
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدارَ علينـــا مــن مراشــفه خمــرا
وأطلـعَ مـن زهـر الثنايـا لنـا زهرا
وهـــزَّ علينـــا مــن تمايــل قــده
رشـيق التثنـي يخجـل الصـعدة السمرا
وفـي فرقـهِ والفـرعِ والـوجهِ إذ بـدا
أرى الناسَ خيط الصبح والليل والبدرا
وأهيــفَ صــاحٍ مـن جـوى الحـبِّ قلبـه
ثنــى عطفــه حـتى حسـبنا بـه سـكرا
يضــرّمُ مــاءُ الحســنِ نيــرانَ خــدهِ
ولــم أرَ مــاءً قبلـه يضـرمُ الجمـرا
هـو البـدرُ أسـرى في دجى الليلِ شعره
فمــا غــاب إلاّ والقلــوبُ لـه أسـرى
عهـدنا محـل المسـك فـي الظـبي سـرةً
إلـى أن رأينـا المسـك فـي خده سطرا
ولــــو أنَّ هاروتــــاً رآه ببابـــلٍ
لأصــبحَ مــن أجفــانه ينفـثُ السـحرا
أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن الخطاب الربعي الموصلي، أبو الطيّب شرف الدين ابن الحلاوي. شاعر، من أهل الموصل، فيه ظرف ولطف، وفي شعره رقة وجزالة، رحل في البلاد ومدح الخلفاء والملوك، ودخل في خدمة الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ولبس زيّ الجند، وتوجه معه إلى بلاد العجم للاجتماع بهولاكو، فمرض ومات في الطريق.وترجم له البهاء الإربلي في التذكرة الفخرية قال: (شرف الدين بن أحمد بن الحلاوي الشاعر الموصلي الشاب الحسن، شاعر برز في حلبة الآداب، ورمى أغراض البيان فأصاب، ودعا حسن المعاني فأجاب، له شعر أحسن من نظم العقود وأرق من حلب العنقود، بخاطر أمضى من السيف الصقيل، وذهن أجرى من السيل في صبب المسيل، وبديهة حاضرة تكاد تسبق لمع البرق، وتصوب صوب الودق، رأيته، رحمه الله، وهو شاب حسن حلو الحديث عذب الكلام دمث الأخلاق كثير النادرة توفي سنة ست وخمسين وستمائة بتبريز)