
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهلا بصــاحب هــذا المولـد النبـوي
مقابـــلِ الطـــرف الأمــيّ والأبــوي
أهلا بميلاد مولــــود بـــه كمُلَـــت
بُشــرى البشــائرِ للبـادي وللقَـرَوي
أهلا بميلاد مــن لــم يحــك مولــده
مـــن الظـــروف مكــانِيٌّ ولا ملــوى
أكــرم بهــا ليلــةً غــرّاء مسـفرةً
عـن غُـرّةٍ فـي محيّـا الضئضىء القصوى
أكــرم بهــا ليلــةً غــرّاء ضـاحيَةً
فيهــا يتيمــةُ سـمطِ اللؤلـؤُ اللأوي
أكــرم بهــا ليلــة غــرّاء مظهـرةً
سـرّ الوجـود الـذي فيـه الوجود طوى
أكــرم بهــا ليلــة غــرّاء مطلعـة
شـمس الضـحى بسـماء المطلـع النبوي
أكــرم بهــا ليلــةً غــرّاء منتجـةً
نتيجــةَ العــالمِ السـفلى والعلـوى
هــي الــتي عــرف الكهّـانُ أن لهـا
شــأناً مـتى لاح فيهـا للنجـومِ هـوى
يـا ليلـة المولـد الميمـون طـالعه
طـوى زمانـك مـن فيـه الزمـان طـوى
طـوى الـذي طـوى السـبع الطبـاق له
طيّــا وزيّــا لـه بسـط البسـاط زوى
لـولاك مـا أنـزل الـذكر الحكيم ولا
الـدين القويم ولا ما في الصحاح روى
ولا وعـــاه ابــن مســعود ولا أنــسٌ
ولا رواه أبــــو داوود والنــــووي
ولا روى قــــارىء صـــحت قراءتُـــه
حرفـا مـن المقـرإ الزيـدي والأبـوي
لــولاك مـا اسـتنبط الأحكـام مجتهـدٌ
ولا اســتبان حلالُ الــبيع مـن ربـوى
ولا أقيمـــت مـــن الإســلام قاعــدةٌ
ولا بـــدا فضــلٌ ســُنّي علــى حشــى
ولا أبـــــان بيــــانيّ معــــانيه
ولا نحــا النحــو نحــويّ ولا لغــوى
لــولاك لـم يغلـب الـروم الغلاب ولا
ملـــوك ساســـان تيمــيّ ولا عــدوى
لــولاك مـا جمعَـت جمـعُ الحجيـج ولا
أمنـوا لرمـي جمـار الموقـف المنوي
لـولاك مـا جعلـت بشـرى المسـيح ولا
فــدى الذبيــحُ ولا أيـوبُ مـن بلـوى
فكــم أفــدت صـديقاً أو أبـدتّ عـدّى
وكــم أعنــت ضـعيفا أو أهنـت غـوى
وكــم جلبــت إلــى الأعـداء عاديـة
وكــم نهبــت لهـم مـن جامـلٍ وشـوى
وجحفَــل مــن صــحاب المصـطفى صـبُر
علـى اقتحـام الظبا بالمأزق الوغوي
قـد عوّضـوا لثـمَ بيـض الهنـد مصلتَةً
مـن لثمـةِ المبسـم الظلمـي والظموي
مـــن كــل أروع بســّام إذا كلَحَــت
عـونُ الحـروب لـه عـن فاهِها الشغوي
مدَجّــــجٍ كالســــَبَنتي لا يســـاوِرُه
مـــن الأســـود كـــرائي ولا شــروى
يـدعو الـورى بـدعاء المصـطفى لهـم
إلـى صـراط مـن الـدين الحنيـف سوى
يـا ليـت أنـى إليـه جبـتُ فيـح فلا
للجــنّ باللَيــلِ فــي حافـاتهن دوي
بكُـــل تاجيـــة خوصـــاء طاويـــة
يخـوض ءال المـوامى ءالهـا الحنـوي
كأنهــا حقــب جــأب طالمــا جـزَأت
بـالروض حـتى رماهـا بالقنا السفوي
صــامت وصــام أســابيعا ينهنههــا
حــتى لقـد طـويت مـن صـومها وطـوى
والمــاء يرصــده غرثــان مـن ثغـل
يـرى القنيـص إذا يبـدو صـفيف شـوى
حتّــى أحُــطّ لــدى مغنــاه أرحُلَنـا
فاســتطيب ثــواءً حيــث طــاب ثـوى
ألقـى عصـا السير لا أنوى الإياب إذا
كـان الإيـابُ مـن الـزور الرفاق نُوى
خــذها إليــك ربيــعٌ بنـت ليلتِهـا
زهــراءَ شــاذيَةً مـن زهـرك الشـذوي
عــذراء معربــةً عــن عـذر صـاحبها
في الحال ان لم تفه بالمنطق الضفوي
مــا اسـطاع حاكـةُ صـنعاء صـناعتَها
ولـــم يحكهـــا ربــاطيّ ولا ســلوى
وافــت تقبـل إثـر النعـل مـن خفـرٍ
ترجـو القبـول بجـاه المولد النبوي
سيدي محمد بن الشيخ سيديا الأبييري.علامة أريب، ولغوي أديب، وشيخ تصوف، كان شاعراً مجيداً، من خيرة شعراء البلاد. نشأ في نعمة عظيمة، وكلاءة جسيمة، ولما ميز بين الحي واللي، وفرق بين النشر والطي، استجلب له أبوه المؤدبين والمتأدبين، وكان يعلمه الكرم كما يعلمه العلوم، ويدقق في محاسبته على ما يبدو منه في عنفوانه حتى سما ونبل، ولما مات والده الشيخ سيدي، جلس مكانه، فما تغير شيء مما كان يجريه أبوه على الناس، إلا أن مدته لم تطل، فإنه عاش بعده سنة واحدة.