
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَمـعُ المَحـاجرِ قد تفايضَ بالدم
لمُصــاب مظلـومين طفلَـي مسـلمِ
بـدران مِـن بيـت النبوّة أشرَقا
كالفرقَــدين بجنـحِ ليـل مظلـمِ
جـارَ الـدعيّ عليهمـا فـي سجنهِ
وَقَسـا ولَـم يعطـف ولـم يـترحّمِ
مَكَثـا بقعـرِ السجنِ عاماً كاملاً
وغَـــدا مصــيرُهما لرجــس ألأمِ
رقّـت لحالهمـا العجـوزُ وأفردت
بيتــاً لكــي تأويهمـا بتكتّـمِ
فإذا الشقيّ عليه قد غلب الشقا
يرجـو العطـاء مـنَ الدنيّ الآثمِ
لَــم يسـتقرّ وبـات يحـرس دارهُ
حتّـى تحـرّى مـا بهـا مِـن أرسمِ
فـإذا الشـقيقُ معـانق لشـقيقهِ
وهُمــا علـى خـوفٍ وقلـب مـوجمِ
فَــدَنا وشــدّ بحبلـه كنفيهمـا
ظُلمــاً كشـدّ عـرى وثيـق محكـمِ
وَرَمـى الحسـام لعبدهِ أن خُذهُما
نحــوَ الفـرات مبكّـراً لا تحجـمِ
فالعبـدُ حيـن رأى سـليلَي مسلم
ولّـى ولـم يـكُ حيـن ذاك بمقدمِ
ودَعـى لـذبحِهما اِبنـه فعصى له
أمــراً وللطفلَيــن لـم يتقـدّمِ
فَهُنــاك شــدّ عليهمـا بحسـامهِ
إذ لا مُعيــن ولا نصـير ولا حمـي
قـالا لـهُ يـا شيخ هل ترعى لَنا
صــغراً وقربـاً للرسـول الأكـرمِ
للسـوقِ خُـذنا ثـمّ بِعنا كَي بما
كَسـبت يـداكَ مـن التجارة تغنمِ
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.