
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَزَيــنَ نِســاءِ العــالَمينَ أَجيـبي
دُعـــاءَ مَشــوقٍ بِــالعِراقِ غَريــبِ
كَتَبــتُ كِتــابي مـا أُقيـمُ حُروفَـهُ
لِشـــِدَّةِ إِعــوالي وَطــولِ نَحيــبي
أَخُــطُّ وَأَمحــو مــا خَطَطـتُ بِعَـبرَةٍ
تَســُحُّ عَلــى القُرطــاسِ سـَحَّ غُـروبِ
أَيـا فَـوزُ لَـو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني
لِطــولِ شــُجوني بَعــدَكُم وَشــُحوبي
وَأَنـتِ مِـنَ الـدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت
فَلَيتَــكِ مِـن حـورِ الجِنـانِ نَصـيبي
سـَأَحفَظُ مـا قَـد كـانَ بَيني وَبَينَكُم
وَأَرعــاكُمُ فــي مَشــهَدي وَمَغيــبي
وَكُنتُــم تَزينــونَ العِـراقَ فَشـانَهُ
تَرَحُّلُكُــــم عَنـــهُ وَذاكَ مُـــذيبي
وَكُنتُــم وَكُنّــا فـي جِـوارٍ بِغِبطَـةٍ
نُخــالِسُ لَحــظَ العَيــنِ كُـلَ رَقيـبِ
فَـإِن يَـكُ حـالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم
فَــإِنَّ الهَــوى وَالـوِدَّ غَيـرُ مَشـوبِ
فَلا ضـَحِكَ الواشـونَ يـا فَـوزُ بَعدَكُم
وَلا جَمَـــدَت عَيـــنٌ جَــرَت بِســُكوبِ
وَإِنّــي لَأَســتَهدي الرِيــاحَ سـَلامَكُم
إِذا أَقبَلَــت مِــن نَحــوِكُم بِهُبـوبِ
وَأَســأَلُها حَمــلَ الســَلامِ إِلَيكُــمُ
فَــإِن هِــيَ يَومــاً بَلَّغَـت فَـأَجيبي
أَرى البَيـنَ يَشـكوهُ المُحِبـونَ كُلُّهُم
فَيـــا رَبُّ قَــرِّب دارَ كُــلِّ حَــبيبِ
وَأَبيَـــضَ ســـَبّاقٍ طَويــلٍ نِجــادُهُ
أَشـــَمَّ خَصــيبِ الراحَتَيــنِ وَهــوبِ
أَنــافَ بِضــَبعَيهِ إِلـى فَـرعِ هاشـِمٍ
نَجيـــبٌ نَمـــاهُ ماجِـــدٌ لِنَجيــبِ
لَحـاني فَلَمّـا شـامَ بَرقـي وَأَمطَـرَت
جُفــوني بَكـى لـي موجَعـاً لِكُروبـي
فَقُلـتُ أَعَبـد اللَـهُ أَسـعَدتَ ذا هَوىً
يُحــــاوِلُ قَلبـــاً مُبتَلاً بِنُكـــوبِ
سَأَســقيكَ نَــدماني بِكَـأسٍ مِزاجُهـا
أَفـــانينُ دَمـــعٍ مُســبَلٍ وَســَروبِ
أَلَــم تَــرَ أَنَّ الحُـبَّ أَخلَـقَ جِـدَّتي
وَشــَيَّبَ رَأســي قَبــلَ حيـنِ مَشـيبي
أَلا أَيُّهـا البـاكونَ مِـن أَلَمِ الهَوى
أَظُنُّكُـــــمُ أُدرِكتُــــمُ بِــــذَنوبِ
تَعـالَوا نُـدافِع جُهـدَنا عَن قُلوبِنا
فَيوشــِكُ أَن نَبقــى بِغَيــرِ قُلــوبِ
كَــأَن لَـم تَكُـن فَـوزٌ لِأَهلِـكَ جـارَةً
بِأَكنـــافِ شــَطٍّ أَو تَكُــن بِنَســيبِ
أَقــولُ وَداري بِــالعِراقِ وَدارُهــا
حِجازيَّـــةٌ فـــي حَـــرَّةٍ وَســـُهوبِ
وَكُــلُّ قَريــبِ الــدارِ لا بُـدَ مَـرَّةً
سَيُصــبِحُ يَومــاً وَهــوَ غَيـرُ قَريـبِ
ســَقى مَنـزِلاً بَيـنَ العَقيـقِ وَواقِـمٍ
إِلــى كُــلِّ أُطــمٍ بِالحِجـازِ وَلـوبِ
أَجَــشُّ هَزيــمُ الرَعــدِ دانٍ رَبـابُهُ
يَجـــودُ بِســـُقيا شــَمأَلٍ وَجَنــوبِ
أَزوّارَ بَيــت اللَــهَ مُـرّوا بِيَـثرِبٍ
لِحاجَــةِ مَتبــولِ الفُــؤادِ كَئيــبِ
إِذا مـا أَتَيتُم يَثرِباً فَاِبدَؤوا بِها
بِلَطـــمِ خُـــدودٍ أَو بِشــَقِّ جُيــوبِ
وَقولـوا لَهُـم يا أَهلَ يَثرِبَ أَسعِدوا
عَلـــى جَلَـــبٍ لِلحادِثــاتِ جَليــبِ
فَإِنّـا تَرَكنـا بِـالعِراقِ أَخـا هَـوىً
تَنَشــَّبَ رَهنــاً فــي حِبــالِ شـَعوبِ
بِــهِ سـَقَمٌ أَعيـا المُـداوينَ عِلمُـهُ
ســِوى ظَنَّهُــم مِــن مُخطِــئٍ وَمُصـيبِ
إِذا مـا عَصـَرنا المـاءَ فيـهِ مَجَّـهُ
وَإِن نَحــنُ نادَينــا فَغَيــرُ مُجيـبِ
تَــأَنَّوا فَبَكّــوني صـُراحاً بِنِسـبَتي
لِيَعلَــمَ مــا تَعنــونَ كُــلُّ غَريـبِ
فَــإِنَّكُمُ إِن تَفعَلــوا ذاكَ تَــأتِكُم
أَمينَـــةُ خَــودٍ كَالمَهــاةِ لَعــوبِ
عَزيـزٌ عَلَيهـا مـا وَعَـت غَيـرَ أَنَّها
نَــأَت وَبَنــاتُ الــدَهرِ ذاتُ خُطـوبِ
فَقولـوا لَهـا قـولي لِفَـوزٍ تَعَطَّفـي
عَلـــى جَســَدٍ لا رَوحَ فيــهِ ســَليبِ
خُـذوا لِـيَ مِنهـا جُرعَـةً فـي زُجاجَةٍ
أَلا إِنَّهــا لَــو تَعلَمــونَ طَبيــبي
وَسـيروا فَـإِن أَدرَكتُـمُ بـي حُشاشـَةً
لَهـا فـي نَـواحي الصـدرِ وَجسُ دَبيبِ
فَرُشـّوا عَلـى وَجهـي أُفِـق مِن بَليَّتي
يُــثيبُكُمُ ذو العَــرشِ خَيــرُ مُـثيبِ
فَـإِن قـالَ أَهلـي ما الَّذي جِئتُمُ بِهِ
وَقَــد يُحســِنُ التَعليـلَ كُـلُّ أَريـبِ
فَقولـوا لَهُـم جِئنـاهُ مِن ماءِ زَمزَمٍ
لِنَشـــفيهِ مِــن داءٍ بِــهِ بِــذَنوبِ
وَإِن أَنتُـمُ جِئتُـم وَقَـد حيـلَ بَينَكُم
وَبَينـــي بِيَــومٍ لِلمَنــونِ عَصــيبِ
وَصـِرتُ مِـنَ الـدُنيا إِلـى قَعرِ حُفرَةٍ
حَليـــفَ صـــَفيحٍ مُطبَـــقٍ وَكَــثيبِ
فَرُشّوا عَلى قَبري مِنَ الماءِ وَاِندُبوا
قَتيـــلَ كَعـــابٍ لا قَتيــلَ حُــروبِ
وفي الأغاني للأصفهاني عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أنه قال: رأيت نسخاً من شعر العباس بن الأحنف بخراسان، وكان عليها مكتوب: "شعر الأمير أبي الفضل العباس ".وفيه عن يموت بن المزرع أنه قال: سمعت خالي "يعني الجاحظ" يقول: لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاماً وخاطراً ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعراً لزم فناً واحداً لزومه فأحسن فيه وكثر.