
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـواء علينـــا هجرهــا ووصــالها
إذا نكثـــت يومــاً ورثــت حبالهــا
ومــا برحــت ليلــى تجــود بوعـدها
ويمنـــع منـــا بـــذلها ونوالهــا
ويطمعنـــا ميعادهـــا فــي دنوهــا
ولا وصــــل إلا أن يـــزور خيالهـــا
أمــا منــك إلا عــذرة وتعلـل لطـال
علينـــــا عـــــذرها واعتلالهــــا
ســقام بجســمي مــن جفونــك أصــله
وقــوة عشــق نقــص جســمي كمالهــا
فــإن تســعفي صــباً يكـن لـك أجـره
بقربــك يــا مـن شـف جسـمي زيالهـا
ومـــا ذكرتـــك النفــس إلا تفرقــت
وعاودهــا مــن بعــد هــدي ضــلالها
ومـــا برحــت تعتــادني زفــرة إذا
طمعــت لهــا بـالبرء راث انـدمالها
ومــن عــبرات لا ينــي الـدهر كلمـا
دعــا للهــوى داع أجــاب أنـا لهـا
تصــدى الكــرى عــن مقلـتيّ فتنثنـي
دمـوع علـى الخـدين يهمـي انسـجالها
وكيـــف يـــؤاتي النــوم أو يطــرق
الكرى جفوناً بماء المقلتين اكتحالها
إذ قلــت أنســاها علـى نـأي دارهـا
تصــور فــي عينــي وقلــبي مثالهـا
ودويّـــة تـــردي المطايــا تنوفــة
يحــار القطــا فيهـا إذا خـب آلهـا
قطعــــت بفتلاء الـــذراعين عرمـــس
أمــون قواهــا غيــر بــاد كلالهــا
تــؤم بنــا ربــع المســلم حيـث لا
يخيــب لهــا ســعي وينعــم بالهــا
ولــولا جمــال الملــك مــا جئتهــا
ولا ترامــت صــحاريها بنـا ورمالهـا
إلــــى أســـرة لا يجهـــل النـــاس
قـدرها ويحمـد بيـن العالمين فعالها
إذا أشــــكلت دهمــــاء فــــالرأي
رأيهـا وإن راب خطـب فالمقال مقالها
أو اضـــــطرمت نـــــار الـــــوغى
بكماتها وطال عليهم حميها واشتعالها
تـــرى لهـــم بأســاً يقصــر دونــه
أســـود الشــرى قــدامها ونزالهــا
بأيـــديهم خطيـــة يَزَنيَّــة تســاقي
بـــــأكواب المنايــــا نهالهــــا
وبيـــض تقـــد الـــدارعين صــوارم
رهــاف جلا الأطبــاع منهــا صــقالها
وهـــم يطعمــون الضــيف مــن قمــع
الـذرى إذا نـاوحت نكباء ريح شمالها
فمـا لبنـي الصـوفي فـي النـاس مشبه
ذوي البـأس والأيـدي المهـاب مصـالها
ســما لهـم مجـد قـديم ورفعـة شـديد
عراهـــــا لا يخـــــاف انحلالهــــا
بنــي جعفـر فـي العـرب خيـر قبيلـة
ســما فــي نـزار فخرهـا واختيالهـا
تقابـل فيهـم مـن سـليم ذؤابـة كمـا
قـــابلت يمنـــى اليــدين شــمالها
أيـا ابـن علـي حـزت أرفـع رتبة إذا
رامهـــا مـــن رامهـــا لا ينالهــا
بـك الدولـة الغـراء تزهى على الورى
وحــق لهــا إذ أنــت فيهـا جمالهـا
ولــو أنهــا أمســت ســناء ورفعــة
ســماء علينــا كنــت أنــت هلالهــا
إذا مــا ذوو الشـحناء أمـوك خيبـوا
وعـــاد عليهــم بعــد ذاك وبالهــا
ســأظفر مــن دهــري بأرغــد عيشــة
بنعمـــاك إن فـــاءت علــي ظلالهــا
فمــا لــذوي الحاجــات عنــك تـأخر
لأنـــك عـــم المكرمـــات وخالهـــا
فــدونكها كالـدر لا مسـتعارة فينكـر
منهـــــا ضـــــعفها واختلالهـــــا
ولكــن نتــاج الفكـر عـذراء حسـنها
يــروق إذا شـان القـوافي انتحالهـا
فلا نعمـــــة إلا ومنــــك نــــواله
ولا مدحـــــة إلا إليــــك مآلهــــا
عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي، أبو الحكم.أديب، عالم بالطب والهندسة والحكمة، له (ديوان شعر) جيد، يغلب عليه المجون، سماه (نهج الوضاعة لأولي الخلاعة) وذكر فيه جملة من شعراء كانوا في دمشق كطالب الصوري ونصر الهيتي وعرقلة، ورثى فيه أنواعاً من الدواب والأثاث وخلقاً من المغنين، وهو أندلسي الأصل، من أهل المرية، ولد باليمن، واشتهر ببغداد، وكان طبيب المارستان في معسكر السلطان السلجوقي، حيث حل وخيم، وتوفي في دمشق.