
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للحمـامِ نَبَـت بهـا الأوكـارُ
أفَشـــَاقها الإنجـــادُ والإغــوارُ
هَـدَلت علـى هيـفِ الغصـون بِلَحنها
أم هاجَهــا مــن راقــد تِــذكارُ
تَبكـي بلحـنٍ مُطـربٍ مـن غيـر مـا
دمــعٍ وأبكــي والــدموع غــزارُ
هيهــات مـا بنـت الأراك ونوحهـا
مثلــي إذا مــا جنّــت الأشــجارُ
أنّــى تمــاثِلُني شــجىً وصــبابة
وَتَخــالَفت مــا بيننــا الأطـوارُ
وَلَقـد نَأى عنّي الخليط وفي الحشى
جَـــذَوات وجــدٍ دونهــنّ النــارُ
لـم أَنـسَ إذ سـمع الزمانُ بوصلهم
وَحَلا لـــي الإيـــراد والإصـــدارُ
بـانوا وبـانَ الصـبر يوم رَحيلهم
وَيسـيرُ منّـي القلـب أنّـى سـاروا
نَزَلـوا بـوادي المنحنى من أضلُعي
وَغَــدَت ســُويداء الفـؤاد الـدارُ
وَبِهـم لَقَـد غـدرَ الزمـان بفعلـهِ
وَكــذاك يفعــلُ دهرُنــا الغـدّارُ
الغــدرُ شــيمته كمـا فـي مسـلم
غَــدروا بـه وعليـه بَغيـاً داروا
وافــاهمُ بنيابــة اِبــن نـبيّهم
فغــدا لَهــم بقــدومهِ اِسـتهتارُ
كثُــرَ اِختلافهــم إليـه وبـايعوا
طَوعــــاً فلا كـــره ولا إجبـــارُ
وبيـومهم نكتـوا ولـم يـر مَن له
يهــدي الطريـق ومـا لـه أنصـارُ
فَــدعوه أن يُعطـي القيـاد مذلّـة
وَمحــال وهــو الضــيغم الكـرّارُ
لــم أنـس إذ حـاطت بـهِ أعـداؤه
وهــو الهزبــرُ الأشـوس المِغـوارُ
فنَضــا عليهـم مُرهفـاً مـن عزمـهِ
ولـــهَ رُؤوس الـــدارعين نثــارُ
ظنّــوا بــه يغـترّ عنـه أمـانهم
والكـــلّ منهـــم خــائنٌ غــدّارُ
وتقمّصــوا بــالزورِ عنـد ضـلالهم
بِثيـــاب خــزيٍ حشــوهنّ العــارُ
ســدّت بكثرتهـا الثغـور وأقبلـت
وَلهــا يقــادُ العســكر الجـرّارُ
حتّــى إذا دَنـتِ المنيّـة والقضـا
تجــري لــه فــي مسـلم الأقـدارُ
أردَوه بالبيضِ البواتر فوقها الس
ســمر الشــواجر فوقهـا الأحجـارُ
وهَــوى علـى شـفَتيهِ سـيفُ شـقيّهم
وَمــنَ الظمــا بحَشــاه شـبّ أوارُ
أخَـــذوا مهنّــده وشــدّ كتــافه
كَيلا يفـــوتَ لثـــائريهم ثـــارُ
دَخلـوا علـى اِبـن سـمية فيهِ وقد
غصـّت بقصـر أخـي الشـقا الكفّـارُ
فــأبى إبـاه بـأن يسـلّم صـاغراً
ذُلّا وأنّــــى يعــــتريه صـــغارُ
وأبــوه والشـرف الأصـيل عقيلهـا
والعـــمّ منــه حيــدر الكــرّارُ
لكنّهــم صــعدوا الطمـار عـداوةً
فيـــهِ وســلّ الصــارم البتّــارُ
قَتلـوه ثـمّ رَمـوه مِـن فوق البنا
فَهــوى وكـاد لـه السـما تنهـارُ
وَأمـضّ مـن هـذا بـأن وَضـَعوا بـه
حَبلاً وفــي الأســواق فيــه يـدارُ
وَبِرأسـهِ مِـن فـوق عـاليه القنـا
فيــه يطــاف البيــد والأمصــارُ
يـا راكِبـاً كومـاء تطـوي بيـدها
فـالبرقُ فيهـا فـي الوخيـد يعارُ
عــرّج علــى بطحــاء أعلـى مكّـة
وليغــدُ منـك الحـزن وهـو شـعارُ
وَإلـى الحسـين السـبط عرّج قائلاً
هــذا اِبــن عمّــك وزّعتـه شـفارُ
أَحُسـين لـو ترعـى بعينـك مسـلماً
فـي السـوقِ يسـحب حـوله النظّـارُ
والـرأس منـه علـى القنـاة مشهّر
قَسـراً وفـي البلـدان فيـه يُـدارُ
وَإلـى يزيـد قـد سـروا فـي رأسهِ
وَالشـــامِتونَ علاهـــمُ اِستبشــارُ
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.