
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع عنـك صـهباء الدسـاكر
وإلـى بيـوت الـدرس بادر
فلأنــت فــي عصــر تفــر
د بالمعـــارف والمــآثر
قـد حـاز فيـه الغـرب غا
يــات السـباق بلا مشـاجر
قطــــر علا أهلــــوه اس
مـى ذروة فيهـا المفـاخر
فعلـــومهم بلغــت إلــى
حــد تحـار بـه الخـواطر
بحثـوا عن الأجرام في الا
فلاك وانتبثــوا المغـاور
وترصــدوا ســير النجــو
م وراقبـوا أعلى الدوائر
سـيروا البحـار وحللـوا
ما في الوجود من العناصر
والكهربــــاء بجــــدهم
اضـحى بهـا ذو اللب حائر
جــاءت بمـا شـده العقـو
ل عجائبـا وسـبى النواظر
والكيميــاء بــدت بــوج
ه فـي الحقـائق لا يخـامر
قــد هـام فـي أسـرارها
مـن بعـد جـابر الف جابر
نظــروا إلـى مـا دق مـم
ا ليــس تـدركه البواصـر
درسـوا الجمـاد مع النبا
ت ومنهمـا عرفـو المصادر
نظـروا إلـى الحيـوان في
انــواعه نظــرات فــاكر
حــتى إذا عرفــوا طــبي
عتـه ومـا طـوت المشـاعر
عمـــدوا إلــى تشــريحه
وهنــاك كـم شـقت مـرائر
نشـروا الرسـوم الدارسـا
ت وكــــل مطـــوي ودائر
قــد زعزعـوا أهـرام مـص
ر وفتشـوا تلـك المقـابر
فــرأوا بهــا آثـار مـن
قـدموا مـن الناس الاكبار
واســتخدموا لمنــافع ال
تأريــخ هاتيـك الـذخائر
وعــن الحقــائق زحزحـوا
ســترا مــن الأوام سـاتر
قــد خططـوا سـطح البسـي
طـة والبحـار مع الجزائر
والبعــد قاسـوا والعلـو
وعــامرا منهــا وغــامر
وبــابرة القطـب اهتـدوا
فـي البحر والديجور كافر
وجلــوا خفيــات الطــبي
عــة فاسـتبانت كالظـاهر
والســحر قـد اضـحى حـدي
ث خرافــة أو قـول هـاذر
قاسـوا الفضاء وقربوا ال
أقصـى وقـد فشـل المكابر
قـد حلقـوا فـي الجو بال
منطــاد تحليـق الكواسـر
والـبرق قـد قـادوه بالا
ســـلاك يعنـــو للأوامــر
قــد ســخروه بحمــل مـن
طـوق الرسـائل والـدفاتر
فأطــــاعهم ولـــذلك اس
تغنـوا بـه عـن كـل طائر
قـد اسـمعوك نـدا البعـي
د بالــة مـن صـنع مـاهر
قـد هندسـوا وبنـوا بنـا
يــات لهـم شـادت مفـاخر
رصـفوا الحجارة في البحا
ر وفوقهـا شـادوا معـابر
نقلـوا البحار إلى القفا
ر وفوقهـا شـادوا معـابر
ومراكـــب قــد راح يــج
ريهـا البخـار وليس ماخر
جــابوا الفلاة علـى عجـا
ل قـد جـرت جـري البواخر
خرقـوا الجبـال لسـيرها
وعلى الوهاد بنوا قناطر
واســـتنبطوا للطبـــع آ
لات تــدور علــى محــاور
فـــإذا تفحّصــت العمــا
رة والتجـارة فحـص خـابر
وإلــى الحياكـة والصـبا
ة والدباغــة بــتّ نـاظر
وإذا تــــأملت الفلـــز
بعيــد مـا صـاغوه بـاهر
مـــن كــل آنيــة تقــر
بحســن صـنعتها النـواظر
لا بـــد منهـــا للمنــا
فـع والتجمـل في الحواضر
ايقنــت ان الشــرح ليـس
يفــي ولسـت عليـه قـادر
فـي النسـج فـاقوا غيرهم
فتخــال صــوفهم حــرائر
ولباســــهم وفراشــــهم
هــذا وثيــر ذاك فــاخر
فـــإذا اتيـــت بلادهــم
الفيـت فيهـا العيش ناضر
جمعـــت شــوارعهم احــا
سـن كـل شـيء كـان نـادر
فـــبيوت الحـــان بهــا
تشدو الفيان على المزاهر
وديـــار لهـــو يلتقــي
فيهـا المبـاكر والمسامر
وريـــاض أنـــس ترتعــي
فيهـا السـباع مع الجآذر
وديـــار تمثيـــل بهــا
أدب لأربـــاب الخـــواطر
تلقـى الـذين سمعت في ال
تأريــخ عنهـم والـدفاتر
وتـــرى ضــروب عــوائد
وملابـــس عــبرا لفــاكر
رفعــوا لصـوت الحـق فـي
أوطـانهم أعلـى المنـابر
وأضــا لهـم صـبح اليقـي
ن وبـات ليـل الشـك دابر
وعلـى التسـاوي في الحقو
ق مشـى الأكـابر والأصـاغر
سـاروا علـى نهـج العـدا
لـة لـم يطيقوا حكم جائر
نقضــوا مبـاني المسـتبد
بـن العتـاة ذوي الكبائر
ممــن يســوم النـاس خـس
فـا ليـس تزجـره الزواجر
جعلـوا التقـدم فـي الأمو
ر لكــل نــدب لا يخــامر
وتـــبرأوا ســقيا لهــم
مــن كــل محتـال ومـاكر
وعلــى الـولا وتقـدم الأ
وطـان قـد عقدوا الخناصر
وأتـــوا بكــل غريبــة
أعيــت وحقــك كـل سـاحر
لـو شـامها اليونـان وال
رومــان اربــاب المـآثر
أو أهــل مصــر الأقــدمو
ن ذوو المعـارف والمفاخر
لرأيتهـم خـروا إلـى الا
ذقــان للرجــل المعاصـر
وزكنـت معنـى القـول كـم
تـــرك الأوائل للأواخـــر
مــا أن تحيـط بمـا أتـت
ه علــومهم ابيـات شـاعر
ذا شـــأنهم اضـــحى وأن
ت غـدوت تسـحب ذيـل عائر
تلهـــو ببعــض خــزعبلا
ت والتســر منــك ظــاهر
تخفــي الاسـى واللـه يـع
لـم مـا اكنتـه الضـمائر
وتقـــول حكـــم مقـــدر
وعليـه قـد أمسـيت صـابر
يــا أيهـا المغـرور مـا
ذا القـول الا قـول خاسـر
تعـزوا إلـى الاقـدار حـك
مـا مـن فعالـك كان جارئ
واللــه ليــس يريـد شـر
را بالأنــام وليـس غـادر
هـذا الخنـوع وذا الخمـو
ل وكــل جبـن فيـك خـادر
حقــــا شــــهود عـــدل
نمـت عليـك بهـا الظواهر
إن عـن حقوقـك نمـت فـاء
لـم لـن يكـون سواك ساهر
وإذا ظلمــت فمــا لظــل
مـك غيـر عـزم منـك ناصر
بالجهــل بـت لـدى الملا
مثلا مــن الأمثــال سـائر
فيقــال زيــد قــد حكـى
فـي جهلـه بعـض الـبرابر
قــوم لهـم ينمـى الصـغا
ر فهـم لـذا قـوم الأصاغر
بســوى التفــرق والتحـا
مـل لا تطيـب لهـم خـواطر
وتمســــكوا جهلا بــــأع
راض وقـد تركـوا الجواهر
حســـد واحقـــاد بهـــا
يتفـاخرون علـى المفـاخر
وتبـــــاغض وتباعـــــد
فــي ذاك كـل بـات فـاكر
وبمـــا جنــت ايــديهمو
ما أن لهم في الناس عاذر
دارت علينــا يــا لصــح
بـي في الورى شر الدوائر
مـن نـام عـن طلـب الحقو
ق فــانه وابيــك خاســر
يــا ليــت قـومي يـذكرو
ن فلم يخب في الناس ذاكر
أويتهـــم ســاروا علــى
منهــاج اجــداد هزابــر
فهـم الألـى فـي العلم اض
حـى صـيتهم في الأفق طائر
وهــم الألـى بـالحزم قـد
بلغـوا العلا والحزم ظافر
وهـم الألـى فتحـوا المما
لـــك فتــح غلاب مثــابر
طرقـــت حــوافر خيلهــم
اقصـى البـوادي والحواضر
وجنـــودهم دكـــت حصــو
ن الغـابرين مـن الجبابر
وببأســـهم قــد دوّخــوا
دول القياصــر والأكاســر
وعنـــت لهيبتهــم ملــو
ك الأرض والأمــم الغـوابر
فمـتى ارى الـوطن المفـد
ى عـن محيـا الفضـل سافل
ومـــتى تــوافي بالأمــا
نـي لـي بـواكير البشائر
هبــوا إلـى طلـب المعـا
لـي فهـي تهـدي كـل حائر
وتشــبهوا ان لــم تكــو
نـوا مثلهـم فالفرق ظاهر
ومليكنــا عبــد الحمــي
د لكـم معيـن بـل مظـاهر
ملـــك اليـــه تنتمـــي
كــل المحامــد والمـآثر
ملـــك لـــديه كـــل ذي
حــزم وزعـزم بـات صـاغر
لـــم تلـــق إلا حامــدا
منـــا ايــاديه وشــاكر
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.