
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل تــأمرينَ فأفتــدِي وأقيـكِ
لـو كـان فـوق الـروحِ ما يفديكِ
أمســيتُ أقلَـقَ راقـدٍ فـي مضـجعٍ
وكــذلكَ يمســي مَـن يفكِّـرُ فيـكِ
مستعرضــاً صـوَرَ الهـوى وفصـولَه
مـن كـلِّ ثـاوٍ فـي النهـى متروكِ
مــن محــزنٍ مشـجٍ ومـن مسـتنهضٍ
جبلاً وَهَــى مــن عزمـيَ المـدكوكِ
وقــديمِ ســرٍّ فـي هـواكِ كتمتُـه
أبـــداً وآخــرَ ظــاهرٍ مهتــوكِ
ولَــرُبَّ آمــالٍ عليــكِ حبســتُها
وخشــيتُ لـو تبـدو قِتَـالَ ذويـكِ
كـالطيرِ لـو كـانت تطيـرُ لأسرعت
ظمآنــةً نحــو الحيــاة بفيــكِ
أطلقتُهــا وفككـتُ عنهـا قيـدَها
حــتى بلغتُـكِ بـالمنى المفكـوكِ
فــدنوتُ حـتى إذ ضـممتُكِ باكيـاً
وجعلــتُ حولــك هالــةً تحميــكِ
فـإذا الخيـالُ مكذَّبٌ وإِذا الفؤا
دُ معـــذَّبٌ عبثــت بــه أيــديكِ
ولقـد مرضـتِ فرحـتُ أشـقَى ذاكـرٍ
يبكـــي لأجلــكِ كلمــا ذكــروكِ
جندُ السقامِ وتلك جندُك في الهوى
مــن أيّ عهــدٍ أصــبحت تغــزوكِ
يـا زهرتي لم أدرِ هل عَرَقُ الضنى
هــذا عليــكِ أم النـدَى يعلـوكِ
ولقـد ظمئتِ فكـدتُ أبـذلُ مـدمعي
لــو كنــتُ أعلــم أنـه يرويـكِ
ووددت لــو أنَّ الحيــاةَ تحـولت
مـــاءً وإنــي ماءهــا أســقيكِ
لكــنَّ تلــك حيــاةَ صــبٍّ بـائسٍ
عَــرَفَ الـردى ممـا يكابـدُ فيـكِ
ملئت بكـــاء فاســتحالت مُــرّةً
فغــدت كمثــلِ الـدمعِ لا تغنيـكِ
رفقــاً بمهجـتي الـتي تـدرينها
قفــراً رمـاه الحـظُّ مـن واديـكِ
وَضـَعَت بسـاحتِكِ الرجـاءَ وأقسـمت
بـــــالحبِّ والإِخلاصِ لا تعــــدوكِ
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.