
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـت مـن يا من على تلك الدمَن
يـذرف الـدمع ويسـتبكي الطلول
كـم تناديهـا ولـو أصـغت لمـن
جاءهــا مسـتنطقا كـانت تقـول
عـد عـن جهلـك يـا هـذا الغبي
كـن سـواراً أو قريطـا أو جرير
أو زهيــرا أو إياســا أو هلال
او أبا النشناش والجمع الغفير
مـن ملـوك الشعر أرباب المقال
كلكـــم يفعــل أفعــال صــبي
تنـدبون الربـع أو بيـت الشعر
أو خيــــالا زار ليلا ورحــــل
او حصـانا أو بعيـرا قـد نفـر
تضـعون الـدر فـي عنـق الجمـل
وخســيس الــترب فــوق الـذهب
منــذ ألفــي سـنة بـل ضـعفها
دأبكــم ترديــد هــذا النغـم
تلــك حـال حسـبنا فـي وصـفها
حــال قـوم سـلكوا فـي الظلـم
وأضــاعوا وقتهــم فـي اللعـب
ذاك أو يقــرب منــه مـا رواه
عنكـم التأريـخ فـي فن القريض
قـد جريتـم كـل شـوط فـي مداه
ولكــم فــي نظمـه جـاهٌ عريـض
مـــن نســيب أو مديــح كــذب
وعــن التنقيــب أعرضـتم سـوى
مــا أتـى مـن مثـل أو قـافيه
وعظيـم الكـون مـع مـا قد حوى
مــن أعــاجيب شــؤون خــافيه
لــم يكـن فيـه لكـم مـن سـبب
فكفـى التشـبيب والفخـر اللمل
ودعــاوٍ عابهــا أهـل الحلـوم
واسـمحوا أن يقتـدي هذا المقل
ببنــي الإرنـج أربـاب العلـوم
واســمعوا مـا قـاله فـي حلـب
عـزّ بيـن الأرض والجـو الـوئام
لاختلاف الـراي فـي وضـع الربيع
حيـن رامـت أمـه قبـل التمـام
وضـعه إذ جاءها الطابق السريع
فبــدا فـي الجـوّ فـرط الصـخب
زعـــم الوالـــد أنّ الأمّ قــد
مسـّها العجـز علـى مـرّ السنين
ولفقــد الصـبر منهـا والرشـد
قـد سـعت عمـدا لإسـقاط الجنين
فقضــى حــالا بشــجب المــذنب
قــال هــذا الطلـق زورٌ ولـذا
أرشــقُ الحبلــى بثلــج وبـرد
فيعـــوق الوضــع منهــا وإذا
مــا أصـرّت هلكـت قبـل الولـد
قتــل مــن يقتـل شـرع الكتـب
قــالت الأم إلــى كــم تفـتري
أيهــا الظــالم والحـقّ صـريح
وبــدت تــروي صــحيح الخــبر
بلســان ينطـق القـول الفصـيح
معــرب عــن أصـل هـذا اللجـب
حـدثت قـد كنـت مـن عهـد عهيد
طفلــة اســرح حــول الوالـده
ظـاهري كـالقلب فـي وقـد شديد
جــذوةٌ مـن قبـل ألفـي جامـده
كـــرةٌ تســـبح بيــن الشــُهب
فتصــباني ذا الجــوّ الكنــود
وبأحكــام الهــوى جــار علـي
فهــو طـورا نـافرٌ عنـي شـرود
وهــو طـورا هـائمٌ يصـبو إلـي
وهــو أحيانــا شــديد الغضـب
منــه لــي بعـلٌ كـثير النـزق
ســيءُ الخلــق شـديد الفرعنـه
ولــــه منــــيَ ذات الملـــق
تلــدُ الغــرّان فــي كـل سـنه
مرضــعٌ لــم تشــك مـضّ النصـب
والصـبي ما زال لي نعم الرفيق
وجمـــالي زائدٌ عامــا فعــام
وعفــافي منــه بــالحب خليـق
لـو علـى عهـد الوفا حقّا أقام
أو وعــى مــا ســنّ شـرع الأدب
وفــؤادي مـا لـه غيـر الأنيـن
كلمــا أومــض بـرقٌ مـن بعيـد
وعيـوني تطلـق الـدمع السـخين
بعضـها والبعـض يجـري كالجليد
لــــدواعي حــــزن أو طـــرب
وأنــا احمـل منـه ذي الفعـال
برضـــى شــأن كــرام الأنفــس
ولئن خــالف فــي هـذا الـدلال
مـا قضـى شـرع الغـرام الأقـدس
باحتكــام الغيـد عنـد النجـب
لـم أبـح يومـا بتبريـح هـواه
لا ولــم أشـك الضـنى الا اليـه
وهـو مـا زال مجـدا فـي جفـاه
حاســبا أن حيــاتي فـي يـديه
ســـاء مــا ظــن ورب الغلــب
ثـم صـاحت بلـغ السـيل الزبـى
وغــدت ترجــف مــن زلزالهــا
وبـدت نـثرا علـى تلـك الربـى
تقــذف النيـران مـن أجبالهـا
فهــي تجـري مثـل سـيل السـحب
عنــد هــذا نهضــت أترابهــا
والــدجى تخــبر عـن أسـرارها
ســبعةٌ قــد شــوهدت أسـرابها
مـن بنـات الشـمس مـع أقمارها
وفريـــقٌ مـــن ذوات الـــذنب
درن حــول الأم لكــن بانكسـار
قلـن يـا أمّـاه ما هذا المصاب
أختنـا الأرض عليهـا الجـو جار
فانصــحيه وانــذريه بالعقـاب
واســـــعفيها ببلــــوغ الأرب
فاســتوت ذات الجمـال المسـفر
فـوق عـرش النور في برج الحمل
ثــم خطّــت بالشــعاع الأنــور
للــتي قـد سـئمت طـول الحبـل
أن ضــعي الطفـل قبيـل العطـب
واعلمــي أن الــتردي بالسـخط
صـبغةٌ يرغـب عنهـا فـي الحسان
وهــي عنــد الكـل عيـب وشـطط
ليـس فـي الطاعـة للبعـل هوان
وهـــي زيــنٌ لــذوات الحســب
ثـم قـالت ايهـا الجـوّ الجهول
أنــت بــالهجران أيضـا مسـرفُ
فقــويّ النــوع مطــواعٌ حمـول
للنســا إذ هــنّ طبعــا أضـعف
ذاك فضــلا عــن حقــوق النسـب
قــم فعـانق عرسـك المكتـبئبه
فلقــد أودى بهـا طـولُ الشـجن
وتــــدارك مهجـــة ملتهبـــه
منـك ذاقـت كـل أنـواع المحـن
واســعدنها بــانفراج الكــرب
فحباهـــا بنســـيمات الصــبا
وأتاهــا نادمــا عمّــا مضــى
وتــــدنّى خاشـــعاً منتحبـــا
يسـتميح العفـو منهـا والرضـى
بمجـــاري دمعـــه المنســـكب
عنــد هـذا بـرز المولـود فـي
حلـــل تــزري بــأبهي ســندس
وبـــدع ســـرّه لـــم يختـــف
صـــبغت حــتى بــدت كــالأطلس
بضـــياء الشـــمس أم العجــب
وغــدا يبســم عــن نـور بـدا
مثـــل درّ فــتّ فيــه الــذهب
مــذ رآه بلبــل الحــيّ شــدا
بأغـــان مــا شــداها مطــرب
فجلا مــــن غمّـــة المكـــتئب
والهنــا عـمّ جميـع الكائنـات
فـدَعت الشـمس بـالعمر المديـد
بمعــــان ولغـــى مختلفـــات
لا يفيهـــا وصــفها إلا مجيــد
ينظــم الشــعر بلفــظ عربــي
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.