
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا ذا التقى وذا النفى
يـا ابن الصغير المفلق
أراك تنحــــو طرقـــا
لمثلهـــا لــم تســبق
فيهــن ترقــى مرتقــى
مــن شــعرك المختلــق
أعيـى الفصـاح الحـذّقا
وهـــم صــحاح الأســؤُق
لا عجــــب ان خرقــــا
عـــاد لعبـــد متقــى
فتحــت بابــا مغلَقــا
وســّعت منــه الطرقــا
حــتى فككــت السـربقا
عــن كــل عــان موثـق
أطلقتــــه إذ وثّقـــا
إذ ليـــس بـــالمنطلق
كمــا النبِــيُّ اطلقــا
ســبي بنــي المصــطلق
وإذ أخــــذت قلقــــا
كالعضـب صـافي الرونَـق
مـــــذرّبا ملقلقــــا
فمـــن يبــارزك بقــى
لقرنـــــه مشــــبرَقا
مختضــــبا بــــالعلق
فعــل علَـيّ فـي اللقـا
بــالقرن يـوم الخنـدق
وإذا رأيـــت فيلقـــا
جــرد القـوافي السـبّق
ركبــت بيــن الرفقــا
متــن العقــوق الأبلَـق
وهـو الـذي لـن يسـبقا
لكـــونه لـــم يخلــق
لـو أن ربـي ذا البقـا
أحيــا أبــا الشـمقمق
وبعــــث الفرزدقــــا
ورافـــــع المحلّــــق
ثــم اســتعان خرنقــا
ذات اللســـان الــذلق
فكلهـــم لــن ينطقــا
لأنّــــه لــــم يطـــق
فالصــمت كــان أليقـا
إذ البلا بــــــالمنطق
ربــع القريــض خلقــا
والــروح منــه زهقــا
حــــتى رددت رمقــــا
فـــي شــلوه الممــزّق
وبحــــره إذ عمقــــا
فـــي لجــه المنــدفِقِ
ضــــربته فانفلقــــا
وصــــرت فــــوق زورق
وإذا أتـــى ليلحقـــا
بـــك جهـــول يغـــرق
كمـــا جــرى واتّفَقــا
لملـــك مصــر الأحمَــق
إذ جــاء يقفــو حنقـا
كليــــم رب الفَلــــق
سيدي محمد بن الشيخ سيديا الأبييري.علامة أريب، ولغوي أديب، وشيخ تصوف، كان شاعراً مجيداً، من خيرة شعراء البلاد. نشأ في نعمة عظيمة، وكلاءة جسيمة، ولما ميز بين الحي واللي، وفرق بين النشر والطي، استجلب له أبوه المؤدبين والمتأدبين، وكان يعلمه الكرم كما يعلمه العلوم، ويدقق في محاسبته على ما يبدو منه في عنفوانه حتى سما ونبل، ولما مات والده الشيخ سيدي، جلس مكانه، فما تغير شيء مما كان يجريه أبوه على الناس، إلا أن مدته لم تطل، فإنه عاش بعده سنة واحدة.