
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلام علــى دار الخلافــة والنصـر
ســلام ســليم ليــس يـدركُ بالحصـر
ســـلام علـــى أعلامهــا وربوعهــا
ومــن حــنّ للاسـلام والنهـى والأمـر
ســلام وهــل مــن ســامع لشــكيتي
فمنهـا تليـن القاسـيات مـن الصخر
وأعظــم تســليمي وأقصــى مــودتي
لمـن خلّـف الرحمـن في البر والبحر
أبـا يوسـف عيـن الوجـود ومـن لـه
تـدين البرايـا بالهدايـة والقهـر
خليفـــة خيــر المســلمين محمــد
معـزّ ذوى الإسـلام مخـزى أولى الكفر
ودان لـــه شـــرق البلاد وغربهــا
وأضـحى بحمـد اللّـه مرتفـع القـدر
أقـام شـعار الـدين فـي كـل وجهـة
وسـاعده المقـدور مـن حيـث لم يدر
وأعطــى قنــاطير النضــار تكرمـاً
ومـا نقصـت جدواه في العسر واليسر
وقـد نعـشَ الـدين الحنيفـي سـابقا
وأحياه بالمعروف في الناس لا النكر
فمــن مبلــغ السـلطان عنـى تحيـة
يفوق شذاها المسك والعود ذا العطر
ومـن بعـد هـذا يسـمع النـاس صوته
ألا يـا إمـام المسلمين استمع أمرى
ألا إن ربـــى لــم يخلقــك خلقــه
لهتـك ذوى الإسـلام فـي البر والبحر
أتتــك مــن الحفظــى قافيـة إلـى
مكانـك تحكـى مـا أتـاه مـن الضـر
إذا كنــت تــدريه فويــلٌ لشخصــك
وإن كنـت لا تـدريه فـاللّه ذا يدري
إليـك أنـت تختـال فـي حلـل اليها
حيــاء فلا تكشـف لهـا سـبل السـتر
وإن كنـت أخطـأت القـوافي فسـابقاً
تعــامى علـى حسـان قافيـة الشـعر
لمـا لقـيَ المختـار مـن فعـل قومه
وافـراده قهـرا عـن الأهـل والصـهر
وإخراجـــه مـــن بيتـــه ومحلــه
وافــراده بالليـل فـي مهمـهٍ قفـر
بغـار حـراء كـان مـا كـان من أذى
ووازره الصــديق فــي ذلـك الحجـر
ومـا كـان ذنـب المصـطفى غير قوله
ألا ان ربـي اللّـه ذو الملـك والأمر
فــإن تجـد التقصـير فيمـا نظمتـه
فقابــل عظيـم الغـث منـيَ بالسـتر
فهــذاك حســان علــى كتــف غيـره
تقعقــع لمـا أن رأى كسـفة البـدر
فكيــف بمــن فــي أهلــه وعيـاله
أراه زمــان السـوء قاصـمة الظهـر
وكـــل بنيـــه والمحــارم جملــة
دمـوعهم فـي حـر نـار الجـوى تجرى
وإنـــك ســلطان الممالــك كلهــا
وخلفــك الرحمــن للنهــى والأمــر
فســـمعا لوفــاد أتتهــم رســالة
لرســلك فانقــادوا إليـك بلا نكـر
وكـــان جزاهــم كالمحــارب ربــه
ويسعى فساداً في البرارى وفي البحر
فبــاللّه يــا سـلطان دائرة الملا
ويـا معـدن الإحسان في اللف والنشر
تلطــف بنــا واتبـع لقـول نبينـا
لعلــك تنجــو مـن عنـاد ومـن وزر
فلا بــد مــن يــوم شــديد حسـابه
ويوقـف فيـه العبـد للحشـر والنشر
وتســأل فيــه جهــرة مــن صـنائع
بنـا وبقـوم الأزد أعنـى ذوى الأسـر
وتعلــم فيــه سـوء عقبـاك بالـذي
فعلـت مـن التشـتيت والأسـر والقسر
وإلا فعجــــل أمركـــم بســـراحنا
لعلــك تنجـو مـن عـذاب ومـن خسـر
أحمد بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر الحفظي، العجيلي، الشافعي.من مشاهير علماء رُجال ألمع، ومن أبرز شعراء الجزيرة العربية في عصره، مولده بقرية عثالف بوادي حلي، من أعمال تهامة عسير. نشأ في حجر أبيه، ثم ارتحل في طلب العلم إلى المخلاف السليماني والحجاز، وتتلمذ للقاضي عاكش الضمدي وغيره من علماء أبي عريش وضمد.ولما قمعت ثورة عسير سنة 1288هـ كان ضمن الأسرى الذين اقتيدوا إلى الأستانة، وأفرج عنه سنة 1293هـ، وعين مفتياً لمنطقة عسير منذ عام 1301هـ.له تآليف لا تزال مخطوطة في التاريخ والأدب والفقه والحديث، و(ديوان شعر) نعته بأنه في القياس على وزن ديوان أبي فراس.وفي كتاب (نفحات من عسير) و(شعاع الراحلين) مقتطفات من شعره، واشتهرت له خطبة ألقاها أمام الخليفة العثماني عبد العزيز بن محمود (انظرها في مجلة العرب (24/ 471) وفيها ترجمة موسعة للحفظي.