
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّـي طَرِبـتُ إِلـى شـَمسٍ إِذا طَلَعَـت
كــانَت مَشـارِقُها جَـوفَ المَقاصـيرِ
شــَمسٌ مُمَثَّلَــةٌ فــي خَلـقِ جارِيَـةٍ
كَأَنَّمــا كَشــحُها طَــيُّ الطَـواميرِ
لَيسـَت مِـنَ الإِنـسِ إِلّا فـي مُناسـَبَةٍ
وَلا مِــنَ الجِـنِّ إِلا فـي التَصـاويرِ
فالجِسـمُ مِـن لُؤلُؤٍ وَالشَعرُ مِن ظُلَمٍ
وَالنَشـرُ مِـن مِسكَةٍ وَالوَجهُ مِن نورِ
إِنَّ الجَمــالَ حَبـا فَـوزاً بِخِلعَتِـهِ
حَــذواً بِحَــذوٍ وَأَصـفاها بِتَحـويرِ
كَأَنَّهـا حيـنَ تَمشـي فـي وَصـائِفِها
تَخطو عَلى البَيضِ أَو خُضرِ القَواريرِ
أُنبِئتُهــا صـَرَخَت لَمّـا رَأَت أَسـَداً
فــي خــاتَمٍ صــَوَّروهُ أَيَّ تَصــويرِ
يـا صـاحِبَيَّ إِلـى رُؤيـايَ فَاِستَمِعا
إِنّـي رَأَيـتُ لَـدى ضـَوءِ التَباشـيرِ
كَــأَنَّ فَـوزاً تُعـاطيني عَلـى فَـرَسٍ
إِكليــلَ رَيحـانِ فَغـوٍ كَالـدَنانيرِ
الحَمــدُ لِلَّــهِ هَـذا إِنَّهـا جَعَلَـت
فـي راحَـتي أَمرَها يا حُسنَ تَعبيري
إِنّــي لَمُنتَظِــرٌ رُؤيــايَ ذا أَمَـلٍ
وَالحُكــمُ يَـأتي بِتَقـديمٍ وَتَـأخيرِ
طـوبى لِعَينٍ رَأَت فَوزاً إِذا اِغتَمَضَت
وَقَــرَّتِ العَيـنُ مِنهـا كُـلَّ تَقريـرِ
لا تَهجُرينـي عَلـى مَـا بـي بِعَيشِكُمُ
إِنّــي لَتَرحَــمُ نَفسـي كُـلَّ مَهجـورِ
إِنّـي أَرانـي وَإِخواني قَدِ اِجتَمعوا
فـي مَجلِـسٍ بِأَعـالي الكَـرخِ مَحضورِ
بَكَيـتُ مِـن طَـرَبٍ عِنـدَ السَماعِ كَما
يَبكـي أَخـو غُصـَصٍ مِـن حُسـنِ تَذكيرِ
وَصـاحِبُ العِشـقِ يَبكـي عِنـدَ سَكرَتِهِ
إِذا تَجــاوَبَ صـَوتُ البَـمِّ وَالزيـرِ
يـا فَـوزُ لَـولاكِ لَـم أَنفَكَّ مِن طَرَبٍ
آوي إِلــى آنِســاتٍ كَالـدُمى حـورِ
يـا فَـوزُ أَهلُـكِ لامـوني فَقُلتُ لَهُم
أَدّوا فُـؤادي أَدَعكُـم غَيـرَ مَزجـورِ
اللَــهُ يَعلَــمُ أَنّــي ناصـِحٌ لَكُـمُ
جُهــدي وَلكِـنَّ سـَعيي غَيـرُ مَشـكورِ
لا يُبعِـدِ اللَـهُ غَيري حينَ قُدتُ لَكُم
نَفســي وَبِعتُكُــمُ صـَفوي بِتَكـديري
يـا أَهـلَ فَـوزٍ أَما لي عِندَكُم فَرَجٌ
وَيلـي وَلا راحَـةٌ مِـن طـولِ تَعزيري
يـا أَهـلَ فَوزَ اِدفِنوني بَينَ دُورِكُمُ
نَفسـي الفِداءُ لِتِلكَ الدور مِن دورِ
ظَلّـوا يَحُثّـونَ نَفسـاً وَهـيَ جامِحَـةٌ
حَتّـى إِذا يَئِسـوا قالوا لَها سيري
وفي الأغاني للأصفهاني عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أنه قال: رأيت نسخاً من شعر العباس بن الأحنف بخراسان، وكان عليها مكتوب: "شعر الأمير أبي الفضل العباس ".وفيه عن يموت بن المزرع أنه قال: سمعت خالي "يعني الجاحظ" يقول: لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاماً وخاطراً ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعراً لزم فناً واحداً لزومه فأحسن فيه وكثر.