
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا فـي سـبيل المجـد مـا خلـد الدهر
بـذكر فتـاةٍ قـد تسـامى بهـا القـدرُ
فتــــــاة تحلـــــت بالشـــــجاعة
بينما تولى رجالَ السيف والدفعِ الذُعر
بســاحة مونتــارجي خليلــي فابكيـا
فرنســا فســتر العــز مزقـه الـدهر
ليــومٍ مـن السـبعين والحـرب بينهـا
وبيـن بروسـيا قـد تـوالى بهـا الشر
الا فــانظرا بيـن الربـى قصـر قـائد
عظيــم مهيـب قـد جـرى تحتـه النهـر
فهـذا هـو المغنـى الـذي كـان عامراً
بصــاحبه أمســى هـو المنـزل القفـر
غــدا خاويــاً والبــوم ينعـق حـوله
فطأطــأ رأســا كــان يرفعـه الكـبر
هـو الشـاهد البـاقي علـى مجـد ربـه
فكــم فــازَ فــي حــرب وكللـه نصـر
يقــول لملــك مـا هـون تعلـوه غمـة
برغمـك يـاذا العـزم قـد ظفـر الغدر
لقـد خانـك القُـوَّاد فـي سـاحة الوغى
فأنشــبَ فــي ســيدان مخلبـه النسـر
ألا أيهــا القصــر الـذي كـان سـعدهُ
تــدور علــى هــالاته الانجـم الزهـر
تزلزلـــت الجـــدران فيــك كانهــا
وربـــك مخـــذول تملكـــه القهـــر
جبــابرة الجرمــان فيــك تغلغلــوا
وفــي الشــرفات الخضـر رنحهـم سـكر
طغــى كبريـاءُ النصـر حـتى تشـامخوا
علــى رغــم عــز شــامخ لــك يفـتر
وقــد لطخــوا جـدرانك الـبيض نشـوة
بنقـش اسـم جرمانيـا ليبقى له الذكر
فـــبئس انتصـــار مهَّـــدته خيانــة
وبئس رجـــال مــن فعــالهم الخســر
أجنــديُّ جرمانيــا لــه الامــر كلـه
بقصــر فرنســا ويـح أهلـك يـا قصـر
فأيتهــا الاجــداث مــن كـل مـا جـد
طـواه البلـى اهـتزي فخيـر لك النشر
وأيتهـــا الارواح فــي عــالم العلا
الا ارتعــدي مقتـا فقـد نفـد الصـبر
تعـالي امنعـي العـار الـذي لطخت به
حياضـــك ايـــدي الغــادرين ولا وزر
ومـن يمنـع الرئبـال عـن نهـش صـيده
وهـل يسـمع المـوتى النداء أو القبر
الا ان للاعـــــداء عــــداً وعــــدَّة
وحــولاً وطـولاً قـد تـوالى بـه الظفـر
لهــم جــبروتٌ أرهـق المـدن والقـرى
فحـاقت بهـا البلـوى وأثقلهـا الضـر
وذا قصـر مـك مـا هـون اضـحى مروعـاً
يخــــالجه رعـــب ويشـــعله جمـــر
قـد اكتـظ بالجرمـان وهـو الـذي حوى
كمـاة فرنسـا الغـابرين الألـى كـرُّوا
واسـماؤهم فـي لوحـة الـدهر لـم تزل
يجللهــا الاكبــار مــا بقـيَ الـدهر
وســبعين يومــاً اطلـق الـدهر نحسـه
فجــاب بلاد الغــول يصــحبه الخســر
وقــد ضــل بالجنــد الفرنســي حظـه
ومــاء بــه مــن حيـث قـواده فـرّوا
ومــن خلفــه دار القيــادة تشــتكي
الـى مـن لـه مـن فـوقه النهيُ والامر
تملكهــا الجرمــان مــن غيـر عنـوةٍ
ولا فتـــح الابـــواب هــدم ولا كســر
ونــاموا كمـا يهـوون فـي كـل مضـجع
تمثــل فيــه العـز والمجـد والفخـر
وأشـباح مـن كـانوا الحمـاة عليهمـو
تطــل وفــي انظارهـا ارتسـم الزجـر
تصــيح ولكـن ليـس مـن يسـمع الصـدى
وظــــاهره صـــمتٌ وبـــاطنه جهـــر
وفيمـا بنـو الجرمـان يحصـون بينهـم
غنــائم دار ســادها البـاطش الغمـر
اذا بفتـــاة أقبلـــت فــي شــجاعة
تنـادي رئيـس الجنـد سـيمتها الطهـر
وكـان أبوهـا حـارس الـدار قـد مضـى
فـراراً ولـم تـبرح وكـان لهـا الفخر
فقــالت ألا يــا أيهـا الشـهم رحمـة
بقــوم جفــاهم ســعدهم ولــك الاجـر
فقــال غضــوباً بــل فكـوني دليلـتي
علـى خافيـات الـدار أو نالـك الضـر
أطيعـي فهـذا السـيف مـا زال مرهفـاً
فكــم فـل مـن رأس ومـا فلـه البـتر
فجــازت بـه بيـن المقاصـير وانثنـت
وقــد اغفلــت بابــا يجللــه ســتر
فقــال وهـذا البـال مـا زال مغلقـاً
فقــالت بلــى واعلــم بانــك مغـتر
فقاعــة مــك مـا هـون تبقـى مصـونة
ومــا دام حيــا لـن يدنسـها الغيـر
بلـى فاحترمهـا يا ابن برلين واحتشم
ولا ينزعـن عنكـم حلـى الشـرف النصـر
فغيـــظ بمــا قــالت وجــرد ســيفه
يقــول وهــذي غرفـتي وهـي لـي شـطر
فــاني أنــا الاقــوى وأمـرى بقـوتي
عليــك هــو الاعلــى ودونــي لا حجـر
لقــد هزمــت أبطالنــا مـك مهـونكم
وبــالامس فــي سـيدان أبطـاله خـروا
وأبصــرته فــي ربقــة الاسـر مثخنـا
واشــلاؤكم مــن حـوله مـا لهـا حصـر
الا فـــاعلمي انــي بحــولي وقــوتي
انــال ســريراً غــلّ صــاحبه الاســر
فصـــاحت بـــه لمـــا أراد بقــوله
مـــذلتها حــتى يهــون لــه الامــر
كـــذبت فمكمــا هــون حــي ودونــه
كمـاة الـوغى لـولا الخيانـة يـا غـر
ولــن يتخلــى اللَــه عـن أمـة بهـا
عزيـــز كريــم مثلــه وهمــو كــثر
لقــــد نصـــرتكم خســـة وخيانـــة
تصــيبون مــن شــريهما ولكــم وفـر
خـذوا اليـوم مـا تصـبو اليه نفوسكم
اذ اليــوم صــبرٌ عنـدنا وغـدا أمـر
وخيـــرٌ لقـــومي أن امـــوت ولا أرى
مدوسـاً بكـم بابـا لكـم دونـه الصدر
فمفتــاحه تفــديه روحــي ولـو غـدا
بكــل بقــاع الارض جســمي لــه نـثر
وحـــالت بجثمــان العزيمــة بينــه
وبيـن الـذي يهـوى وكـان لهـا النصر
فعــادَ زعيــمُ الجنــد وهـو مطـأطيء
لهــا رأسـه بـل عنـدها سـجد الفكـر
غــدت غرفــة المخــذول وهـي مصـونة
حــرام ولولاهــا لحــل بهــا النكـر
وصـــاحبها أمســى فخــوراً وشــاكراً
لعــزم فتــاة دون غيرتهــا الشــكر
ومـــن مثلهــا أدت فرنســا غرامــة
لبســمرك يومــاً ظـن لا يُجـبر الكسـر
تســابقن فــي بيــع الحلِّــي وانهـا
فــداء فرنسـا خيـر مـا يفعـل الحـر
فيـا مصـر هـاتي مثلهـا تبلغـى بهـا
علاك وتســتجلي بهـا المجـد يـا مصـر
عبد العزيز صبري الخياري.أديب شاعر، من أهل قرية (الخيارية) من الوجه القبلي بمصر.له (ديوان شعر - ط) الأول منه، و(أنفس الأعلاق في مكارم الأخلاق - ط) رسالة، و(زهرة الصبا - ط) و(تذكار الحجاز - ط) رحلته للحج سنة 1341هـ، و(زهرات وثمرات) مجموعة قصص شعري وأدب عصري فرغ من تأليفه في العشرين من رجب سنة 1343هـ.