
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــد للــه الــذي أعطــاني
مــن سـبعة العلـم ومـا أولانـي
فــالعلم خيــر مــن أب وصـاحبِ
فراغـــبٌ فيـــه وغيــرُ راغــبِ
يـا طـالب العلـم السـني الحالِ
افهــم كلامــي واســتمع مقـالي
اطلـب هـداك اللـه مـن علومكـا
مـا يمنـح النـاطق مـن نـديمكا
فلـــن تنــال بغيــة الأوطــارِ
حـــتى تُعــالي طلــب الأحجــار
وتعــــرف الأرواح والأجســــاما
وتحكــم القــول بهــا إحكامـا
وتجمــع المفترقـات فـي النسـبْ
حــــــتى تصــــــيرها لأم ولأبْ
وتسـكن الـروح برفـق فـي الجسدْ
حـتى تـرى فيـه مقيمـاً قـد خلدْ
مـن بعـد مـا كنـت نقيـت عنهـا
أوســاخَها حــتى خليــت منهــا
وتـزوج الآبـق مـع مـا قـد ثبـت
بحــس رفــق منــك كيلا ينفلــت
ثــم إذا أزلــت عنهــا ظلهــا
وقـــد صــرفت عقــدها وحلهــا
ابدأ على اسم الله فاعرف ماهته
فإنهــا مــن جنســها كمــاهته
فــــإنه مـــن حجـــر ســـيال
مـــــدبر لنفســـــه فعــــال
مســـتخرج مـــن عنصــر كريــمِ
مســــتحدث مــــن أولٍ قـــديمِ
لــم تنــشَ فــي الأرض ولا سـماءِ
غــذاؤها الطــلُّ مــع الهــواء
مـــن أربــع مفترقــات تجمــعُ
وكلهـــا فـــي واحــد ســتجمعُ
ليــس إلــى شــيء سـواه تحـوجُ
فلا يضـــيقنَّ عليـــك المخـــرجُ
مـــا ثَــمَّ غيــر حجــر ومــاءِ
وحســــنُ تأليفــــكَ للأشـــياءِ
اخلطمهـــــا وأحســـــِنِ الأخلاط
وانحهمـــا القـــوة والنشــاط
حــتى إذا مــا مخضــا كالزبـدِ
واتحــدا مــن بعـد طـول الكـد
وصـار شـيئاً واحـداً فـي منظـرِهِ
كــالفم فــي ظــاهره ومكســره
أودعْــهُ فــي قعيـر بيـت مظلـمِ
ليـس لـه إلـى الهـوا مـن سـلَّم
فــذاك مبـدا الصـنعة الكريمـه
بينــة فــي الصــفة الحكيمــه
وخلهـــا فيــه زمانــاً لابثــه
مقيمــــةً ســــاكنةً ومـــاكثه
ليــس تراهــا أعيــن النظــارِ
محجوبـــة عــن نظــر الأبصــارِ
حــتى إذا مــا أخمــدت زمانـا
ورضــــيت مكانهــــا مكانـــا
تحضــــنها حــــرارة لطيفـــه
داخلـــة مـــن حجـــب كــثيفه
أبرزتهــا إلــى ضــياء الشـمسِ
ولـم تكـن مـن أمرهـا فـي لبـس
وذاك مــن بعــد تمــام الـوقتِ
وســـتة قــد ضــُربت فــي ســتِّ
فســــَقِّها ولِتْهــــا بالســـحقِ
بــالعنف منــك تــارة والرفـق
فاصــنع بهــا كمـا صـنعت أولا
ولا تكــن فــي أمرهـا مسـتعجلا
حــتى إذا مـا أنقِيـت أوسـاخُها
وكــان مــن ظلمتهــا انسـلاخُها
أعــدت رفقــاً روحهــا إليهــا
مــن بعــد مــا ضـممته عليهـا
فأصــبحت مــن بعــد مـوت حيّـه
محمـــودة أفعالهـــا مرضـــيه
فروِّهـا فـي العقـد أيضـاً ثانيه
فثـــمَّ يبـــدو ســرها علانيــه
إن الطريـــق للعيــون واضــحه
بينــــةٌ أعلامُهــــا ولائحــــه
وكلمـــا عاودتهـــا وزدتهـــا
جـاءت لعمـري فـوق مـا أردتهـا
حـــتى إذا أكملتهـــا ثلاثـــا
لـم تخـش مـن أفعالهـا التياثا
لــو كنـت فـي تـدبيرها رفيقـا
لــم تعــرف القرعـة والإنبيقـا
ولا الإشـــال فاحـــذر الإشــالا
فقـــد أضــل قبلــك الجهــالا
إيـــاك والزيبـــق والحديــدا
فليــس مــن عاناهمــا رشــيدا
ولا الزرانيـــخ ولا الكبريتـــا
فقــد بليــت إذ بهــا بليتــا
ولا النحــاس والرصــاص الأبرصـا
كلاهمــا أصــبح جســما ناقصــا
وإن وجــــدت هـــذه الأســـماء
قـد أطنبـت فـي ذكرهـا الأنبـاء
فإنهــــا موضـــوعة لغيرهـــا
فلا تكــن متحيــراً فــي أمرهـا
ثوبان بن إبراهيم الإخميمي المصري، أبو الفَيَّاض، أو أبو الفيض.أحد الزهاد العباد المشهورين، من أهل مصر، نوبيّ الأصل من الموالي، كانت له فصاحة وحكمة وشعر، وهو أول من تكلم بمصر في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، واتهمه المتوكل العباسي بالزندقة، فاستحضره إليه وسمع كلامه، ثم أطلقه، فعاد إلى مصر، وتوفي بجيزتها.