
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نــــبيٌّ زكــــيّ صــــادق ومصـــَدَّقُ
وفــــيٌّ صـــفيّ مُســـتطاب مُـــؤدَّبُ
تَرفَّـــعَ مــن أصــل رفيــع وعنصــرٍ
كريــمٍ إليـه الفخـر يُعـزى ويُنسـب
هـو المفـرد الإكسـير والجـوهر الذي
بأســراره الأمثــالُ والوصـف يُضـرب
هـو النقطـة الغـرّاء والعلّـة الـتي
بتكييفهـــــا الآراءُ لا تتقلَّـــــب
لقـــد ســبقتْ فيــه مشــيئةُ ربّــه
وقــد غلبــتْ إن المشــيئة تغلــب
نـــبيٌّ رآه اللـــهُ ســـِرّاً لكــونه
ومـــا هــو للأكــوان إلا المســبِّب
فكَــوَّنه فــي الــذَرّ نــوراً مقـدَّماً
يــواريه مــن نــورٍ حجــابٌ مطنَّـب
إلــى أن أبــانَ اللــهُ إيجـادَ آدمٍ
ومـــا آدمٌ إلا لخيـــر الــورى أب
فــأودع ذاك النــورَ طــاهرَ صــُلْبه
فأشــرق منــه بيــن عينيـه كـوكب
فمــا زال حــتى أن حــوتْه كريمــةٌ
حَصــانٌ لهــا ديــنُ التعفّـفِ مـذهب
ومنهـا أتـى الـدنيا فضـاءت بنـورهِ
فكـم مـن تجلّـي نـوره انجـاب غيهب
وفــي ليلـة الميلادِ كـم مـن كرامـةٍ
تـــوالت لطـــه برقُهـــا يتــألَّب
فللــه مــا فيــه الهواتــفُ بشـَّرتْ
لنــورٍ بــه قـد ضـاء شـرقٌ ومغـرب
وكــم معجــزاتٍ قــد بــدتْ برضـاعهِ
يُصـــدّق بالآيــات منهــا المكــذِّب
لقــد جــاء طفلاً بالمزايـا ويافعـاً
وآلــف نُسـكاً فـي الجديـدين يُعجـب
وحـــالفَ أفـــديه عبـــادةَ ربّـــه
وليــس بشــيءٍ غيرِهــا كـان يرغـب
وظــلّ بهــا يســمو تقًــى وترهّبــاً
فكـم فـي حـراءٍ بـان منـه الـترهُّب
ومــا زال مكلــوءاً تقيــه وقايــةٌ
مــن اللــه حـتى حـان مـا يـترقَّب
فلمــا نمــا الإســلامُ واعـتزَّ أهلُـه
غــدتْ عَرَقــاً منــه العِـدى تتصـبَّب
دعــا والـورى كـالعُمْي فـي جاهليـةٍ
ومــذهبهم فـي الجهـل لهـوٌ وملعـب
عُكــوفٌ علــى أصــنامهم يعبــدونها
وليـــس لهــم ربٌّ ســواها ومــذهب
أتــاهم وليــلُ الغــيّ مُلْـقٍ رُواقَـه
عليهــم وصـبحُ الرشـد عنهـم مُغيَّـب
فـــأظهره المختــارُ بعــد خفــائه
فقـــامت بـــه أجـــزاؤه تــتركَّب
لقــــد نصــــرته أمّـــةٌ حنفيّـــةٌ
لها في التُّقى والدين في الله مَشرب
مُهلِّلــــةٌ للــــه عـــزٌّ وجوهُهـــا
بهــا يعمـر الإسـلامُ والكفـر يخـرب
مـن القـائمين الليـلَ ذِكـراً لربهـم
إلـى حيـث مـا يبدو من الصبح أشيب
رجـالٌ لَعمـري قـد أنـابوا وأخلصـوا
وبالعمــل المسـرور حقـاً تجلببـوا
وساسـوا أمـورَ الحـرب حـتى بدتْ لهم
غــوامضُ منهــا عــن سـواهم تُحجَّـب
فمـا منهـمُ إلا الكميـنُ أخـو الـوغى
ومــا منهــمُ إلا الحســام المجـرَّب
ويغــدون خيــرَ النـاس صـفوةَ ربهـم
بأنفســـهم حيــث العِــدى تــترقَّب
وحيــث رحـى الحـرب العـوانِ بمـأقطٍ
تُـــدار ونيــرانُ الــوغى تتلهَّــب
إذا وردوا حــوضَ المنايــا فإنمــا
لهـم فيـه عنـد اللـه قَصـْدٌ ومطلـب
يســوغ عليهــم طعمُــه وهــو علقـمٌ
ويســهل فيهــم وقعُــه وَهْـو يعطـب
فمـا الأريُ أحلـى عنـدهم مـن لقـائه
ولا الشـهدُ فـي أفـواههم منـه أعذب
يُقرّبهـــم إقـــدامُهم مــن عــدوّهم
وتحملهــم طيــرٌ مــن الخيـل شـُزَّب
مــداعيسُ لا يخشــَون مــاذا عليهــمُ
تجـــرّ صــروفُ الحادثــاتِ وتجلــب
يُلبّــون أمــراً مــن رســول مفضــَّلٍ
علـى الرُّسـْل في الرحمن يرضى ويغضب
إذا مــا دعـاهم للكريهـة لـم تجـدْ
بهــم عـن رسـول اللـه مـن يتعقَّـب
فتلــك رجــالُ اللـه والأبحـرُ الـتي
بصــــَبّهم روضُ الهدايـــة يُخصـــب
عبد الله بن محمد الفرج، من عشيرة المساعرة من الدواسر.شاعر موسيقي. مولده ووفاته في الكويت. نشأ في الهند، ومهر في الموسيقى، ووضع ألحاناً تداولها عازفو الكويت والبحرين، عرفت بألحان الخليج الفارسي.له (ديوان - ط) من النظم النبطي، و(ديوان) من الشعر الفصيح. وقد أدخل على الشعر النبطي كثيراً من التجديد، فأوجد أوزاناً اقتبسها من الشعر الهندي. وكان يجيد الهندية كأحد أبنائها.