
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـدومٌ كمـا انهلّـت سـحائبُ أمطـارِ
وقـد أشـرقت منـه الريـاضُ بأزهارِ
حكـى الشـمسَ غبَّ الغيمِ أشرقَ ضوؤُها
ولاحـت علـى الـدنيا ببهجَـةِ أنوارِ
وســُرّت بـه الآفـاقُ شـرقاً ومَغرِبـاً
وأرّجهــا كالمســكِ فتَّتـه الـداري
وذاك قــدومُ السـيد الأعظـمِ الـذي
أتانــا كيُسـرٍ بعـدَ بُـؤسٍ وإعسـارِ
فكــان كطيـبِ الأمـنِ وافـى لخـائفٍ
وكـالنيّر الأعلـى به يهتدى الساري
فـأهلاً بـه مـن قـادمٍ قـدِم الهنـا
بلُقيـاهُ بـل رؤيـاه غايـةُ أوطارى
من القومِ إن هم فاخروا جاء شاهداً
لهـم محكَـمُ التنزيلِ من غير إنكار
وإن نَطَقــوا جـاءوا بـأبلَغِ حكمـةٍ
يليــنُ لهــا صـَلدٌ وجامـدُ أحجـارُ
وإن يَنتمــوا جــاءوا بكـلّ حُلاحِـلٍ
تُــذِلُّ لـه شـموسُ الملـوكِ بـإقرارِ
بنـى حسـنٍ أهـلَ العُلا مَنبَـعَ الهدى
أثِمَّــةَ حــقٍّ هــم بأصــدقٍ أخبـارِ
ميــامينُ غُــرٌّ مــن ذؤابـةِ هاشـمٍ
فهـم في دُجى الخطبِ المهولِ كأقمارِ
وأشــرَفُهم يحيـى الـذي شـَرُفَت بـه
دمشــقُ ونِلنـا فيـه أرفَـعَ مقـدارِ
فيـا ابـنِ رسـولِ الَلَـه وابنَ وصِيَّهِ
ومـن أنزَلَ القرآنَ في مدحِه الباري
إليــك اعتـذارى مـن كلالِ قَريحـتي
لجـورِ زمـانٍ فيـه قـد قَـلَّ أنصارى
ولكـنّ لـي فـي مـدحِكم خيـرَ قُربـةٍ
بهـا اللَـهُ يعفو عن عظائمِ أوزاري
لقــد مـزَج الرحمـنُ ربّـي ودادَكـم
بقلـبي وسـمعي والفـؤادِ وإبصـاري
وواللَـهِ مـا وَفّيـتُ بالمـدحِ حقّكـم
ولـو طلَـع الجـوزا نتـائجُ أفكاري
لآلِ علـــيٍّ فـــي الأنــامِ تــوَجُّهي
ومَــدحُهم وردي ودينــي وأذكــاري
وهُنّيــتَ بالعيــد السـعيد وعـائدٌ
عليـك بمـا نـالوا بـه خيرُ أبرارِ
فــإنّ العُلا تســموا بكـم وكَفـاكُم
عُلاً أنكـم ملجـا الأنـامِ مـن النارِ
ولا زِلــتَ ذا عمــرٍ طويــلٍ مُؤيّـداً
مَـدى الـدهرِ مـا هبّت نسائم أسحارِ
مصطفى بن أحمد باشا بن حسين بن إسماعيل بن برهان الدين الشافعي الدمشقي المعروف بالترزي.شاعر أديب، طبيب، كان أبوه أمير الأمراء، وتولى إمارة اللجون وغيرها، مولده ووفاته في دمشق، عرَّفه الغزي بالشاعر المجيد (الطبيب الفيلسوف) وأورد بعض نظمه وفيه قصيدة له في رثاء (صقر) تظرّف بها.