
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعيــنٌ بالســحر كــنَّ الســاحرات
أطفــأ المــوت سـناها بعـد حيـن
أطبقـــت أجفـــانهن الســـاهرات
فــي ظلام الشــك أطــرافُ اليقيـن
كـــنَّ فــي أرواحهــن الطــائرات
تنشــر الحكمــة والنـور المـبين
مـا مضت الا لتحيا في نعيم زاهيات
فيـــــه كالـــــدر النظيـــــم
قد أطلت من شبابيك السديم لترانا
أينمــــــا نحــــــن نقيـــــم
ونراهــا فــي المعــالي سـافرات
مشــرقات فـي حمـى الـروح الاميـن
أعيــنٌ لمــا خبـا فيهـا الضـياء
حجبـــت انســانها كــف القضــاء
واحتــوى الـروح غطـاء مـن سـناء
فغـــدت تطفـــح لطفـــاً وبهــاء
وبــدت بيــن العـوالي الزاهـرات
ســعدها باليقظــة الكـبرى مكيـن
هـي كـالفجر علـى الزهـر النضـير
وهــي كالايمــان للقلــب المنيـر
أو ضـياء الشـمس في اليوم المطير
فـــي جمـــال ســـرمدي لا يبــور
وخصـــــال كــــاملات ناضــــرات
هــــادئات كصــــلاة الخاشـــعين
كــم لهـا مـن خطـرةٍ فـوق الـثرى
كنســيم الــروض فـي الفجـر سـرى
اقبلــت تطــوي الفيـافي بالسـرى
كجنــاح الطيــر فـي الحلـم يـرى
تطــرق للصــب وخيــر الــزائرات
هـــذه الأرواح والليـــل ســـكون
تضــــرب البــــاب بكــــف الادب
وهــي خجلــى فــي ثنايـا الحجـب
يــا لهــا مـن زورة فـي الغيهـب
أطربـــت نفـــس محـــب الطـــرب
لــم تــزل تنعشــني بالمســكرات
فـي الهـوى حتى صحا الفجر الجنين
فمضــت فــي مهــل بيــن الغمـام
فرأتهــا العيــن فـي شـبه منـام
كـــدخان يمحـــي وهـــو ركـــام
أو كنـــزر يختفـــي طـــي الظلام
غــاب عــن عينــي بيـن العـبرات
بـاقي التـذكار فـي القلـب مصـون
ان للــــروح كلامـــا ذا معـــان
راعنــي بيــن أحــاديث الزمــان
صــوته نــاء وفــي الاســماع دان
ليــس كالاصــوات يصــطك المكــان
بــل لــه رنــة صــوت الزفــرات
يحتــويه اللطــف كالسـر الـدفين
خلتـــه وهـــو رنيـــن أو صــدى
هازجــا يســري بــه عـرض المـدى
باكيــــاً مســـتبكياً مســـتنجدا
زاد قلـــبي لوعـــة حــتى غــدا
مــدنفاً يعشــق تلــك الطــاهرات
ولـــه فيهـــا شـــؤون وشـــؤون
قــد خلا مــن كـل أسـباب الحبـور
واعــتراه فـي هـوى تلـك الثغـور
شــــجنٌ يعصـــره حـــتى يثـــور
موجعــاً مــن حســرة لا مـن ثبـور
كــم لــه مـن لـذة فـي الحسـرات
أذهلتــه عــن معانيهــا الشـؤون
أنصــتي فالصــوت صــوت الطــارق
فهـــو نجــوى للفــؤاد الخــافق
وهــو ذكــرى عهــد مــاض شــائق
مـــن حيـــاة أومضــت كالبــارق
روضـــها تزهــو بكــل الثمــرات
ورباهـــا جنـــة فيهـــا عيــون
وهــــو تـــذكار ســـلام مقبـــلِ
وجمـــــال كامـــــلٍ مســــتقبل
فـــي حمـــى دار اللطيـــف الاول
حيـــث جنـــات الكريــم الأكمــل
جــامع الاشــتات يــوم الغمــرات
حيـث ينسـى النـاس للماضي الشجون
فــانظري فالصــورة الاولــى بـدت
فهـــي مــرآة وذي الــروح غــدت
تجتليهـــا واســـمعيها ان شــدت
وانظــري فـي وجههـا لمـا اعتـدت
تكــأة المــوت شــعاع النّيــرات
لا يــراه غيــر عيــن المغمضــين
لا تراعــي بــل فقــومي واركعــي
وانـــدبي حـــظ فتــاك الالمعــي
انـــه يـــدعوك فـــوق المطلــع
والثمـــى عينـــي هــاتين وعــى
آيـــة الايمــان يــوم الغــدرات
مــا جـرى يجـري ومـا كـان يكـون
عبد العزيز صبري الخياري.أديب شاعر، من أهل قرية (الخيارية) من الوجه القبلي بمصر.له (ديوان شعر - ط) الأول منه، و(أنفس الأعلاق في مكارم الأخلاق - ط) رسالة، و(زهرة الصبا - ط) و(تذكار الحجاز - ط) رحلته للحج سنة 1341هـ، و(زهرات وثمرات) مجموعة قصص شعري وأدب عصري فرغ من تأليفه في العشرين من رجب سنة 1343هـ.