
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قال المسيكين ابن عبد الخالق
علمـــه الرحمــن بالحقــائق
مـن بعـد حمـد الواحد القهار
تــم الصـلاة للنـبي المختـار
محمـــــد والآل والصــــحابة
وتــابع مــن طــرق الإصــابه
فقــد أردت جمــع مــا عرفـت
بحســب مــا فهمــت أو أطقـت
مـن مذهب التوحيد في العقايد
نظمتـه فـي السـبك كالفرايـد
مــع اعــترافي بقصـور بـاعى
فــي مبحــث العلـوم واطلاعـي
ولا أعــد النفـس بيـن العيـر
فـي مسـلكي أيضـا ولا النفيـر
لكنمـــا الأعمــال بالنيــات
كمـا أتـى عـن سـيد السـادات
صــلى عليــه ربنــا وســلما
وآلـــه وصـــحبه والعلمـــا
فنيـــتي إفـــادتي وصـــحبي
والمســـلمين آن ذاك حســـبي
وإن ممـــا أوجــب المقــاله
لمـا تـرى فـي هـذه الرسـاله
حـث مـن الإخـوان أرباب السنن
ومـن هم الأعيان في قطر اليمن
فـي عـام تسعين أتت بعد الألف
ومــائتين بالحسـاب المؤتلـف
فلـم أجـد عـذرا مـن الإجـابه
ونســـأل التوفيــق للإصــابه
وقـــد تبعــت طــرق الأئمــه
فـي مسـلكي في البدء والتتمه
ولــم أعــرض فيــه للمـذاهب
لأن ذاك جــــالب المعــــاطب
لأنهــــم ائمـــة الطـــرائق
وحجـــج اللّــه علــى الخلائق
مـا اختلفـوا فيـه فذاك نعمه
ورحمـــة والاعـــتراض نقمــه
وهــم علــى طريقــة الصـواب
أئمـــة الســـنة والكتـــاب
فكلهــم قـد أجمعـوا وقـالوا
إن الإلـــه مــا لــه مثــال
وأنـــه فـــي وصــفه قــديم
حـــي مريـــد قــادر عليــم
والخيــر والشـر علـى الإراده
مــن ربنــا فهــذه الافــاده
لكنــه لــم يــرض بالمحــال
حتمـا علـى الأقـوال والإفعـال
وليســـت الصــفات عيــن ذات
منــزه عــن جملــة الجهــات
وأنـــه شـــيء ولاكالأشـــياء
ولــم مثــاله فــي الأحيــاء
صــفته كوصــفه فــي القــدم
قـد أوجـد العـالم بعد العدم
لا لاحتيــــاج هــــذه الإراده
وإنمـــا لخـــالص العبــاده
فمــن أطــاع اللّــه للجنـان
ومــن عصــاه كــان للنيـران
واللّـه ليـس جـوهرا أو جسـما
لكنـــه جــل العلــى اســمى
قـد أنـزل الآيـات فـي القرآن
بمعجـزات الخلـق فـي البرهان
ليـــس بمخلـــوق كلام ربـــى
أو محـدث فـافهم وقل ذا حسبي
وأنـه فـي الحكـم فـوق العرش
بالاتصـــال أو مكــان مغشــى
لــم يتخــذ صـاحبة أو ولـدا
أو والـدا أو دافعـاً أو عضدا
حــي فيحيـى الخلـق للعبـاده
وهــو مميــت منــه بـالإراده
والبعـث بعـد الموت حكم الحق
مـع الجـزا منـه لكـل الخلـق
وجنـــة والنــار والميــزان
لربنـا فـي خلـق هـذا الشـان
ومــن هـو السـعيد عنـد الأزل
كمــن هــو الشـقى لـم يبـدل
ميســر كــل إلــى مـا يعمـل
فالجـد فـي الجـد ولا تتكلموا
وإنمــا الأعمــال بــالخواتم
واللّـه ربـي لـم يكـن بظـالم
بــثيب مــن أطــاعه بالفضـل
ومــن يشــا عــاقبه بالعـدل
ويــؤلم الأطفــال والبهائمـا
ولـم يكـن فـي فعل هذا ظالما
ويغفـر الـذنوب غير الشرك به
فاحذر من الإشراك ياذا وانتبه
فـــإنه يــدب فــي الإنســان
كمـا يـدب النمـل في الميدان
وأن منـــه أصــغرا وأكــبرا
كمـا أتانـا ليـس قـولا يفترى
ومـا علـى الرحمـن شـيء واجب
وكــل مــا تلفـظ فيـه كـاتب
فصـــدق الآيـــات والحــديثا
ولا تـــرد قادمـــا حـــديثا
وليــس ماناجـا بـه الكليمـا
بمحـــدث فلا تـــزل عليمـــا
وأن طـــه خـــاتم الرســاله
فيـا لهـا مـن نعمـة ويـا له
مــن سـبح الحصـا ببطـن كفـه
ورد مــن عصــى برغــم أنفـه
واللّــه أسـرى بـالحبيب ليلا
والمـاء مـن كفيـه سـال سيلا
والمعجــزات كانشـقاق القمـر
لســيد الكـونين لـم تسـتنكر
فــوارق العــادات لا تسـتغرب
للأنبيــــاء بـــل لا تكـــذب
وأنــه والأنبيــا فــي عصـمه
مــن الـذنوب بـل وكـل وصـمة
ولــم تكـن أنـثى لهـا نبـوه
يــرد ذا الأحكــام والفتــوه
وأن ذا القرنيــن مـع لقمـان
فــي طــرق الأنبيـاء مجهـولان
لـم يعرفـا هـل ملكـان كانـا
أو نبّئا نبــــوة إيقانــــا
أم هـل همـا فـي طـرق الولايه
قــد ســلكا مسـالك العنـايه
والأنبيـا فـي الفضل والملائكه
توقــف النعمـان فـي أولئكـه
أيضـاً وفـي أولاد من قد أشركا
مـع غيرهـا فنعـم ذاك مسـلكا
وأن عيســـى آخـــر الأزمــان
ســـيقتل الــدجال بالإيقــان
والأوليــا ذوو كرامــات رتـب
منكرهـا لـه التـواني والتبب
متفاضـــلون رتـــب الإنــابه
تفاضــل التفضــيل للصــحابه
فبعضـــهم مقــدم مــن بعــض
لاعـــن جفــاً لآخــر أو رفــض
أمــا تـرى التفضـيل للصـديق
حتمـا لـذى النورين والفاروق
والفضـل للفـاروق عـن عثمانا
كفضــل عثمــان علـى أقصـانا
أعنــى بــه الكـرار للقتـال
وهــازم الرايــات والأبطــال
زوج البتـول وابن عم المصطفى
كفـاه هـذا فـي البرايا شرفا
والسـتة البـاقون ثـم العشره
مـن بايع المختار تحت الشجره
وأهـل بـدر يعملـوا ما شاءوا
فمــا علــى شــاهدها عنــاء
فهــــؤلاء لهـــم التفضـــيل
عـن غيرهـم كمـا أتى التنزيل
وكــل أزواج النــبي قــالوا
قــد فضـلوا لكـن لـه أحـوال
فقــدموا خديجــة فـي الفضـل
لأنهــــا أهــــلٌ وأى أهـــل
قـد نـزل الـوحي وأن المصطفى
علــى لحــاف ذاتهـا ملتحفـا
وخــالطت بريقهــا فـي ريقـه
لمـا دعـى المختـار في رفيقه
وفضــلها علــى نسـاء عصـرها
فضــل الثريـد لطعـام دهرهـا
وبعـدها فـي الفضـل والعظيـم
فاطمــة الزهــرا بلا تــوهيم
بنـت الرسـول زوجـه ابـن عمه
مــن علمـه مجتمـع فـي علمـه
أم الشــهيدين كفاهــا فخـرا
يـوم القصـاص أن تنـادى جهرا
قـومى ليـوم الفصـل والمزيـد
وأخــذ ثـأر الحـق مـن يزيـد
لقــاء تقتيــل الحسـين أولا
وأهلــه وصــحبه بيــن الملا
ومـا جـرى من قبل في الصحابه
فيســـتحق الصــمت والإنــابه
وإنمــا مــن كـان ذا سـلطان
طــاعته فــرض علــى الإنسـان
ولا ســماع فــي معاصـى اللّـه
لآمــر فهــل لهــا مـن نـاهى
مـا وافـق المشروع حقّا يعتمد
وكــل مـا خـالفه جهـرا يـرد
مــن يكــن يعلـم ذا فليسـأل
كمـا أتـى فـي محكـم التنزيل
لا يعـذر الجاهـل إن لم يعلمن
كعــالم بعلمــه لــم يعملـن
فمــن يكـن يعمـل فـي جهـاله
يــرد مــا يعمــل بالأصــاله
لـو وافـق المشروع في الإصابه
فهــو هبـاء لـم ينـل ثـوابه
وعــالم لــم يعملـن بـالعلم
معــذب بمــا جنــى مـن غثـم
وآخـــر الـــذنوب للغفــران
ثــم النجــاة لـذوى الإيمـان
ورحمـة المـولى الكريم واسعه
قريبـــة للمحســنين جــامعه
ولا بقـــاء لـــذوى الإيمــان
حتمـا علـى التعذيب بالنيران
فـادعوا الإلـه في نجاة جامعه
فـدعوة الـرب الكريـم نـافعه
ســبحانه جــل عظيــم الشـان
ذو الجـود والإحسـان والسلطان
إن الــدعا قطعـا لـه تـأثير
حتمــا كمـا أخبرنـا البشـير
وادعـو الإلـه لنجـاة الحفظـى
والمسـلمين مـن عـذاب العـرض
ووالـــديه وجميـــع الأمـــه
فاكشـف عـن الكـل جميع الغمه
وقـد سـلكت الاختصار في العمل
خوفـاً فـي التطويـل فيه فيمل
فليسـتر الناظـل فيـه الخللا
فجــل مــن لا عيـب فيـه وعلا
جعلتهـــا نصـــيحة مرتلـــه
عـــدتها كــالكتب المنزّلــه
لأن إيمانـــاً بهـــا فريضــه
فخـــالفوا الأفئدة المريضــه
ثــم الصــلاة لرســول اللّــه
محمــد الهـادى عريـض الجـاه
الآمــر الحــاث بفعــل الأمـر
يطلــق مـن كـان حليـف الأسـر
وصــحبه مــن بعــد ذكـر الآل
والحمــد للّــه علـى الكمـال
أحمد بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر الحفظي، العجيلي، الشافعي.من مشاهير علماء رُجال ألمع، ومن أبرز شعراء الجزيرة العربية في عصره، مولده بقرية عثالف بوادي حلي، من أعمال تهامة عسير. نشأ في حجر أبيه، ثم ارتحل في طلب العلم إلى المخلاف السليماني والحجاز، وتتلمذ للقاضي عاكش الضمدي وغيره من علماء أبي عريش وضمد.ولما قمعت ثورة عسير سنة 1288هـ كان ضمن الأسرى الذين اقتيدوا إلى الأستانة، وأفرج عنه سنة 1293هـ، وعين مفتياً لمنطقة عسير منذ عام 1301هـ.له تآليف لا تزال مخطوطة في التاريخ والأدب والفقه والحديث، و(ديوان شعر) نعته بأنه في القياس على وزن ديوان أبي فراس.وفي كتاب (نفحات من عسير) و(شعاع الراحلين) مقتطفات من شعره، واشتهرت له خطبة ألقاها أمام الخليفة العثماني عبد العزيز بن محمود (انظرها في مجلة العرب (24/ 471) وفيها ترجمة موسعة للحفظي.