
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا يـا لَيـتَ شِعري ما أَقولُ
وَقَـد ضـَنَّ الحَبيبُ فَما يُنيلُ
جَفـاني ثُـمَّ وَلّـى ظالِماً لي
وَفـي صـَدري لَـهُ حُـبٌّ دَخيـلُ
لِأَسـرَعَ مـا مَلَلتِ فَدَتكِ نَفسي
وَخُنـتِ وَلَيسَ يُعجِبُني المَلولُ
وَلَـولا حُبُّكُـم يـا فَوزُ دامَت
لَنـا بِـالحُبِّ وَاصـِلَةٌ بَـذولُ
عَمـي بَصَري فَلَيسَ يَرى جَمالاً
فَلَيـسَ عَلـى سـِواكِ لَهُ دَليلُ
لِأَنَّ هَـواكِ فـي صـَدري مُقيـمٌ
أَظُـنُّ هَـواكِ أَقسـَمَ لا يَـزولُ
يَظَـلُّ هَـواكِ مُرتَهِنـاً لِقَلبي
وَقَلـبي مِـن جَـوى حُـبٍّ يَحولُ
تَعَـرَّضَ بَحـرُ حُبُّـكِ لي مَعيناً
وَسـالَت مِـن هَـواكِ بِهِ سُيولُ
فَتَمنَعُنـي إِذا يَمَّمـت وَصـلاً
بُحـورٌ دونَ وَصـلِكِ أَو وُحـولُ
أَلَيـسَ مِنَ البَلِيَّةِ أَن أَراني
يُعَــذِّبُني بِكُـم شـَوقٌ طَويـلُ
وَأَنّــي فــي بِلادِكُـمُ مُقيـمٌ
وَلَيـسَ إِلـى لِقـائِكُمُ سـَبيلُ
وَأَنَّ الشـَوقَ قَد أَبلى عِظامي
وَلَيـسَ يَزورُنـي مِنكُـم رَسولُ
فِإِمّـا مُـتُّ مِـن شَوقي إِلَيكُم
فَقَبلـي مـاتَ مِـن شَوقٍ جَميلُ
أَرانـي حيـنَ أَشكو ما أُلاقي
أُجـورُ فَلا أُمَيِّـزُ مـا أَقـولُ
يَقـولُ عَواذِلي عَنكَ التَمادي
فَإِنَّـكَ مِـن هَـوى فَـوزٍ قَتيلُ
فَقُلتُ لَهُم دَعوا نُصُحي وَلَومي
فَـإِنّي حَيـثُ مـا مالَت أَميلُ
فَـإِنَّ القَتـلَ أَهوَنُ مِن بَلائي
وَقَتلـي في الَّذي أَلقى قَليلُ
وفي الأغاني للأصفهاني عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أنه قال: رأيت نسخاً من شعر العباس بن الأحنف بخراسان، وكان عليها مكتوب: "شعر الأمير أبي الفضل العباس ".وفيه عن يموت بن المزرع أنه قال: سمعت خالي "يعني الجاحظ" يقول: لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاماً وخاطراً ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعراً لزم فناً واحداً لزومه فأحسن فيه وكثر.