
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــتُ للبحـرِ إذ وقفـتُ مسـاء
كــم أطلـتُ الوقـوفَ والإصـغاءَ
وجعلــتُ النسـيمَ زاداً لروحـي
وشــــربتُ الظلالَ والأضــــواءَ
وكـــأنَّ الأضـــواءَ مختلفــاتٍ
جعلـــت منــكَ روضــةً غنَّــاءَ
مـرَّ بـي عطرُهَـا فأسـكرَ نفسـي
وسـرى فـي جـوانحي كيـفَ شـاءَ
فــاطَّرحتُ الهمــومَ والأعبــاءَ
ونســيتُ العــذابَ والبرحــاءَ
وكـــأني أرى بعيــن خيــالي
سـاهرَ المقلـتين يغضـي حيـاءَ
وكــأن الوجـودَ لـم يحـوِ إلا
حُســنَه والطبيعــةَ الحســناءَ
نشـوة لم تطل صحا القلبُ منها
مثـلَ مـا كـانَ أو أشـدّ عنـاءَ
إنمــا يفهـم الشـبيهُ شـبيهاً
أيهـا البحـر نحـنُ لسنَا سواءَ
أنـتَ بـاقٍ ونحـن حَرب الليالي
مزقتنـــا وصـــيرتنا هَبــاءَ
أنـت عـاتٍ ونحـنُ كالزَّبَدِ الذا
هـبِ يعلـو حينـا ويمضـي جفاءَ
وعجيــبٌ إليــكَ يمَّمــتُ وجهـي
إذ مللــتُ الحيــاةَ والأحيـاءَ
أبتغـي عندك التأسي وما تملكُ
ردَّا ولا تجيــــــبُ نـــــداءَ
كــل يـوم تسـاؤلٌ ليـت شـعري
مَــن ينبِّــي فيحســنُ الأنبـاءَ
مـا تقولُ الأمواجُ ما آلم الشم
سَ فـــولَّت حزينـــةً صـــفراءَ
تركتنــا وخَلَّفَــت ليــلَ شــكٍّ
أبَـــدِيٍّ والظلمــةَ الخرســاءَ
يا لهذا الجلالِ والأبدِ المجهولِ
يــــزدادُ حيــــرةً وخفـــاءَ
روعتنــي ضــآلةُ النـاسِ فيـه
فبكيـــتُ الحيــاةَ والأحيــاءَ
وبكيـتُ الغـرورَ والأمـلَ الـوا
سـعَ والسـخطَ والرضـا والرياءَ
مـا تُرجِّيه ريشةٌ في مهب الريحِ
تَلقـــى الإعصـــارَ والأنــواءَ
مـا يرجيـه ذلـك القبـسُ الخا
بــي وشـيكاً كـأنه مـا أضـاءَ
والخَيـالُ الـذي تـراءى وولَّـى
غيــرَ وانٍ كــأنه مـا تـراءى
نحــن ألعوبــةُ القضـاءِ ومـن
يملـك أمـراً ومـن يردُّ القضاءَ
ولعــلَّ القضــاء يســخر منـي
حيـن أبكـي ومـا عرفتُ البكاءَ
فليـدعني القضـاءُ أبكـي لأشفى
لـم تَـدَع ذلـةُ الهـوى كبرياءَ
لاح خلــفَ الـدموعِ وجـهُ حـبيبٍ
لا أرى غيــرَه لقلــبي عــزاءَ
قلـتُ للقلـبِ جـاءَ ريـك فانهل
كـم ظمئنـا فمـا وجدنَا الماءَ
لـم تُثِبنَـا الحيـاةُ إلا بهـذا
حســبنا وجهُـه الجميـل جـزاءَ
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.