
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَضـى الرِضـا فبكـاهُ الفضـل والأدبُ
وَأعــولت بعــدهُ الأشـعارُ والخطـبُ
مَضــى فـأخلا ربوعـاً كـان يَسـكُنها
فَهــا هـي اليـوم تبكيـه وتنتحـبُ
تنعـي خَطيبـاً لقـد طـابت أرومتـه
كريــم أصــلٍ لـه مـن هاشـم نسـبُ
أبــوه كـان خطيبـاً مصـقعاً لبقـاً
وَمنـه كـانت رِجـالُ الفضـل تكتسـبُ
وإنّــه كــان فـي علـمٍ وفـي عمـل
بحــراً خِضــمّاً وفيــه لؤلـؤ رطـبُ
وإن رقــى منــبراً يومـاً لموعظـة
فالنـاسُ تثنـي لهـا مـن حوله ركبُ
وذا اِبنـهُ حـاز من عليا أبيه عُلا
وَالفضـل أن يتسـاوى اِبـن بـهِ وأبُ
هــذي البلاد لهـم بالفضـل شـاهدةٌ
بــأنّهم خيــرُ قــومٍ ســادة نجـبُ
فــنُّ الخطابـة فيـه كـان منتهجـاً
وليـــس إلّا لــه يُعــزى وينتســبُ
إنّــي أســِفت علــى قـوم بيـوتهم
خَلـت وطـافَ عليهـا الحـزن والوصبُ
أرى عجـائب فـي الـدنيا تمـرّ بنا
وإنّمــا الــدهر دهــر كلّـه عجـبُ
كيــف المنيّــة منّـا سـيّداً خَطفـت
وكيـف فـي الـتربِ بدرُ التمّ يحتجبُ
وكيــف مِـن بعـده آثـارهُ اِندرسـت
وكـان فيهـا الهمام الماجد الحسبُ
فلا أرى أحـــــداً إلّا لرحلتـــــه
ينعــي لـه أسـفاً والقلـب منشـعبُ
هــذي منــابرهُ حنّــت عليـه شـجى
مُـذ غـاب عنها ومنها الدمع ينسكبُ
إنّــي لأرجــو مـن الرحمـن يُسـكِنُهُ
فـي الخلـدِ قَصـراً فنـاه واسع رحبُ
وفـي جـوارِ الحسـين السـبط منزلهُ
داراً تفيــض عليهــا دائمـاً سـحبُ
لأنّــه خــادم لاِبــن النــبيّ ومـن
يَحظـــى بخــدمتهِ إكرامــه يجــبُ
فــإن أقمتــم لـه حفلاً فـإنّ لكـم
أجـراً عظيمـاً وشـكراً أيّهـا العربُ
وأهـل بغـداد قـد قـاموا بواجِبهم
وغيـر إكـرام أهلِ البيت ما طلبوا
إلــى الغـريّ بـهِ سـاروا بجمعهـم
فشـــيّعوه وحفلاً للعـــزا نَصــبوا
وأنتــمُ اليــوم أبـديتم مسـاعدةً
حسـنى لمـن بعـده فـي بيتـه عقـبُ
لا غـــرو أنّهــم أبنــاء فاطمــة
وكلّهـــم لرســول اللّــه مُنتســبُ
وأنتــم الشــيعة المعـروف حبّكـم
لآلِ طـــه وفيكــم تكشــف الكُــرَبُ
هيّـا إلـى العلـم إنّ العلم مفخرة
وإنّــه لبنيــه المنهــل العــذبُ
وشــيّدوا مـا لكـم آبـاؤكم تركـت
وجــدّدوا مجـد أسـلافٍ لكـم ذهبـوا
إنّـي أرى ليـس غيـر العلم ينفعكم
لا المــال ينفعكــم كلّا ولا الـذهبُ
فَليحـيَ قـوم طريق العلم قد سلَكوا
وفـي الثقافـة والتهذيب قد رَغِبوا
مــا العلـم إلّا سـلاح يُسـتعان بـه
علـى الخطـوب إذا مـا حلّـتِ النُوبُ
وإنّ بــالعلم يســمو قـدر صـاحبه
علاً وتنحــطّ تعظيمــاً لــه الشـهبُ
يا قوم جدّوا لنيل العلم واِجتَهدوا
فــإنّ بــالعلم حتمـاً تُـدركُ الأربُ
قـد فـازَ بـالعلم أقوام لهم بُنِيَت
فـي هامـة الفخـر مـن آدابهم قببُ
فــإن يَمُــت جاهــل تُمحـى مـآثره
وإن يَمُــت عــالم تبقـى لـه كتـبُ
فـاِنظر إلـى سـادةٍ قزويـن أصـلهمُ
وإنّهـم مِـن رسـول اللّـه قد قربوا
بـالعلمِ سادوا على كلّ الورى شرفاً
وفـوق هـام السـهى أذيالهم سَحبوا
مِنهـم أبـو صـالح المهـدي سـيّدنا
مَـن للزِعامـة بيـن النـاس منتخـبُ
آبــاؤهُ الغـرّ أعلام الهـدى ولهـم
مِـن فضـلهم قد سَمَت فوق السما رتبُ
فَليــسَ فيهــم سـوى شـهم ومحـترم
وكلّهـــم للعلا والفخـــر منتخــبُ
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.