
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نحـن بنو الموتى نُعَدُّ فما لنا
عنـد المصاب يروعنا المفقودُ
ســيقودنا مـا قـاده ويضـمّنا
مــا ضـمّه ويعمّنـا التلحيـد
ما نحن فيها بين غاداتِ الورى
إلا فــرائسُ والمنــونُ أُسـود
فتُعيـد أنفسـَنا برغـم أُنوفنا
إن المنيــة للنفــوس تُعيـد
تمضـي الحيـاةُ وكـلُّ شيءٍ هالكٌ
إلا الإلــهُ الواحـد المعبـود
كــادت منـازله تمـوت لمـوتهِ
حزنــاً وتـدرس بعـده وتميـد
شـالت نعـامتُه بيـومٍ كـاد أنْ
ينهـدّ فيـه الشـامخُ المعمود
أبنـي علـيٍّ مـا وجـدنا صبرَكم
إلا كصــبرٍ مــا عليـه مَزيـد
فالصـبرُ أجدر أن يُصاحبَ مثلَكم
كالعقـل إذ هـو عندكم مَعهود
صـبراً على هذا المصاب لَوَ انّهُ
يبكـي لحـرِّ مُصـابه الجلمـود
خَطْـبٌ ولكـنْ لم يسَعْ فيه الورى
إلا التجلُّـدُ والعَـزا المحمود
لولاهمـا لـم يحملوا ما نابَهم
وَهْـي الرزايا والخطوبُ السُّود
فـي ذمّـة اللـهِ المهيمن نازحٌ
رهـنَ الضريح عن القريب بعيد
وافـاه فيـه مـن العليّ مُرادهُ
وأتـى بحسـب مُـراده المقصود
وعرتْـه فيـه من الجِنان نسائمٌ
تَتْـرى وأمطـره العَنانُ الجُود
آليـتُ لـو كفـل البكـاءُ بردّهِ
لبكـى عليـه الطفلُ والمولود
يـا أيهـا الباكون فقدَ أبيهمُ
أَيْها لَوَ أنّ لنا البكاءَ يُفيد
فأُعيـذكم بالله من أنْ تجزعوا
وأبــوكمُ جـمُّ السـرور سـعيد
أو تجزعـوا مما به حَكَم القَضا
وقلـوبُكم يزهـو بها التوحيد
مـن مات فات ولم يمت مَنْ ذكرُهُ
تُحييــه أبنــاءٌ لـه وتشـيد
ولئنْ بهـم تلك الديار تباعدتْ
عنــا ففينــا يوسـفٌ موجـود
عبد الله بن محمد الفرج، من عشيرة المساعرة من الدواسر.شاعر موسيقي. مولده ووفاته في الكويت. نشأ في الهند، ومهر في الموسيقى، ووضع ألحاناً تداولها عازفو الكويت والبحرين، عرفت بألحان الخليج الفارسي.له (ديوان - ط) من النظم النبطي، و(ديوان) من الشعر الفصيح. وقد أدخل على الشعر النبطي كثيراً من التجديد، فأوجد أوزاناً اقتبسها من الشعر الهندي. وكان يجيد الهندية كأحد أبنائها.