبقوا واصــلَحوا
وبلَغــوا فــي العِــزِّ أعلـى مُرتُقـى
ليـــتَ لنـــا بِكـــلَّ شــهمٍ مِنهــمُ
ألــفَ فطيــرِ الـرأيِ محلـول العُـرا
ليــتَ النسـاءَ لـم تلِـد مِـن بعـدِهم
كـــلَّ جبـــانٍ وجَهـــولٍ قــد عتــا
مَــن حَــأدَ عـن نهجِهـمُ ضـلَّ السـّبيل
دهــــرَه وقــــد تَعــــدَّى وغـــوى
ومَـــن قَلـــى هـــديَهُم لا يَهتـــدي
وضــــيَّعَ الحـــزمَ وســـاءَ وعَصـــا
هـم قلَّـدوا السـُّنةَ والـذّكرَ الحكيـم
فـــانجلى بِنـــورهم جنــح الــدُّجا
مـا بـدَّلوا مـا غيَّـروا مـا طـاولَوا
مـا أحـدَثوا فـي الشـَّرعن قولاً مُفتَرى
أكــرِم بهــم مِــن نخبــةٍ تخلَّقــوا
بخلُـــقِ المبعــوثِ مِــن أمِّ القُــرى
محمـــد المحمـــودِ ســـيِّدِ الــورى
مــاحي الضــَّلال الهاشــميِّ المجتَـبى
شـــمسِ الوجـــود روحِـــه نبراســِه
ختــمِ الرسـالةِ الرِّضـى بحـرِ النّـدى
خـــرَّت لـــه كـــلُّ المصـــَاقِع فلا
تَعجـب فكـلُّ الصـّيدِ فـي جـوفِ الفَـرا
مَــن جــاء بــالقرآن أســمى مُعجِـزٍ
أرغـــمَ كــلَّ مــن تَحــدّى أو شــدا
خُلُقُـــه القـــرآن جـــاء مُســـَنداً
وخَلقُــه منــه ازدَهــت شـمسُ الضـُّحى
هــو الكريــمُ الســَّمحُ إذ جـادَ فلا
تَقِـــس بكـــفِّ جــودِه نهــراً جَــرى
هـــو الحليــم وكفــى مِــن حِلمِــه
أن قــد دعــا مغفــرةَ لِمــن ســها
هــو الرّصــينُ لــم تُزحزِحــه عــوا
صـــفُ الحــوادثِ كطــودٍ قــد رســا
هــو الشــجاعُ ولَكَــم نُصـِرَ بـالرُّعبِ
إذا مـــا أُغمِـــدت بيـــضُ الظُّبــا
هــو الــذي أنقــذَنا مِــن الغــوا
يــــةِ وألهـــمَ الرّشـــادَ ووفـــى
هـــو البشـــير بالســـعادةِ لِمــن
عصـــى هــواهُ ونجــا فيمَــن نجــا
هــــو المرَجَّــــى للشــــفاعةِ إذا
بُـــرِّزتِ الجحيــمُ يُزجيهــا الصــَّلَى
هـــو الــذي أوعــدَ مَــن تفرَّقــوا
وأنــذرَ المغــرورَ مِــن نــارِ لظـى
هـــو الــذي قــال لنــا تمســَّكوا
بســـُنَّتي عُضـــُّوا عليهــا بــالنَّوا
إنَّ الرّســــولَ رحمــــةٌ أرســــَلَها
لِخَلقِـــــه ربُّ الســـــماواتِ العُلا
صـــلى عليــه اللــهُ مــا تَشــبَّثت
أئمـــةُ العـــدلِ بخُلقِـــه الرِّضــى
ومنحَــــــت أمَّتُــــــه مــــــودّةً
لآلِــه الغُــرِّب الكــرامِ فـي الـورى
ســـُفنِ النجـــاةِ حبُّهـــم وقايـــةٌ
مـــنَ الضـــلالِ ورجـــوعِ القَهقَــرى
هـــمُ الأئمَّـــةُ إذا مـــا حضـــَروا
ولِلخلافــــةِ هـــمُ قُطـــبُ الرَّحـــى
قـــد علِـــمَ اللــهُ بــأنّي مُخِلــصٌ
فــي حُــبِّ دولــةِ الإمــام المرتَضـى
أبـــي المحاســـنِ الكريــم أصــله
فــــرعِ الخلائفِ ســـليلِ المصـــطفى
حـــاز الفضـــائلَ إذا مــا غيــرُه
مـــنَ الملــوكِ بالريّاســةِ اكتفــى
يــا مَــن غـدا يَسـعى لإدراكِ المُنـى
مُجتـــدِياً الـــى المعـــارفِ هَفــا
يِّمــم بنــا المنصــورَ يوســفَ تَجِـد
هُ فتَـــحَ البــابَ لكــلِّ مَــن رجــا
مهمــا اعتَــرى القــومَ فُتـورٌ زادَه
عَزمـــاً ولا يــؤوه مَــن قــد ســلا
حجَبَـــهُ الصـــَّونُ فليـــس يَبتغـــي
غيــرَ العلــومِ والـذي لهـا انتحـى
أســــَّسَ رُكنـــاً لِلمعـــارفِ كمـــا
أحيــا الفنــون بعـدَما الغصـنُ ذَوى
واختـــارَ مِـــن بيــن الأســاتذرِجا
لاً عُرِفــــوا بكـــلِّ حـــزمٍ وغَنـــا
وعَمَّـــمَ الـــدُّروسَ فــي كــلِّ فنــو
نِ العلــمِ بيــن حاضــرٍ ومَــن بَـدا
يـا هـل تُرى نَجني ثمارَ غرسِه المخضلِّ
أو يشـــــغلُنا عهـــــدُ الصــــِّبا
هــو الــذي جعــلَ للحقـوقِ دسـتوراً
يُــــدِيرُه نظــــامٌ قــــد ســــَما
فعـــادَ لِلشـــَّرع الشـــريفِ مَجــدُه
وانتصـــرَ العـــدلُ وعَرفُـــه شــَذا
أعظِــــم بســـُلطانٍ غـــدَت هِمَّتُـــه
فـــوقَ المجـــرَّةِ تُنــاغي مَــن علا
يــا مَــن حبانــا بفُنــونٍ أنعشــت
حـتى انثَنـى الجهـلُ طريـداً واختفـى
تَفـــديك أمَّــةٌ هــي الجســمُ بمــا
أنــتَ لهـا الـروحُ وقـد قـلَّ الفِـدا
لأنــتَ مِــن هيكلِهــا العضــوُ الـذي
مــا انفــكَّ حــاملاً حُســاماً مُنتَضـى
طَلَعــتَ فــي بــرجِ الســُّعودِ قمَــراً
فجلّــــــلَ الهضــــــابَ وكَســـــا
إليكَهــا يــا ابــنَ الرّســولِ حُـرَّةً
مقصــورةً يُرضــيكَ منهــا مــا بَـدا
باديــــةَ الحُســـنِ لهـــا تَشـــوُّقٌ
لِلمُعتَنـــى أو مَـــن يقــول حبَّــذا
لـــم تَحتفـــل بغَـــزَلٍ ولا نســـيبٍ
مُعجِــــــــبٍ ولا بِحلــــــــيٍ وحُلا
وَحـــى بهــا حــرُّ الضــّميرِ فغــدَت
فـي خجَـلٍ بيـن المهـا تَرعـى النَّـوى
تُقبِّـــلُ التُّـــربَ إذا مــا أقبلــت
لمهنــةِ الخِدمــةِ فــي ذاكَ الحِمــى
أبــدت مــنَ الإرشــادِ مــا صــيَّرها
تُــزري بكــل مُرشــَدٍ عنهــا لَهــا
إذ لــــم يُعرِهـــا لَفتـــةً كَلاّ ولا
أقلـــعَ عـــن جُمـــودِهِ ولا انتهــى
محمد السليماني، أبو عبد الله.مؤرخ، له اشتغال بالأدب، من أهل فاس، أصله من (غريس) في أحواز تلمسان، من أسرة (أولاد محمد ابن يحيى) المنسوبة إلى (سليمان بن عبد الله الكامل) جد أكثر الشرفاء في المغرب الأوسط، ولد محمد وتوفي بفاس.له (تاريخ في (أصل البرير)، ومحاضرة في (فلسفة التاريخ).