
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علــى عــاتقيه رزايـا الـدهور
فلا تعجبــــن لظهــــر حُنــــى
رزايــا أزالــت نضــارة وجــهٍ
فلا يُســــــتفَزُّ ولا ينثنــــــى
فــأين الســرور وأيـن الرجـاء
وكـــــل بهيــــج ومستحســــن
وأيــن الهمــوم وأيـن الغمـوم
وكــل شــعور بهــا قــد فنــى
فمــن دسَّ فيــه ســموم الخمـول
وأطفــأ منــه الضــياء السـنى
أهــذا بــراه إلــه البرايــا
ومـن قـاس ذا الكون شبراً فشبرا
أهـــذا خلاصـــة كـــلّ الوجــو
د عميــد الخلائق بــرّاً وبحــرا
إمــام النجــوم ومحصـى النجـو
م وجـالى الغـوامض بطنـاً وظهرا
أهـــذا عنـــاه إلــه الســما
ء أهــذا قضــاه فــأحكم أمـرَا
بـــوجه كئيـــبٍ وظهــرٍ حــديبٍ
وعقــــلٍ عقيـــمٍ ورأىٍ ســـقيم
خلاصـــة ظلـــم وزبـــدة غــرم
وعنـــوان كـــلّ وضــيعٍ أثيــم
ولكــن فـي الصـخر نـاراً وفيـه
بـــوادر شـــرٍّ وهـــمٍّ مقيـــم
ولا بـــدَّ للنــار مــا تلتظــى
وللشـــرُّ عقـــبى لكــلّ ظلــوم
فــأين الملائك منــه وقــد صـا
ر عبــداً لرفــشٍ وعبــداً لفـاس
وأيــن العلــوم وأيــن الفنـو
ن مبـادى الحسـاب وحكـم القياس
جمــال الريــاض وظــلّ الغيـاض
وســجع الطيــور وحــبّ الأنــاس
عصــورُ المظــالم فيــه تجلَّــت
وقــد شـاب فـوداه ممَّـا يقاسـى
عظــام مــن الظلـم لانـت فأضـّت
جمـوع مـن الجـور بـاتت تنـادى
ملــوك الأنــام قضــاة الزمـان
بمــاذا تجيبــون يـوم المعـاد
أهــــذا وديعـــة ربّ الســـما
ء يـبيتُ علـى مثـل شـوك القتاد
بجســـمٍ ضـــئيلٍ ووجــهٍ كئيــبٍ
رفيــق الوحــوش حليـف السـهاد
بمـــاذا يقـــوَّم ظهــر حنــاه
بمــاذا تنيــرون وجهـاً عبوسـا
وأى فــــؤاد يلاقـــى ســـروراً
ولـم يلـق فـي العمـر إلاّ نحوسا
بمــاذا تزيلـون ذكـر المحـازى
وقـد عمَّـت الأرض مـن قبـل موسـى
مخــازٍ تــوالت وصــالت فصـارت
على اللحم دوداً وفي العظم سوسا
يعقوب بن نقولا صروف.عالم بالفلسفة والرياضيات والفلك، من أئمة المترجمين عن الإنكليزية، ولد في قرية الحدث بقرب بيروت، وتعلم ببيروت في الجامعة الأميركية، وامتاز بالرياضة والفلسفة، واشتغل بالأدب، وله نظم جيد، وعلّم في صيدا وطرابلس وبيروت، وأصدر مع فارس نمر وشاهين مكاريوس، مجلة (المقتطف) سنة 1876 وانتقلوا بها إلى مصر سنة 1885 وكانت من أرقى المجلات العلمية العربية، أخرج منها الدكتور يعقوب واحداً وسبعين مجلداً، وشارك في إصدار جريدة (المقطم) سنة 1889 وصنف وترجم عدة كتب، منها (سر النجاح- ط)، و(بسائط علم الفلك- ط)، و(الحرب المقدسة- ط)، و(الحكمة الإلهية- ط)، و(سير الأبطال والعظماء- ط) شاركه في ترجمته عن الإنكليزية فارس نمر، و(فصول في التاريخ الطبيعي- ط)، و(الحلى الفيروزية في اللغة الإنكليزية- ط)، ونشر في المقتطف بحثاً طويلاً في (نوابغ العرب والإنكليز) قارن فيه بين المعري وملتن، وابن خلدون وسبنسر، وصلاح الدين وريشار قلب الأسد.وله نحو عشرين قصة، منها (فتاة الفيوم- ط)، و(أمير لبنان- ط)، و(فتاة مصر- ط)، قال خليل ثابت: كان محققاً باحثاً، أضاف إلى ثروة اللغة العربية ألفاظاً واصطلاحات علمية عديدة ابتكرها أو نحتها أو استخرجها من المظان المجهولة وساقها في عرض مقالاته في الفلسفة والأدب والتاريخ.