
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليلــى أَبعـدُكِ أم جفـاؤكِ أفـدحُ
والمـوتُ فيـكِ أم الجنـونُ الأربح
عجبــاً لقلـبٍ هيـضَ فيـك جنـاحُه
وثـوى بـه نَصـلُ الندامـةِ يذبـحُ
ومضـَى الحِمـام يدبُّ فيه فإن جَرَت
ذكــراكِ طـارَ إليـكِ وَهـوَ مجنَّـحُ
لهفـي علـى الناقوسِ بين جوانحي
وعلــى بقيــةِ هيكــلٍ لا تصــلحُ
لا فــرقَ بيــن أنينِــه ورنينـه
وصـداه فـي وادي المنيَّـةِ أوضـحُ
يـا قلـبُ صـهباءُ الهـوى وبساطُه
وكؤوســُه المتجاوبــاتُ الصــُدَّحُ
وقـفٌ علـى متنقليـنَ علـى الهوى
يبغــون مــن لـذَّاتِه مـا يسـنحُ
متبـــدلينَ مـــوائداً وأحبـــةً
مــا خـابَ مِـن حـبٍّ فـآخرُ يفلـحُ
فـــالحب آســـيه وراءَ عليلــه
فيهــم وبلسـمُه علـى مـا يجـرحُ
يـا قلـبُ ويـحَ ثباتِنَا ماذا جنى
أتـرى شـعاعاً فـي الدجنَّـة يُلمَحُ
يـا أيهـا الحـبُّ المقـدَّسُ هيكلاً
ذاقَ الــردى مـن عابـديك مُسـَبِّحُ
كــثرت ضــحاياه وطــال قيـامُه
وصــيامه فمــتى رضــاءَك تَمنـحُ
يـا دوحـةَ الأرواحِ يُحمَـدُ عنـدها
فيــءٌ ويعبــد زهرُهَـا المتفتـحُ
أينــالُ ظلَّــكِ والرعايـة عـابثٌ
بجلالــكِ البــادي وآخــرُ يمـزحُ
ويــبيتُ يُحرَمــهُ قتيــلُ صـبابةٍ
قَضـَّى الحيـاةَ إلـى ظلالِـكَ يطمـحُ
ليلـى حببتُـكِ كالحيـاةِ وذقت في
ناديــكِ كأســاً بالأمـاني تطفـحُ
فتكسـرت قـدحُ المنـى ورجعـتُ مِن
ســقمِ الهــوى وهزالِــه أترنَّـحُ
نزل الستارُ على الروايةِ وانقضت
تلـك الفصـولُ وفُـضَّ ذاك المسـرحُ
فــالآنَ يــا ليلــى سـلامَ مـودِّعٍ
بــان خيالُــكِ ليـسَ عنـه يـبرحُ
يجزيـكِ عـن قلـبٍ ذوى نبتُ المنى
فيــه وفـارقه الربيـعُ المفـرحُ
عمــراً ســيلبثُ رهـنَ حبِّـكِ كلـه
يُمسـي علـى ذكـراكِ فيـه ويُصـبحُ
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.