
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــــا راحلا والقلــــوب فـــي أنـــره
تتقطــــــــــــــــــــــــــــــــع
وغائبـــا لـــم نقـــف علـــى خـــبره
ولـــــــــــــــم نطمــــــــــــــع
ويــــا حبيبـــا زواه عنـــا الـــردى
ولـــــــــــــــم يشــــــــــــــفع
فـــــي بعـــــده شـــــافع الحجــــى
هــل عمــي الــدهر عــن جميــع الـورى
فلـــــــــــــــم يــــــــــــــدفع
يومـــــــــــــــك يــــــــــــــا
غايــــــــــــــة المنـــــــــــــى
لــــو كــــان فــــداؤك بــــالارواح
شـــيئا معقـــولا أو أمـــرا مقبـــولا
قــد كنــت لنــا شــمس الاصــباح لمـا
كســـفت منـــا الفجــوات مقــل نظــرت
ولــــو أنـــا الشـــهب اســـتنزلناها
وفــــــــــــــدا وفــــــــــــــدا
وعقـــــــود الـــــــدر نظماهــــــا
عقــــــــــــــدا عقــــــــــــــدا
وصــــــنوف الــــــورد نثرناهــــــا
وردا وردا
لقضــــــــــــاء حقـــــــــــوق علاك
ووفــــــــاء ديـــــــون نهـــــــاك
لــــــم نثـــــل ســـــوى الفشـــــل
والخجـــــــــــــــــــــــــــــــل
إذ عرفـــــك طيـــــب بــــل عنــــبر
بــــل ذاك هــــو المســــك الاذفــــر
وبيانـــــــك ســـــــحر أو ســــــكر
بــــل ذاك النيــــل بــــل الكـــوثر
وضـــــياؤك نجـــــم بـــــل ازهــــر
بــــــل صـــــبح وضـــــاح اســـــفر
بــــل ذلــــك شــــمس بــــل انـــور
فلأنــــــوار معانيـــــك ولا ســـــرار
أماليـــــــك تعنــــــو الافهــــــام
وعيــــــون النـــــثر إذا فاضـــــت
وبحــــــور الشــــــعر إذا غاضـــــت
لا بــــــــــــــدع فبــــــــــــــع
دك خطـــــب عــــم صــــنوف العلــــم
واللغــــــــــــة والعصــــــــــــر
انهمــــــــا لفــــــــي خســــــــر
ولمصـــــرعك البلبـــــل المنتحـــــر
والزهــــــرة غــــــارت والقمــــــر
فمــــــن المعيــــــد أو المجيـــــد
أو المفيـــد ســـلافة دعيـــت شـــمولا
ومدامـــــــة ســـــــلبت عقــــــولا
فغــــادرت أهــــل النهــــى حيـــارى
تحســــــبهم بلا حجــــــى ســــــكارى
ومــــــــا هــــــــم بســــــــكارى
والنجعـــــة مـــــذ فجعــــت عجــــت
بـــــل عـــــج العلـــــم وأهلــــوه
إذ كنــــت الفخــــر لهــــذا العـــص
ر وكـــــــل زمـــــــان يتلـــــــوه
أمـــــــا المعجـــــــزة الأخــــــرى
بـــــل آيـــــة آيتـــــك الكــــبرى
ففــــــــــــرائدك الحســـــــــــان
تلـك اليـواقيت الـتي تفدى بنور المقلة
مــــــــا لؤلــــــــؤ ومرجـــــــان
فلهــا بعــد نــواك عينــان نضـاختان
وبسـجع يحكـي الـدمع نعيـت فكـدت بذاك
تقيـــــم الميــــت وتنشــــر حقــــا
بـــــــــل أحييــــــــت مــــــــن
أبنــــــــت ومــــــــن رثيــــــــت
بــــل كـــم أوضـــحت بمعجـــز لفـــظ
غـــــامض معنـــــى قـــــد دفنــــوه
فرحـــــت صــــدور ألــــي التــــدقي
ق بمــا اعيــي أهــل التحقيــق فقــال
الكـــل بلا تفريـــق امـــام العصـــر
واســـتاذه وعمـــاد القـــول ونقــاذه
قـــد قـــال فليـــس ســـوى التصــفيق
والشــــــعر اطاعــــــك منقــــــادا
لا بزمــــــــــــام عاصــــــــــــيه
وإلـــــى تبيانـــــك قــــد ســــجدت
أهــــــــــل الأقلام تســــــــــتفتيه
لمــا خــرت صــفوف القــوافي ليراعتـك
صـــــــــــــــفا صـــــــــــــــفا
وخضـعت بـل ركعـت صـنوف الكلـم الطيـب
ليراعنـــــــك صـــــــنفا صــــــنفا
واصـبحت ايـات البلاغـة عيالا على صناعتك
ووقوفـــــــــــــا وقفـــــــــــــا
وتــوارد مــترادف اللفــظ عنـد مـوردك
ردفــــــــــــــا ردفــــــــــــــا
وتزاحم جماعات الفصاحة عند كعبة عرفانك
الفــــــــــــــا الفــــــــــــــا
فشـــاردها الفـــت ومســـتورها كشــفت
واقمـــــــــــــت واقعــــــــــــدت
وأوجبـــت ونفيـــت واضــحكت وابكيــت
واعــــــــــــدمت واحييــــــــــــت
فمــا الــذي حـل بـذاك الهيكـل الانسـي
فقضــــى علــــى حركـــاته بالســـكون
ومـــا عـــرا ذلـــك الــروح القدســي
فحجـــــب هيــــولاه عــــن العيــــون
اضــــائر قــــد يعــــود أم غــــائب
موجــــــود أم مضــــــمحل مفقـــــود
لا بـــــل انــــت الحــــي باثــــارك
البــــــاقي ياســــــنى انــــــوارك
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.