
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رعـى اللـه أرباب الحجا والمناصب
وجــاد لهـم مـن فضـله بـالمواهبِ
لأنهـم فـي العصـر عنـد ذوي النهى
هـمُ النـاس أبناء الكرام الأطايب
تـودّهمُ أهـل المنـاقب فـي الـورى
وإن لـم نكن من أهل تلك المناقب
ألا إن أربــاب الفصــاحة عنــدنا
مناصــبهم تعلـو جميـع المناصـب
سـمَوْا بالحجـا أوج البلاغة والعلا
وفـي أفقه السامي بدَوا كالكواكب
تـروق القـوافي فـي مديـح صفاتهم
لــديّ وإنــي صــادق غيـر كـاذب
ســـأمدح بـــالآراء كــلَّ ممــارسٍ
يطـوف علـى الدنيا بكثر التجارب
كمثـل الفـتى المشـهور أحمدَ فارسٍ
سـراجٍ لأهـل العصـر نجـمِ الغياهب
نعـم إنـه فـي النظم والنثر فارسٌ
لـه السـبق في الإملاء سبقُ السلاهب
يبـث مـن العقـل الشـريف نتائجـاً
تضـيء فكـم قد أسفرتْ في المكاتب
لقـد جـال فـي مضـمار كُنـه بلاغـةٍ
فأصــبح منهـا فـي سـنامٍ وغـارب
ولـم لا نقـول اليومَ في العصر إنه
فريــدٌ تجلّـى فـي أجـلّ المراتـب
أليـس هـو المشـهور فـي كـل جانبٍ
أليـس هـو الممـدوح مُنشي الجوائب
لقــد هـلّ فـي الآفـاق صـَيّبُ علمـه
وأشــرق مــن إيماضــه كـلُّ لاحـب
وقـد عـزّ نلقـى فـي المشارق مثلَه
وقـد عـزّ نلقـى مثله في المغارب
كفــى صـيتُه إذ رنّ فـي كـل بلـدةٍ
وفـي وسـط إسـطنبولَ بيـن الأجانب
لــه مطبــعٌ تسـعى الأنـام لبـابه
إذا عكفــتْ مـن حـوله كالكتـائب
يُريــكَ كــوِردٍ حُــوَّمٍ حــول مَـوردٍ
أبـنَّ بـه قطـرَ السـحاب السـواكب
ومـا هـو إلا منهـلُ العـذب صـافياً
وقـد سـاغ منه الماءُ عذباً لشارب
فلاح تجــاه البــاب يقـذف جـوهراً
إلـى النـاس من بحرٍ له بالمطالب
فـإنْ سـاد أربـابُ الجـرائد حِقبـةً
فلا عجبــاً إن ســاد ربُّ الجـوائب
هـو البحـر كم أملى الخضمّ جداولاً
وكــم كــلّ عـن إملائه كـلُّ كـاتب
تُقــرّ لــه بالفضـل أبنـاءُ جنسـه
ويثنــي عليــه كــلُّ دانٍ وعـازب
ألــم يهـدِ حقـاً بـالجوائب نطقُـه
عقـولَ الأعـادي في الورى والأصاحب
جــوائبه للنــاس تُهــدي غرائبـاً
فــأيُّهمُ مــن لــم تَجُـدْ بغـرائب
يُرِقــنَ مـن اللفـظ الأنيـق كأنمـا
يرقــن بـدُرٍّ فـي نحـور الكـواعب
أزاهيــرُ ألفــاظٍ تلــوح بنــثره
علـى الطِّرس غُرّاً كالنجوم الثواقب
ومـا اللؤلؤ المنظوم إن راق نظمُه
بأبهـجَ مـن نظـمٍ لـه في القوالب
مـا أعجـبَ الرائيـن شـيءٌ كمثلهـا
وقـلَّ عجيـبٌ مثلُهـا فـي العجـائب
تميـل إليهـا النـاسُ شـوقاً وبهجةً
كـأن بهـا للنـاس بـذلُ الرغـائب
ومـا رغبـتْ فـي مـا سِواها جرائداً
فللــه مـا غنّـى بهـا كـلُّ راغـب
إليــكَ مــن الآراء أحمــدَ فــارسٍ
بعثـتُ جوابـاً شـفَّ عـن حـال غائب
وهــل هــي إلا بنــتُ شـِعْرٍ عزيـزةٌ
تُزاحـم أركـانَ السـهى بالمنـاكب
فــدونكَ مــن أرض الكـويت بديعـة
أتتـكَ علـى سـفن البحور المراكب
وليــس لهـا غيـرُ القبـول لبانـةً
لــديكَ وهــذا مطلــبي ومــآربي
وإنـــي لعبــدُاللهِ نجــل محمــدٍ
ولــي فــرجٌ جـدٌّ سـما بالمناسـب
فأحسـنْ قِراهـا بـالقَبول وبالرضـى
ولا تنْســَها مـا بيـن غـادٍ وآيـب
ولا تنسَ ذا المعروف من قد سعى بها
وأبرزهـا مـن قـالب السبك قالبي
علـيَّ الرشـيد ابـن الدغيثر من له
منـاقبُ لـم تُحصـر كقطـر السحائب
فــدُمْ وابـقَ فـي ظـلٍّ عليـك يمـدّه
رضـى الملـك المنصور من كل جانب
ولا زلــتَ محــروسَ الجنـاب مؤيّـداً
مـدى لـدهر مـا حنّتْ إليكَ ركائبي
عبد الله بن محمد الفرج، من عشيرة المساعرة من الدواسر.شاعر موسيقي. مولده ووفاته في الكويت. نشأ في الهند، ومهر في الموسيقى، ووضع ألحاناً تداولها عازفو الكويت والبحرين، عرفت بألحان الخليج الفارسي.له (ديوان - ط) من النظم النبطي، و(ديوان) من الشعر الفصيح. وقد أدخل على الشعر النبطي كثيراً من التجديد، فأوجد أوزاناً اقتبسها من الشعر الهندي. وكان يجيد الهندية كأحد أبنائها.