
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ثغـر الربيـع افـتر عـن أزهاره
وجلا محاســـنه علـــى نظـــاره
تتهــامس الأغصــان نشـوى كلمـا
مـر النسـيم بهـا لـدى أسـحاره
والـدوح من بين الجداول والربى
يهــتز نشــوانا لصــوت هـزاره
روض بــه الوســمي طــرز بـرده
فبــدا جلال الحســن فـي آثـاره
ومشـى زرود فـي الجـداول مـاؤه
والطيــر مصــطبح علـى أوكـاره
إنــي التفـت فثـم موقـف شـاعر
يحـدو بنـات الشـعر مـن مزماره
ونثرت زهرها في حمى الملك الذي
قـد فـزت حيـن غـدوت مـن زواره
ملـك تبـوأ فـي القلـوب أريكـة
مـا نالهـا هـارون فـي أدهـاره
ملــك تخـاف الأسـد وقـع نعـاله
فتخــر صــرعى مــن جلال وقـاره
ويهــش مبتســما إذا مـا زرتـه
كـــالروض يبســـم فـــي ضــحى
مــولاي قــد طــوقت شـعبك منـة
القطــر تـاه بـه علـى أجـواره
جئت الزمـان فكنـت فيـه يتيمـة
عصـماء مـا شـيمت علـى أبكـاره
غنـت بـك العـذراء بيـن لداتها
وشـدا بـك الحـادي وراء قطـاره
مـا أن جلسـت على الأريكة منصفا
حـتى تـردى القطـر ثـوب فخـاره
وســعى إليــك شــبابه ومشـيبه
والشـوق يحـدو النـاس في تياره
وعلـى فمـي مـن مـدحكم لي نغمة
فـي الشـعر قـد غـزت على بشاره
فـانهض بشـعبك للعلـى وانشر به
الـرأي السـديد على خطى أخياره
بتنـا نرجـى العلـم بـورق عوده
فينـا ونقطـف مـن جنـى أثمـاره
فجــر معينـه فـي شـباب ظـامىء
فعســاه يطفىـء منـه حـر أواره
داء التواكــل شـب فـي شـبابنا
والعلـم نشـكو اليوم من إدباره
يـا مـن زرعـت بكـل جارحـة لنا
أملا ســقاه الحــب مـن مـدراره
عـش للبلاد رجاءهـا المـأمول في
حفـــظ الالاه وأمنـــه وذمــاره
تخـت المعـز أتـت إليـك وجـوهه
ومشــى إليــك بمجــده وفخـاره
كيمــا يبــارك للأميــر رقيــة
عرشـا سـواد العيـن مـن أستاره
فاسـمع نشـيد القيـروان فإنهـا
غنــت بماضــيها علــى أوتـاره
وطنـي لـو أن المجـد ينطق ساعة
لـروى الجليـل إليـك من أخباره
وطــن توســد فــي ثـراه مـدفن
لمجاهــد قــد لـف فـي أطمـاره
قـد باركت لك ملكك السامي الذي
شخصــت نواظرنــا إلـى أقصـاره
فامـدد يمينـك كـي نبايعها على
مــا فصـل القـرآن فـي أسـراره
وعسـاك تمنـح بيـت عقبـة نظـرة
تسـمو بـأهله فـوق هـام منـاره
فيعيــد للتاريـخ رونقـه الـذي
قبسـت ربـوع الغـرب مـن أنواره
بيــت أقــام المسـتجاب جـداره
أكــرم ببــانيه وحســن جـداره
قـد كـان للعرفـان قبلـة قاصـد
تـدوي رحـابه مـن صـدى أخبـاره
وقضـى الزمـان فأصـبحت أرجـاؤه
قفـرا تـذيب القلـب مـن تذكاره
لـو تسـأل المحـراب عمـا نـابه
لسـمعت وقـع الـدمع مـن أحجاره
يبكــي أيمتــه ويبكــي عهـدهم
والصـمت يعـرب عـن مـدى أسراره
إن تحيـه فالـدهر يكتبهـا لكـم
صـحفا مـن التخليـد فـي أسفاره
يـا ابـن الـذي في كل ناد ذكره
وحــديثه عطــر لــدى أســماره
دم ملجــأ للــدين تنصـر أهلـه
وتـذود عنـه الشـر مـن أشرارهع
لا زلــت محــروس الجنـاب مهنـا
مـا دام نجـم الأفـق فـي تسياره