
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــوىً يشـوق النَفـسَ والنسـيبا
وصـــادِحاتٌ حســـّنت تشـــبيبا
وحُمِّلــت نشــرَ الزهــورِ شـَمألٌ
تُهــدى إلينــا عنبَـراً وطيبـا
واخضــَرَّ الــدوحِ مــن عارِضــِهِ
لمّــا اســتدار جَـدوَلاً مَنسـوباً
فاعتـدَل الغُصـنُ وصار فوقَه الش
حــرورُ مــن وجــدٍ بـه خطيبـا
فقــام يَــدعو والحمــامُ هُتَّـفٌ
قــد أتقنــت ألحانَهـا ضـُروبا
فقُـم إلـى تلـك الريـاضِ مُسرِعاً
مُبتَكِـــراً ونــادمِ المحبوبــا
يــا بــأبي ومـن يقـول بـأبي
ذاك الغـزالَ الشـادنَ الرُعبوبا
فــي وجهِــه للنــاظرين جنَّــةٌ
للحُســنِ كــانت منظـراً عجيبـا
مُنَمنَــمٌ يزهــو علــى عُشــّاقِه
مُخًضــــِّباً بنـــانَهُ تخضـــيبا
مـا صـادَفت قلـبي سـهامُ لحظِـه
إلّا أتــــت غزّالـــةً تُصـــيبا
فلَيتَــهُ صــيَّر لــي مـن وَصـلهِ
وقُربــه يــا صــاحبي نصــيبا
جَرَّبـتُ مـن بعـادِه نـارَ الغَضـا
عَــــذَّبَني بحَرِّهـــا تعـــذيبا
لـولا الهـوى ما شاقَ عيني مألَفٌ
وبــالحمى كــم وَدَّعــت حبيبـا
هـــوىً حقيقـــيٌّ لـــه مَــوَدَّةٌ
قـد وَلَّـدت نَجـلَ الوفـا نجيبـا
ليــس المجــازُ خلـف العـادات
والحـقُّ منهـم قـد غـدا قريبـا
أهلُ السماح في الدُنا قد زَهَدوا
وقَدَّســوا بالواحــدِ القُلوبــا
وبالرضــا قــد مُزِجـت طِبـاعُهم
فلا تــرى فــي وَجههــم قُطوبـا
وأخلَصـوا للَـه قلبـاً قـد صـَفا
مـن كَـدَرٍ واسـتانَفوا العُيوبـا
فمـا دَعـوا للغَيـثِ يوماً وبكوا
إلّا أجـــاب قبـــلَ أن نُجيبــا
راحـوا بـراحِ الحالِ في وجودِهم
لمّـا اختَلـوا ورَوَّقوا المَشروبا
مُـذ عـامَلوه فـي مقاماتِ الوَفا
هَــبَّ لهـم عَـرفُ الرضـا هبوبـا
إن البحـــار الـــذي بفضــلِه
انقَلــب الجـدبُ أخضـَراً خصـيبا
يــا ليتــه يلمَحُنــي برأفــةٍ
فــألحقُ المقصــودَ والمطلوبـا
مـن لي سما أعلى مقاماتِ الوفا
مُهَـــذَّبٌ مــن صــغرِه تهــذيبا
مـن أرفـعٍ والدهُ أعلى وَفا الس
ادات لا زوراً ولا تكـــــــذيبا
نعـــم ولـــى بســيّدي محمــدٍ
وُدٌّ مــن الصــدقِ غــد موهوبـا
يــا سـيّدي جسـمي دعـاك رُقيَـةً
مــن كــلّ سـوءٍ مانَعـاً مجيبـا
وحُــبُّ مثلــى أن يكـون داعيـاً
بـالغَيبِ واللَـهُ يعلـمُ الغيوبا
إنّـي اتَّخَـذتُ سـيدي عـن الـورى
خِلّاً كريمـــاً صـــادقاً صــحيبا
بــاللَهِ لا تــارِكُه فــي محنـةٍ
ولا ســــمعتُ غيـــرَه لبيبـــا
فهـل أقـام الـردَّ مثلـي شارِعا
نهــجَ الأُلـى وقـرا المككتوبـا
كالمســكِ وافــاكَ دعـاءُ مخلـصٍ
ريّـانَ مـن مـاء الوفـا رطيبـا
إن لــم يَــراك لا يُســَرُّ قلبُـه
ويكـــرَهُ الخيــالَ أن ينوبــا
مـا للفـتى قـد لعـبَ الدهرُ به
وصــــرفُه صــــيَّرَه متعوبـــا
مـــن الزمــانِ عُلِّقَتــه محَــنٌ
قـــد شــعَّبَت بقلبــه شــعوبا
إلّاكَ يســــتظِلُّ فـــي جنـــابهِ
والنـاسُ قـد أفنَيتُهـم تجريبـا
واحتفــظِ التبليـغَ لا تـرضَ بـه
إذاعـــةً وانتظِـــر الأديبـــا
واســتَجلِها مـن البـديع غـادةً
لا ترتضـى غيـرَ الهنـى مركوبـا
تسـتأنِفُ الشـمسَ إن تكن رديفَها
والبـدرَ عُجبـاً إن يَكُـن جنيبـا
تُراعهـا الجـوزاءُ في ارتقائِها
مــدَّت لهــا أنجُمهــا طُنوبــا
حمَّلتُهـا تحِيَّـةً تُـزرى يـدَ الـر
وضِ اصـطبحتِ الشـمال والجنوبـا
مصطفى بن أحمد باشا بن حسين بن إسماعيل بن برهان الدين الشافعي الدمشقي المعروف بالترزي.شاعر أديب، طبيب، كان أبوه أمير الأمراء، وتولى إمارة اللجون وغيرها، مولده ووفاته في دمشق، عرَّفه الغزي بالشاعر المجيد (الطبيب الفيلسوف) وأورد بعض نظمه وفيه قصيدة له في رثاء (صقر) تظرّف بها.