
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـرك الجبـال الشـم قاعاً صفصفا
مــن وعـده ووعيـده مـا أخلفـا
متقاضـــياً ميراثــه مستشــهداً
سـمر العـوالي والصفيح المرهفا
تغفـو عيـون الطـامعين نفوسـهم
عـن نيـل مـا طلبوا وكلا ما غفا
جمع الجيوش إلى المغاور لو أتى
للحـرب قبـل جيوشـه فـرداً كفـى
لا يســـتقر الــدارعون لبطشــه
حسـب الرمـاد بعاصـف أن ينسـفا
دأب المؤيّـد أن يسـل على العدى
سـيفاً وحسـب رقـابهم أن تقطفـا
ترضــى ملـوك الأرض أيسـر حقهـا
منـه وتفـرح مـن وفـاه باللفـا
العاقـد الرايـات لـم يك زاجراً
طيـــراً بمســرحها ولا متعيّفــا
بحبــائس للحــرب ليـس حبائسـا
تمسـي وتصـبح فـي المراكز عكفا
قـامت عقـاب المنجنيـق وراءهـا
فأشــار مولانــا بــأن تتخلفـا
جمعــت جناحيهــا رمـدت عنقهـا
للسـير فـي أثـر الخميس وتزحفا
نـوءٌ يجلجـل مـن زبيـد رعده ال
سـاري فصـاب وصـاب غيثـاً وكفـا
حـتى إذا مـا السـيف بالغ خطوه
فيهـا وحثحثـه السـياق فأوجفـا
وجــرت سـيول مـن دم لـو أنهـا
مــاءٌ لكــان ربيعهـم الوصـيّفا
ورأوا مـن النيـران حـول قلاعهم
عـدد الكـواكب في السماء ونيفا
فتوجســــوا أنّ الطبـــول زلازلٌ
كـادت بهـم وبطـورهم أن تخسـفا
طرحــوا نفوســهم علـى أبـوابه
فعفـا ومثـل أبي المظفر من عفا
هربـوا إليـه منـه والتجأوا به
ولكـم أجـار الهـارب المتخوفـا
فأقـال عـثرتهم وعـاد بهـم إلى
ما أورثته بنو الرسول من الوفا
وأتـت عقـائل في الحجاب فجاورت
منـه الكريـم الطـاهر المتعففا
مـن لم يُمَدّ إلى الختا طرفاً ولم
يسـحب إلـى طـرق الفواحش مطرفا
يـدعون يـا سـلطان عفواً بالرضا
فأجـــابهم وأثــابهم وتعطفــا
عبد الله بن علي بن جعفر، أبو محمد، المعروف بالعفيف.شاعر يماني فحل، نعته الخزرجي بأديب اليمنين وشاعر الدولتين (الأشرفية والمؤيدية)، كان من كتاب الإنشاء في الدولة المؤيدية، وله مدائح كثيرة في الملك المؤيد، توفي في زبيد.