
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفَخــري هــذا فــي الـتراب مغيّـب
أمِ البـدر فـي هـذا الضـريح محجّـبُ
تحجّـب بـدرُ التـمّ فـي بقعـة الثرى
ومنــهُ المحيّــا عــاد وهـو مـترّبُ
أَفخــري مُــذ فـارقتَ شـعبك أصـبَحَت
عليـك بنـو العليـاء للـدمع تسـكبُ
أقـامَ لـك الشـعب العراقـيّ مأتمـاً
بنــوك وقَــد أضــحَت تنـوح وتنـدبُ
رَحَلــت ولســتَ اليـوم عنّـا براحـلٍ
وذِكـرك مـا بيـن الـورى ليـس يذهبُ
بنــو يعــربٍ أدمـت عليـك عيونهـا
وبعــدَك حزنــاً بالحـدادِ تَجَلببـوا
عجبــتُ وبالــدهر الخــؤون عجـائبٌ
فلا زلـــت مِـــن أفعــاله أتعجّــبُ
أيُصـبحُ عـن أوطـانهِ البـدر غائبـاً
وكيـفَ هلالُ السـعد فـي اللحـد يغربُ
يعــزّ علينــا يــا لقـومي فراقـه
علـى كـلّ فـردٍ فقـده اليـوم يصـعبُ
لئن غـابَ عنّـا كـوكب من بني العلى
فمِــن بعــده بـالأفق قـد لاح كـوكبُ
محمّــد النــدب العلـيّ أخـو العلا
عليــه لـواء الملـك بـالعزّ ينصـبُ
إِذا اِفتخَــرَ الأشـراف يومـاً بمفخـرٍ
فــإنّ لــه الفخــر المحجّـل يُنسـبُ
قــدِ اِعتَرَفـت كـلّ البرايـا بمجـدهِ
وأمثالهــا فــي مجـدهِ صـار يضـربُ
لَنـا عـن أخيـهِ النـدب أحسـن سلوة
بـهِ إِذ هـو المـولى العظيم المهذّبُ
فَمـا مـاتَ مـن أبقـى لنا خيرَ والدٍ
كريــم بِمَغنــاه الفخــار المطيّـبُ
وَحلـف العلـى عبـد الحميـد فتىً له
منــاقب جلَّــت ليــس تُحصـى وتحسـبُ
إِلـى الراحـلِ المغفـور منّـي تحيّـة
علــى روحــهِ أضــحَت تـروحُ وتـذهبُ
أكــرّر منــه الـذكر مهمـا ذكرتـهُ
نَعـم ذِكـرهُ كالمسـك بـل هـو أطيـبُ
فيـا أيّهـا الأمجـادُ يـا سادتي ألا
فَصــَبراً فـإنّ الصـبر بـالأجر يعقـبُ
وكيــفَ تضــمّ الأرضُ جثمــان ضــيغمٍ
لهيبتــهِ الأســد الضــراغم ترهــبُ
ويُمسـي عفيـراً فـي الثرى وهو الذي
تـرى الشـمس مِـن علياه تبدو وتغربُ
فَيــا راحلاً والصــبر قــوّض بعــده
وفــي القلــبِ نيـران غـدَت تتلهّـبُ
وَهادي الورى مَن قد نَمته إلى العلى
طـــواهر آبـــاء أكـــارم أنجــبُ
ولســتُ بناســي مــدح آل طباطبــا
فــإنّهم قــومٌ لــذي الـبيت أقـربُ
إمــام الـورى عبـد الحسـين وعمّـه
هـو الحسـن الزاكـي له العلم مكسبُ
وذاك الرِضـا المـولى التقـيّ معظّـم
لــه النســك دار والعبـادة مشـربُ
هـمُ السـادةُ الغـرّ الميامين فضلهم
علـى الـدهرِ بـادٍ ليـس يخفى ويحجبُ
يصـــدّقني كـــلّ الأنــام بفضــلهم
وَمهمــا أقُــل فيهــم فلسـت أكـذبُ
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.