
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن بلغـت الربـى وجزت الجبالا
يـا محـب الجمـال حـيّ الجمالا
تنشـر الشـمس فـي الصباح ضياء
مـن مزيـج اللجين بالتبر سالا
ينعــشُ الارض والســماء جميعـاً
ولـه افـترت الثغـور احتفـالا
يشــرح الصـدر كالبشـير بوصـل
مــن حـبيب بهجـره قـد أطـالا
اشـرق الزهـر فـي الرياض سناء
وشـدا الطيـر عنـده اسـتقبالا
قــــائلات رب الســـماوات راضٍ
عــن عطايــاه منحــة ونـوالا
تشـمخ الشـمس في السماء وترقى
ســـدَّة النـــور عـــزة وجلالا
يخســأ الطـرف دون مـا يتمنـى
مـن سـناها ولا يطيـق احتمـالا
فخــذوا فــي كمالهــا وعاهـا
مـن علا الخـالق الجليـل مثالا
فهـي تلقـي علـى القلوب شعاعا
مــن هــداه ســبحانه وتعـالى
سـرِّح الطـرف فـي الغروب تجدها
مــن وراء البحـار تهـوي كلالا
ثـم مـدت يـدا لهـا مـن شـعاعٍ
تطلـب العـون كي تجوز الجبالا
وبــدا طـرف ثوبهـا قـد تـدلى
وهـي تـدنو من الثرى استمهالا
فكــأن الجبــال قــد جـذبتها
بســنانٍ مــالت عليــه فمـالا
فتــداعت بــه ومـا زال يهـوي
وهـي تهـوي عليـه ثـم استحالا
وعفــا اللَـه عـن جـراءة طـرف
قــد تملــى بحســنها وتعـالى
حكمـة تلهم النهى ان دون اللَه
كــل الاشــياء تلقـى الـزوالا
يلبـس الكـون بعـدها ثـوب حزن
مـن صـياغ الدجى ويحثو الظلالا
ثـم أخفـى وجـه النهـار كئيبا
وهــو يبكـي طـيَّ الظلام فحـالا
كـان فيـه بعـض الضـياء فلمـا
هبـت الريـح فـي ثنايـاه زالا
فـترى الكـون مطرقاً فكأن الارض
قــبر يبكــي عليــه الجمـالا
مـن سـوى اللَه بدل الصبح ليلا
مــن ضـياء الـى الظلام تـوالى
رب ان الـــدجى ســتار كــثيف
فـارفع السـتر اجل ذاك الجلالا
وأبى اللَه أن يدوم اغتساق الل
يــل فينـا فقـد أضـاء الهلالا
رحمــة منـه لا تـدوم الليـالي
فـي دجاهـا ونعمـة لـن تـزالا
فـترى البـدر طاعـاً فـي شـفوف
مســفراً مــن لثــامه يتعـالى
فهــو للشــمس كالمثـال بحسـنٍ
قـد تحلـى بـه وبـان اعتـدالا
أو كتـاج عـن رأسـها طار ليلاً
لـم يـزل حولهـا يدور انتقالا
نحـن فـي نـوره اللطيف كما في
ضــوئها نبسـط الاكـف ابتهـالا
نشـكر الخـالق العظيـم على ما
مــنَّ بــل نســتزيده الافضـالا
عــدد جــلّ ناشــر النجــم رب
ليــس يحصــيهِ غيــره إجمـالا
يــا نجومـاً بـأي كيـف تسـنمت
بروجــاً ومــا علقـتِ الحبـالا
نثرتــك اليــد الخفيـة فيهـا
فكـأن الريـاح تـذرو الرمـالا
أو كـأن السـماء حقـل المعالي
وحصـــى النــور فــوقه يتلالا
انـت كالعقـد فـي يـد ذات لطفٍ
وهـي مـن قـدرة تفيـض الكمالا
نـزع الكـونُ ثـوبَ تلك الدياجي
فبــدا تحتــه الشـعاع وجـالا
فكـــــأن الظلام كــــان تلالا
تحجــب النـور فـامحت فتتـالى
أو كـرأس الجبـان في موقف الذ
عـر الـحَّ المشيب فيها اشتعالا
أو جنـود الرومـان هزت على ها
مـات جنـد الحبشان بيضا طوالا
وزهـا الفجـر في ربوع البرايا
وزكــت نســمة الريـاض شـمالا
وبشــير الصـباح يـزداد بشـرى
بســفور الغزالــة اســتقبالا
ســنراها علـى المـروج تهـادى
وســنغدو كــأمس أنعــمَ بـالا
كـم بعـرض الآفـاق مـن معجـزات
احكمتهــا يـدُ الإلـه اشـتمالا
إن فــي الليـل والنهـار لآيـاً
لا نـــاس لا يعمهـــون ضـــلالا
فتبــاركت يـا بـديع البرايـا
مالــك الملــك مبـدءاً ومـآلا
عبد العزيز صبري الخياري.أديب شاعر، من أهل قرية (الخيارية) من الوجه القبلي بمصر.له (ديوان شعر - ط) الأول منه، و(أنفس الأعلاق في مكارم الأخلاق - ط) رسالة، و(زهرة الصبا - ط) و(تذكار الحجاز - ط) رحلته للحج سنة 1341هـ، و(زهرات وثمرات) مجموعة قصص شعري وأدب عصري فرغ من تأليفه في العشرين من رجب سنة 1343هـ.