
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عفــت اليــراع سـاءَمةً وفـرارا
مــن بــادراتٍ تلجــم الأفكـارا
وخرجــت فــي ليـل كـأَن نجـومهُ
احقــاق فصــفور أصــابت نـارا
جبـتُ الجزيـرة لا أرى لـي مؤنساً
والنيــل حــولي لا يزيـل أوارا
حـتى بـدا نـور الصـباح فشـمتهُ
نــور الهــدى فـاتيثهُ محضـارا
وطلبـت عـن هـذا الوجـود وسـرهِ
كشـفاً يزيـح عـن الوجـود ستارا
فأجــابني ســرُّ الوجـود صـحيفة
طـويت فقلـتُ انشـر امنـت عثارا
فتشــتُ عـن سـر الوجـود وقصـدهِ
وســأَلتُ عنـهُ النطـس والاحبـارا
طـالعتُ مـا كتبـوا فما من مقنع
وكتبـت مـا قـالوا فلسـتُ أُمارى
أسـماك هـذا النيـل لا تحصى وفي
تاريخهــا قــد جـازت الادهـارا
عاشـت ومـاتت بيـن حـبٍّ أو قلـىً
تحنــو وتقســو لا هـوىً لا ثـارا
حربـاً وسـلماً واعتـداءً واحتكـا
مـاً لا تـرى منهـا لهـا انصـارا
وطــوائف الأحيــاءِ يعـي وصـفها
قــسَّ البيـان وعـدُّها المقـدارا
مــن مثـل مكـروب حقيـر لا يـرى
أو مثــل تمسـاح طـوى الأنهـارا
والنيـل قُـل مـا شئت في تعظيمهِ
نهــر جـرى كـي يـدرك الابحـارا
لـو الـف نيـل جُمّعـت مـا ماثلت
مــن اوقيــانوس واحـد معشـارا
بحـــــر خضــــمٌّ والخلائق ملئهُ
تبغـي البقا والى الفنا تتبارى
كـانت كذلك في العصور الغابرات
المبقيــات علـى الصـفا آثـارا
منهــا تولَّـدت الصـخور وطالمـا
قلــب غــدا صـخراً ومـاءٌ غـارا
والطيـرُ فـي أنواعهـا وضـروبها
ســامت ذكــاءَ تحلُّقــاً ومطـارا
أســرابها تغــدوم وتقطـع رُحَّلاً
خـوف الـردى والى الردى تتجارى
ونبـات هـذي الأرض مـن أرز إلـى
زوفــا يبيـد وان يعـش اعصـارا
فعلام هـــذا الخلـــق إن كــان
الفناءَ مصيرهُ والناس فيهِ توارى
فأجــابني رِكــز خفــيٌّ قــائلاً
اسـمع وقـل قـولي امنـتَ عثـارا
هـــذي الخلائق كلهـــنّ دقــائقٌ
والكـون مـن مجموعهـا قـد صارا
والفـرد فيهـا ليـس من مجموعها
الاَّ هبـــاءً أو قـــذًى منهــارا
ورقــيُّ هــذا الكــون يســتدعي
انـدثار دقـائق ونفايـةً وبوارا
هــذهِ تعـاليم الفلاسـفة الأولـى
جعلـوا دجى الليل البهيم نهارا
أنمــوت فـي سـبل الرقـيّ ضـحيةً
ونصـير مـن أجـل الرقـي غبـارا
نـورَ الخلائق مصـدر النـور الذي
يهـدي الكواكب في السماء مدارا
إن لـم تنر عقل ابن آدم لم يجد
نـور الهـدى بـل زاد عنك نفارا
فاهـدِ أيـا نـور البصائر معشراً
تخــذوا الحقيقـة خلـةً وشـعارا
انضــوا عوامـل عقلهـم فتثلمـت
واسـتوقفوا المبغـى فزاد فرارا
ظُلَـمٌ ونـور العقـل قصـَّر عن هدىً
وبغيــر نــورك لا نشـيم منـارا
يعقوب بن نقولا صروف.عالم بالفلسفة والرياضيات والفلك، من أئمة المترجمين عن الإنكليزية، ولد في قرية الحدث بقرب بيروت، وتعلم ببيروت في الجامعة الأميركية، وامتاز بالرياضة والفلسفة، واشتغل بالأدب، وله نظم جيد، وعلّم في صيدا وطرابلس وبيروت، وأصدر مع فارس نمر وشاهين مكاريوس، مجلة (المقتطف) سنة 1876 وانتقلوا بها إلى مصر سنة 1885 وكانت من أرقى المجلات العلمية العربية، أخرج منها الدكتور يعقوب واحداً وسبعين مجلداً، وشارك في إصدار جريدة (المقطم) سنة 1889 وصنف وترجم عدة كتب، منها (سر النجاح- ط)، و(بسائط علم الفلك- ط)، و(الحرب المقدسة- ط)، و(الحكمة الإلهية- ط)، و(سير الأبطال والعظماء- ط) شاركه في ترجمته عن الإنكليزية فارس نمر، و(فصول في التاريخ الطبيعي- ط)، و(الحلى الفيروزية في اللغة الإنكليزية- ط)، ونشر في المقتطف بحثاً طويلاً في (نوابغ العرب والإنكليز) قارن فيه بين المعري وملتن، وابن خلدون وسبنسر، وصلاح الدين وريشار قلب الأسد.وله نحو عشرين قصة، منها (فتاة الفيوم- ط)، و(أمير لبنان- ط)، و(فتاة مصر- ط)، قال خليل ثابت: كان محققاً باحثاً، أضاف إلى ثروة اللغة العربية ألفاظاً واصطلاحات علمية عديدة ابتكرها أو نحتها أو استخرجها من المظان المجهولة وساقها في عرض مقالاته في الفلسفة والأدب والتاريخ.