
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا مبلـغ مـا بيـن صـنعا إلـى مصر
مـن العـرب العربـا سـلاماً بلا حصـر
ومــن بعــد تبليـغ السـلام عليهـم
فأهـدى لهـم نصـحا صـحيحاً بلا نكـر
ألا إن ســلطان البســيطة لـم يـزل
حريصـا علـى الإسـلام مـن ملل الكفر
ولــولاه كــان الكفـر عـمّ ممالكـا
وطــمّ عليكـم سـالبا أحسـن العمـر
فبــادر بالجنــد الكــثيف إليكـم
لنفعكــــم لا للمشـــقة والقهـــر
وراحـــة مســـكين وغـــوث مــروع
وتــأمين ذي خـوف وردع ذوى الغـدر
ومـا بـادر السـلطان حرصـاً لمالكم
وجمـع حطـام فهـو كالعود في البحر
ومــا دخلكــم كـافٍ لخـرجٍ أمـوركم
وكــل بهــذا منكــم جهــرة يـدرى
أتــاكم مـن الحفظـى نصـحا مصـححا
سـليماً مـن الغـش المحقـق والغـدر
وإنـي بحمـد اللّـه قـد عشـت بينكم
كـثيرا وما خالفت ما قلت في السطر
وإن زور الحســـاد فـــي أســاطراً
فقـد نسـبوا المختار للكذب والسحر
وشــجوا لــه وجهــا وسـبوه عنـوة
وبعـض ثنايـاه تنـاهت إلـى الكسـر
وقـد أمـر المـولى إذا جـاء فاسـق
بأنبــائه أن يسـتبين أولـى الأمـر
فلمـا اسـتبانوا إننـي غيـر قابـل
أقاويـل أهـل الافـترا عظمـوا قدرى
بعفــوٍ وإن أبقيــت فـي دار غربـة
فقـد شـرح الرحمـن مـن فضـله صدرى
ولا ذنـب لـي فـي أرض قـومي وغيرها
سـوى البحث في علم الفوائد والنشر
وتعليــم ذي جهــل وإرشــاد طـالب
وتحكيـم هـذا الوحي بالطوع والقهر
ومــا رعرعـت قلـبي أقاويـل فاسـق
ولا زعزعـت نفسـي أقاويـل ذي الغدر
ومـــا ضـــرني ألا تفــرق شــملكم
فمـن ذاك أصـبحتم كخـط علـى البحر
ولــو أنكـم قمتـم لطاعـة مـن لـه
وجوب استماع القول في النهى والأمر
لكنتــم بخيــر فــي نعيـم وراحـة
ومـا كـان مقتـولا ولا كـان ذا أمـر
ولكــن لمــا فــرق اللّــه شـملكم
رأيتـم مـن الأهـوال قاصـمة الظهـر
ولا ســيما مــا بيـن صـنعا وريمـة
ومــا بيـن زهـران بيـن بنـى بكـر
وأمــا أراضــي الحجـاز ومـن بهـا
ففيهـا بنـو المختـار واسطة السطر
فمـا خـالفوا السلطان قدما ولا خفا
ولا فعلـوا شـيئا قبيحـا مـن النكر
وكيــف وهــم خيــر الأنـام ومنهـم
تنـورت الأكـوان فـي الـبر والبحـر
بحبهمـــو قلــبي ونفســي تــودهم
وهـم خيرتـي حـتى أوسـد فـي القبر
محبهــم الإيمــان قــد حــل قلبـه
ومبغضـهم يـدعى إلـى الخـزى والشر
ســفينة نـوح قـد نجـا راكـب لهـا
وتاركهــا لــم ينجــه أيمـا أمـر
وقـد أمنـوا تلـك البقـاع وطهـروا
معالمهـا فاسـمع إذا كنـت لـم تدر
رجــال كــرام مــن ســلالة هاشــم
ملـوك تعـالوا عـن جفـاء وعـن غدر
عليهــم سـلام اللّـه فـي كـل سـاعة
دوامـا مـدى الأفلاك فـي فلكها تجري
وأنعــم بمصــر لسـت أشـتم أهلهـا
هـي الأرض فـي ذكـر المناقب والقدر
فيـا مـن بقـى مـن نسـل أزد شنوءةٍ
ومـن غيرهـم عـودا عن الغي والنكر
ولا تســمعوا ممــن قتلتـم رجـالهم
وصـاروا حصـيداً كالهشـيم من النثر
قلـــوبهم ممـــا فعلتــم مريضــة
وإن طـال هذا العهد فالقوم في ذكر
وأنهـــم لمّـــا ســمعتم مقــالهم
تـبروا وقـالوا أنتـم قـدوة الغدر
وخـــابوا فقــد دلــوكم برثاثــة
حبــال عراهــا لا تمنـع مـن يـدرى
فعـودا إلـى الرحمـن فهـو الذي به
تقـوم معالى الدين في البر والبحر
وينصــر مظلومــا ويقمــع ظالمــا
وديـن ذوي الإسـلام يعلـو على الكفر
إليكــم بنـى قحطـان نظمـى مـذكّراً
قـديم عهـاد لسـت أنسـاه مـن عمري
وقولــوا لشــهران وهمـدان مثلمـا
ذكـرت لكـم مـن كـل نهـى ومـن أمر
وأوصـــيكموا أيضــا ونفســي أولاً
بطاعـة ذي الأحسـان في اللف والنشر
فمـن يطـع الرحمـن لـم يلـق كربـة
ولا نــاله تكــدير زيــد ولا عمــر
وكونـوا علـى التقـوى ككـف وسـاعد
تنـالوا لجمـع الشـمل خيرا بلا حضر
أمـا تنظـرون النحـل حال اجتماعها
نمـت عسـلا يشـفى العليـل من الصدر
ومـا كـان للـذبان عنـد افتراقهـا
سـوى الخزى والتدمير والذل والخسر
كفــى مثلا هــذا لمـن كـان عـاقلا
فلا تهملـوه فـي حيـاتي وفـي قـبري
ولا تسـمعوا من غرة القرد في الذرى
يحـوم مـع الغربـان في طيشة الفكر
يــود بــأن يلقــى بأفعـال نفسـه
سـرورا وهـذا قـائد الخـزى والضـر
فمــن ناطــح السـلطان كسـر قرنـه
وهــل ضـرر يلقـى أشـد مـن الكسـر
ونحــن بحمــد اللّــه تعــرف حقـه
قـديما وبالطاعـات للمرتضـى نـدري
ولكنـه قـد حـال مـا بيننـا الـذي
يحــق لنـا مـن ذاك واسـعة العـذر
وإلا فكـــل منكـــم عـــارف لـــه
فضــائله لكــن بليتـم مـن القهـر
ومــن يبلـه الكيـد الخئون بنكبـة
فمرهمـا التقـوى مـع الصدق والصبر
إليكـم أتـت تختـال فـي حلـل لهـا
مـن النصـح والإخلاص والنهـى والأمـر
أتتكـم مـن الـروم الـذي شاع صيته
بعيـد عـن الأهليـن فـي قبضـة الأسر
ولكننـــي والحمـــد للّــه صــابر
ولا أتمنــى فائتــاً مــدة العمــر
ولــي حســن ظــن أن يعجــل غـارة
علــي بفـك الأسـر مـن حيـث لا أدري
ومــا أنــا أشـتاق البلاد وأهلهـا
وإن إخـوتي كـانوا بهـا وبها أمرى
فمـا بلـدي أمـي ولا الـروم والـدي
ولا يمــنٌ عمــى ولا شــامنا صــهرى
ولا أتغنـــى بالبكـــاء لوصـــلها
ولا بالتشـكى فهـو بـالمبتلى يـدري
وإنـــي مــن قــوم كــرام أعــزة
منــاقبهم جلّـت عـن العـد والحصـر
ولكــن ذنــب يكنــت منــه مشـردا
سأغسـله إن عشـت فـي السرو والجهر
وإنــي بحمــد اللّــه معــترف بـه
ومـن لطفـه مـا زلـت فـي نعم تجرى
ولســت بـذي عيـيٍّ إذا كنـت سـاكنا
وإن ابتـدى بـالنطق كنـت بـه أدرى
وبـدء نظـامى والختـام اسـم ربنـا
تعـالى عـن الإشـراك مرتفـع القـدر
وأيضــا صــلاة والسـلام علـى الـذي
بـه تنجلـى الأهـوال في موقف الحشر
وآل كـــرام ثـــم صـــحب وتــابع
وتـابع إرشـاد إلـى منتهـى الـدهر
عليهـم صـلاة اللّـه مـا قلـت جهـرة
ألا مبلـغ مـا بيـن صـنعا إلـى مصر
أحمد بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر الحفظي، العجيلي، الشافعي.من مشاهير علماء رُجال ألمع، ومن أبرز شعراء الجزيرة العربية في عصره، مولده بقرية عثالف بوادي حلي، من أعمال تهامة عسير. نشأ في حجر أبيه، ثم ارتحل في طلب العلم إلى المخلاف السليماني والحجاز، وتتلمذ للقاضي عاكش الضمدي وغيره من علماء أبي عريش وضمد.ولما قمعت ثورة عسير سنة 1288هـ كان ضمن الأسرى الذين اقتيدوا إلى الأستانة، وأفرج عنه سنة 1293هـ، وعين مفتياً لمنطقة عسير منذ عام 1301هـ.له تآليف لا تزال مخطوطة في التاريخ والأدب والفقه والحديث، و(ديوان شعر) نعته بأنه في القياس على وزن ديوان أبي فراس.وفي كتاب (نفحات من عسير) و(شعاع الراحلين) مقتطفات من شعره، واشتهرت له خطبة ألقاها أمام الخليفة العثماني عبد العزيز بن محمود (انظرها في مجلة العرب (24/ 471) وفيها ترجمة موسعة للحفظي.