
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الســــــــــراب الخــــــــــؤون والصــــــــــحراء
والحيــــــــــارى المشـــــــــردون الظمـــــــــاء
وليـــــــــالٍ فــــــــي إثرهــــــــن ليــــــــالٍ
ســـــــــــنة أقفـــــــــــرَت وأخـــــــــــرى خلاء
قــــــــلّ زادي بهــــــــا وشــــــــح المـــــــاء
وتـــــــــــولى الرفــــــــــاق والخلصــــــــــاء
كيـــــــف للنـــــــازح الحـــــــبيب ارتحــــــالي
وجناحــــــــــاي الســــــــــقم والبرحــــــــــاء
وجراحـــــــــي المســـــــــتنزفات الـــــــــدوامي
وخطـــــــــــاي المقيــــــــــدات البطــــــــــاء
ادركــــــي زورقــــــي فقــــــد عبــــــث الـــــي
م بـــــــــــه والعواصــــــــــف الهوجــــــــــاء
والعبـــــــاب العريـــــــض والأفـــــــق المــــــو
حـــــــــــش واللانهايـــــــــــة الخرســــــــــاء
أفـــــــق لا يحــــــد للعيــــــن قــــــد ضــــــا
ق فأمســـــــى والســـــــجن هـــــــذا الفضــــــاء
ســــــهرت ترقــــــب الصـــــباح وعيـــــن الـــــن
جـــــــم كلّـــــــت ومــــــا بهــــــا إغفــــــاء
عجــــــبي مــــــن ترقــــــبي مـــــا الـــــذي أر
جــــــو ولمــــــا يعــــــد لقلــــــبي رجــــــاء
وأنــــــــا مرهــــــــف المســــــــامع فيـــــــه
لـــــــي إلـــــــى كــــــل طــــــارق إصــــــغاء
التقينا كما التقى بعد تطواف على القفر في السرى انضاء
قطعوا شَوطهم على الدم والشوك وراحوا على اللهيب وجاءوا
فــي ذراعــيَّ أو ذراعيــك أمــن وســلام ورحمــة ونجـاء
وعلــى صــدرك المعــذب أو صـدريَ حصـن وعصـمة واحتمـاء
كـم أناديـك فـي التنـائي فترتـد بلا مغنـم لـي الأصـداء
وأناديــك فـي دمـائي فتنسـاب علـى حسـرة لـدي الـدماء
وأناديـك فـي التـداني ومـا أطمـع إلا أن يستجاب النداء
باسـمك العـذب أنـه أجمـل الأسـماء مهمـا تعـددت أسـماء
لفظـة لا تـبين تنطلـق الأقـدار عـن قوسـها ويرمي الفضاء
وهــي بيــن الشــفاه نـاي وتغريـد وطيـر وروضـة غنـاء
وهـي فـي الطـرس قصـة تـذكر الأحبـاب فيها وتحشد الأنباء
صــدفة ثــم وقفــة فاتفــاق فاشــتياق فموعــد فلقـاء
فقليــل مــن الســعادة لا يكمـل فيـه ولا يطـول الهنـاء
فحنيـــن فلوعــة فــاحتراق فجحيــم وقــوده الشــهداء
مــــــا بقــــــائي وأجمــــــل العمـــــر ولّـــــى
وانتظـــــــاري حـــــــتى يحيـــــــن الشـــــــتاء
يطلـــــع الفجـــــر مرهقـــــاً شـــــاحب النـــــور
عليـــــــــــــــــه الكلال والإعيـــــــــــــــــاء
وبنفســــــــــي دب المســــــــــاء وحـــــــــل ال
ليــــــل مــــــن قبـــــل أن يحيـــــن المســـــاء
زرتنـي كـالربيع فـي مـوكب الزهـر لـه روعـة وفيه رواء
ولــــــك الــــــوجه أومــــــض الحســـــن فيـــــه
والتقـــــــى الســـــــحر عنـــــــده والــــــذكاء
وشــحوب كظــل خمــر وللنـدمان تجلـو شـحوبها الصـهباء
ولـك الجيـد أتلعـا أودع الصـانع فيـه من قدرة ما يشاء
قـدَّ مـن مرمـر وشعشـعه الفجـر بـورد وصـب فيـه الضـياء
وأنـا الطـائر الذي تصطبي نفسي السماوات والذرى الشماء
راشـني صـائد رمـاني فأدمـاني وولّـى الجاني وعاش الداء
مرحبـاً بالهوى الكبير فإن يبق وإن تسلمي يطب لي البقاء
فهـو القمـة الـتي تهـزم المـوت ولا يرتقي إليها الفناء
مــرّ يـومي كأمسـه مسـرحاً تعـرض فيـه الحيـاة والأحيـاء
آدم كالقــديم قلبــاً وتفكيــراً ولكــن تبــدل الأزيـاء
لــــــــم يحــــــــل طبعـــــــه ولا ذات يـــــــوم
لبســـــــــت غيــــــــر نفســــــــها حــــــــواء
والنضـار المعبـود قـدس وقربـان ورب والشـهرة الجوفـاء
والحطـــــــام الفـــــــاني عليــــــه اقتتــــــال
والأمـــــــــــاني بريقهـــــــــــا إغــــــــــراء
وســـــــــفين تمـــــــــر إثــــــــر ســــــــفين
والريـــــــــــاح للــــــــــذات والأهــــــــــواء
والغيـــــــــــوب المحجبــــــــــات رحــــــــــاب
تعبــــــــت فــــــــي رموزهـــــــا الحكمـــــــاء
عنـدها المرفـأ المؤمـل والشـطّ المرجّـى والصخرة الصماء
مــرّ يـومي كأمسـه وأتـى لَيـلٌ بهيـج تـزف فيـه السـماء
قـــــد جلـــــت فيـــــه عرســـــها كـــــل نجــــم
قــــــــدح يســــــــتحم فيــــــــه الضــــــــياء
لــم تــزل تســكب السـلاف وللأقـداح فيهـا تجـدد وامتلاء
لـم تـزل حـتى هـوّم الحان نعسان وأغفى البساط والندماء
غيـر نجـم فـي جـانب الليـل يقظـان لـه روعـة بها وجلاء
ذاك نجـم الحـبيب منـي لـه الشـّوق ومنه الوميض والإيماء
كـم أغنيـه بـالحنين كمـا غنـت علـى فرع غصنها الورقاء
وذراعــــــــي فــــــــي انتظـــــــارٍ وصـــــــدري
فيــــــــه بالضـــــــيف فرحـــــــة واحتفـــــــاء
موقــــــــداً للغريــــــــب نـــــــار ضـــــــلوعي
فعســــــــى للغريـــــــب فيهـــــــا اهتـــــــداء
لــــــــم خليتنــــــــي وباعــــــــدت مســـــــرا
ك ومــــــــــالي إلــــــــــى ذراك ارتقـــــــــاء
بالــــــذي فيــــــك مــــــن ســـــنا لا تـــــدعني
فيــــــــم هــــــــذا المطـــــــال والإبطـــــــاء
مــــــا ترانــــــي وقــــــد ذهبــــــت بحظــــــي
أخطــــــــأني مــــــــن بعـــــــدك النعمـــــــاء
وانتهـــــــى بعـــــــدك الجميـــــــل فلا فـــــــض
لٌ لمســــــــــــد ولا يـــــــــــدٌ بيضـــــــــــاء
ومشـــــــى الحســـــــن فـــــــي ركابـــــــك والإح
ســــــــان طــــــــراً والغـــــــرة الســـــــمحاء
حســــــنات كــــــانت يــــــد الـــــدهر عنـــــدي
فــــــــــــــــانطوت بــــــــــــــــانطوائك الآلاء
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.