
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـل للـذين بَكَوا على شوقي
النــادبين مصـارع الشـُّهبِ
والهفَتــاهُ لمصـر والشـَّرق
ولدولـــة الأشــعار والأدبِ
دنيـا تَقَـرُّ اليـومَ في لحدٍ
وصـحيفةٌ طُـويت مـن المجـدِ
ومُسـافرٌ مـاضٍ إلـى الخلـد
ســـــَبَقَتهُ آلاءٌ بلا عَــــدِّ
هـذا ثَـرى مصرَ الكريمُ وكم
أكرمتَــهُ وأشــدتَ بالـذكرِ
يلقـاك في عطفِ الحبيبِ فنم
في النور لا في ظُلمةِ القبرِ
كـم مـن دفيـنٍ رحـتَ تحييهِ
وبَعثتَــهُ وكَففــتَ غُربَتَــهُ
فاحلـل عليـه مكرَّمـاً فيـه
يــا طالمـا قَدَّسـت تُربتَـهُ
يـا نـازلَ الصـحراء موحشةً
ريَّانــةً بالصــمت والعـدمِ
سـالت بهـا العبرات مجهشةً
وجَـرت بهـا الأحزان من قدمِ
هــذا طريــق قـد ألفنـاهُ
نمشــي وراءَ مُشــَيَّعٍ غــالِ
كـم مـن حـبيب قـد بكيناهُ
لـم يُمـحَ مـن خلـدٍ ولا بالِ
وكــأنَّ يومـك فـي فجيعتـه
هـو أول الأيـامِ فـي الشَّجنِ
وكأنَّمــا البـاكي بـدمعتهِ
مـا ذاق قبلـك لوعةَ الحزنِ
فاذهب كما ذهب النهار مضى
قـد شـيَّعَته مـدامعُ الشـفق
واغرب كما غرب الشعاع قضى
رفّـت عليـه جوانـح الغسـق
مــا كنــت إلاَّ أمـةً ذهَبـت
والعبقريَّــة أمَّــةُ الأمَــم
أو شــُعلة أبصـارنا خلبـت
ومنــارة نُصـبَت علـى عَلَـمِ
يـا راقداً قد بات في مَثوىً
بَعُـدَت به الدُّنيا وما بَعُدَا
أيـن النجوم أصوغ ما أهوى
شـعراً كشـعرك خالـداً أبدَا
لكـنَّ حزنـي لـو علمـت بـه
لـم يُبـقِ لي صبراً ولا جُهدَا
فاعـذر إلـى يـومٍ نفيك به
حـقَّ النبـوغ ونذكر المجدَا
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.